وزير الإعلام الجديد.. كيميائي وشاعر يحاول إيجاد صيغة متطورة للإعلام والثقافة

د. عبد العزيز خوجة لـ «الشرق الأوسط» : الانفتاح على العالم والمزيد من حرية الرأي

د. عبد العزيز خوجة
TT

لم يكن قرار تعيين السفير السعودي السابق في لبنان الدكتور عبد العزيز خوجة وزيراً للإعلام خبراً مفاجئاً للكثيرين، فالسفير السابق له شهرة كبرى في الأوساط الأدبية والثقافية، ربما تعادل شهرته في عالم الدبلوماسية، فهو شاعر ومثقف، وشغل مناصب كثيرة في مؤسسات ثقافية، برغم تخصصه الأكاديمي الأول في علم الكيمياء، الذي يعود إليه خوجة لمحاولة إيجاد صيغة ناجحة لتحقيق انفتاح أكبر على العالم الخارجي، إلى جانب التركيز على القضايا المحلية، وكل ذلك محاط بمزيد من جرعات الحرية التي يعد بها الوزير الجديد.

وزير الثقافة والإعلام السعودي الجديد، الدكتور عبد العزيز خوجة أكد لـ «الشرق الأوسط» في تصريح خاص بعد تعيينه بأنه عازم على المضي بالإعلام السعودي إلى آفاق جديدة أكثر انفتاحاً على العالم، ومعطياً عهده للصحافيين والإعلاميين بأنه سيظل يعتبر نفسه زميلاً لهم، لا يوصد باباً ولا يغلق هاتفه في وجههم أبداً.

وقال خوجة إنه يشعر باعتزاز كبير بهذه الثقة الكبيرة من خادم الحرمين الشريفين، ويرجو من الله المعونة والتوفيق لأداء هذه المهمة على خير وجه، مشيراً إلى أنه يعتبر وزارة الإعلام بيته الثاني. وأضاف «سعدت بالعمل فترة في وزارة الإعلام، وأنا أعتبر الإعلاميين والمثقفين في هذا الوطن العزيز أساتذة وزملاء لي، وسأضع يدي بأيديهم لنضع رؤية واضحة لإكمال المسيرة الثقافية والإعلامية بما يخدم ديننا ووطننا، ويحقق توجهات المقام السامي للتعامل بانفتاح عقلاني في الداخل وفي الخارج مع بقية القاطنين معنا في هذه القرية الكونية التي تسمى الأرض».

وعن أبرز ملامح المرحلة القادمة، قال خوجة إن الانفتاح على الآخر، وحرية تعبير الرأي ستكون السمة البارزة في الفترة القادمة، مؤكداً «أنا قادم بانفتاح كبير جدا، ولدي رؤية واضحة بأن العالم منفتح على بعضه، وهذا كله يضعنا أمام واقع يجب التعامل معه بشجاعة وبصيرة وبرؤية واضحة». وأشار خوجة في الوقت نفسه إلى أن الوزارة والإعلام السعودي سيلعبان دوراً كبيراً في الفترة المقبلة في السياسة الخارجية للمملكة، لافتاً إلى دور كبير للإعلام في مواكبة السياسة الخارجية للمملكة، وإيضاحها ومتابعتها، وإبرازها للعالم.

واعتبر خوجة أن اهتمامه سيتوزع بالتساوي بين وسائل الإعلام والثقافة المختلفة، سواءً كانت مقروءة أو مرئية أو مسموعة، وأن التطوير سينال هذه المؤسسات كلها بشكل متساوٍ.

تجدر الإشارة إلى أن خوجة من مواليد عام 1942م، وهو يحمل شهادة بكالوريوس في الكيمياء والجيولوجيا من جامعة الرياض، وشهادة دكتوراه في الكيمياء من جامعة برمنغهام، وعمل أستاذا للكيمياء في كلية التربية بمكة المكرمة، وعيّن عميداً لها ومشرفاً عاماً على الجامعة بمكة المكرمة، كما درّس في جامعة الملك عبد العزيز. وتولى منصب وكيل وزارة الإعلام للشؤون الإعلامية، وقام بأعمال مدير عام جهاز تلفزيون الخليج، إلى جانب ترؤسه لعدة مجالس، منها المجلس التنفيذي لمنظمة إذاعات الدول الإسلامية، والمجلس التنفيذي لوكالة الأنباء الإسلامية، وعدد من المؤتمرات الإعلامية، إضافة إلى كونه عضواً في مجالس عديدة. والتحق بالسلك الدبلوماسي في أواخر الثمانينات، حيث عُيّن سفيراً للمملكة في عدد من الدول، منها تركيا، وروسيا الاتحادية، والمملكة المغربية، وكان آخر أعماله قبل توليه منصب الوزارة سفيراً للسعودية في لبنان. وإلى جانب عمله الدبلوماسي والأكاديمي، فإن خوجة يعتبر أحد أهم الشعراء في الأدب السعودي المعاصر، وله العديد من الدواوين الشعرية والقصائد المنشورة، وبعض المؤلفات العلمية في الكيمياء وميكانيكية التفاعل، إلى جانب كونه ـ كشاعر ومثقف ـ موضوعاً للعديد من الدراسات الأدبية والكتب النقدية.