لاريجاني: الأحرى بواشنطن أن «تلعب الشطرنج لا الملاكمة» مع طهران

قال إن المشكلات بين إيران والولايات المتحدة ليست عاطفية وحلها ليس في الكلام

TT

دعا رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني أمس، الولايات المتحدة إلى أن «تلعب الشطرنج لا الملاكمة» مع إيران، على ما نقلت وسائل الإعلام الإيرانية.

وقال لاريجاني أمام وفد إعلامي يوناني في طهران إنه «أحرى بالولايات المتحدة أن تلعب الشطرنج لا الملاكمة» مع إيران. وأضاف أن «المشكلات بين إيران والولايات المتحدة ليست عاطفية، وحلها ليس في الكلام. فعلى الولايات المتحدة تغيير موقفها على الأرض من إيران» حسب وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية «ايسنا». كما اتهم الولايات المتحدة «بانتهاك حقوق الشعب الإيراني في الماضي، واتخاذ موقف عنيف وغير مبرر» حيال إيران.

وحول مستقبل العلاقات بين إيران والولايات المتحدة في ضوء تصريحات الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما قال: «المشكلات بين إيران وأميركا ليست مشكلات عاطفية، بحيث يمكن حلها عبر الأقوال والتصريحات، وإنما بحاجة إلى إجراءات عملية، ويتعين على أميركا أن تغير سلوكها تجاه الشعب الإيراني». وفي إشارة إلى دعم أميركا للنظام السابق، ومحاولتها القيام بانقلاب في بداية انتصار الثورة الإسلامية والمساندة العملية لصدام خلال الحرب العراقية الإيرانية، قال: «إن أميركا انتهكت في الماضي حقوق الشعب الإيراني، ومارست سلوكا عنيفا وغير منطقي تجاه شعوب إيران وأفغانستان والعراق ولبنان وفلسطين، مما ألحق الضرر بشعوب المنطقة وبأميركا نفسها». وأضاف «يجب على أميركا اللعب على رقعة الشطرنج بدلا من اللعب في حلبة ملاكمة». وأوضح لاريجاني أن الموضوع النووي الإيراني يحل عبر الحوار والتفاوض، مضيفا: «أن الأميركيين وضعوا العراقيل في السابق أمام طريق حل الموضوع النووي الإيراني».

وقال إن سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها أميركا حيال التطورات في الشرق الأوسط تتسبب في تفاقم الأزمة في المنطقة .

وتابع «في حين أن الأميركيين يرفعون شعار محاربة الإرهاب، فإن مسؤولين من أميركا عقدوا اجتماعا في العراق مع عناصر إرهابية وأعلنوا استعدادهم لدعم هؤلاء وطلبوا منهم توجيه أسلحتهم نحو إيران والشيعة».

وحول المحرقة (الهولوكوست) قال «في هذا الصدد، فإن هناك آراء ورؤى متباينة في العالم، ولكن هذا الموضوع لا يتعلق بنا ولا توجد حساسية تجاهه، وإذا وقعت هذه الحادثة في الغرب فإنها تبعث على الأسف، وإذا لم تقع فيجب مناقشتها بشكل حر.. في الثقافة الشرقية والإسلامية لا توجد مثل هذه الحوادث».

ومن جهة أخرى، أعلن في طهران أمس، أن رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني سيزور سلطنة عمان غدا الاثنين. وصرح محمود أحمدي بيغش رئيس لجنة الصداقة البرلمانية الإيرانية العمانية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني، أن رئيس المجلس علي لاريجاني سيتوجه الاثنين إلى سلطنة عمان .

وأضاف بيغش في تصريح لوكالة «مهر» للأنباء الإيرانية، أن لاريجاني سيلتقي خلال هذه الزيارة التي تستغرق يومين مع السلطان قابوس سلطان عمان، ورئيس مجلس النواب في عمان، إضافة إلى مسؤولين كبار آخرين. وفي نفس الوقت، قال قائد عسكري كبير إن الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي أمر بإعادة تنظيم القوات الجوية لتعزيز القدرات الدفاعية.

وأثار النزاع الإيراني مع الغرب بخصوص برنامج طهران النووي تكهنات بهجوم عسكري إسرائيلي أو أميركي محتمل.

وقال البريجادير جنرال أحمد ميغاني، إن الزعيم الإيراني الأعلى أمر بتقسيم القوات الجوية إلى قوة جوية وقوة للدفاع الجوي. قال ميغاني «بتقسيم القوات الجوية إلى جزئين.. ستضم القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية القوات الجوية ووحدة للدفاع الجوي والقوات البحرية». وأضاف أن الهدف هو دعم القدرات القتالية والدفاعية الجوية. ولم يدل بمزيد من التفاصيل.

وتنظم إيران بشكل دائم تدريبات عسكرية وتختبر أسلحة لإظهار عزمها على التصدي لأي هجوم من جانب أعدائها. ويقول محللون غربيون إن من الصعب تقييم مزاعم إيران الخاصة بتطوير أسلحتها، إذ إنها لا تنشر عادة إلا القليل من التفاصيل.

ومن جهة أخرى، أعلن في طهران أن وزير الدفاع الإيراني مصطفى محمد نجار سوف يتوجه إلى موسكو غدا الاثنين. وذكرت وكالة «مهر» للأنباء الإيرانية، أن وزير الدفاع الإيراني سوف يجري خلال زيارته لروسيا محادثات مع كبار المسئولين الروس، بمن فيهم وزير الدفاع الروسي، بشأن تنمية العلاقات الثنائية ومتابعة تنفيذ الاتفاقات الدفاعية الموقعة بين البلدين. وأشارت وكالة «مهر» إلى أن نجار سوف يتفقد خلال هذه الزيارة المراكز العسكرية في روسيا. ويرافق وزير الدفاع الإيراني في هذه الزيارة التي تستغرق ثلاثة أيام، عدد من كبار القادة العسكريين الإيرانيين.

وفي طهران، أفادت صحيفة «جمهوري إسلامي»، استنادا إلى مسؤول محلي، بمقتل أربعة شرطيين إيرانيين في انفجار عبوة يتم التحكم بها عن بعد، زرعها متمردون على الحدود الإيرانية الباكستانية. وصرح حجة الإسلام سلماني الإمام في زهدان خلال جنازة الضحايا الأربع أن «عناصر من قوات الأمن سقطوا الخميس في كمين نصبه متمردون في سروان (جنوب شرق) عند الحدود. قتل أربعة منهم وجرح اثنان آخران». وأضاف أنه «تم تفجير العبوة عن بعد من الجانب الآخر من الحدود».

وكان ناطق باسم القضاء أعلن في نهاية يناير(كانون الثاني) في المنطقة نفسها أن كمينا أسفر عن مقتل 12 شرطيا. ووقع انفجار الخميس في منطقة سروان في محافظة سيستان بلوشستان، حيث ضاعفت مجموعة «جند الله» السنية الهجمات على قوات الأمن.