صالح بن حميد.. الولد سر أبيه

من مطرقة الشورى إلى مطرقة القضاء

د. صالح بن حميد
TT

يبدو أن الدكتور صالح بن حميد، هو سر أبيه الشيخ عبد الله بن حميد. فكيف لا، والاثنان توليا إمامة الحرم المكي، ليعودا أمس، للمشاركة في رئاسة المجلس الأعلى للقضاء بتعقب الأول للثاني وإن كان بعد حين، بعد صدور أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بتعيين الدكتور صالح رئيس الشورى السابق ليكون رئيسا لمجلس القضاء الأعلى.

وصحيح أن بن حميد الابن، الذي دلف على أبواب الـ60 عاما، سيتخلى عن المطرقة التي لازمته 8 سنوات، أدار خلالها رئاسة مجلس الشورى لدورتين كاملتين، لكنه سيحصل على مطرقة أخرى إبان جلوسه على هرم السلك القضائي.

ويعرف عن الدكتور صالح بن حميد، وهو من مواليد مدينة بريدة المدينة الأكثر محافظة في منطقة القصيم، بأنه يتبع سياسة مسك العصا من المنتصف خلال إدارة جلسات الشورى. فهو بالقدر الذي يتيح فيه المجال للأعضاء للتعبير عن آرائهم بحرية مسؤولة، يحاول أن يخفف حدة بعض الأطروحات التي تبالغ بالمصارحة والمكاشفة.

ولم يقع الاختيار على صالح بن حميد لتولي رئاسة المجلس الأعلى للقضاء من فراغ. فهو دارس للشريعة، وقد أمضى 10 سنوات من عمره في قاعات جامعة أم القرى التي دخل إليها طالبا، وخرج منها حاملا شهادة الدكتوراه. تدرج بن حميد، في مناصبه التي تولاها في جامعة أم القرى، فبدأ معيدا بكلية الشريعة، فمحاضرا، فأستاذا مساعدا. وتولى خلال فترة مكوثه في جامعة أم القرى رئاسة قسم الاقتصاد الإسلامي، تولى بعدها إدارة مركز الدراسات العليا الإسلامية في الجامعة، فوكيلا لكلية الشريعة للدراسات العليا، قبل أن يستقر في عمادة كلية الشريعة.

أمضى ثاني رؤساء مجلس الشورى، قرابة الـ16 عاما في المجلس على مدار 4 دورات. وتوقف عن العمل البرلماني بعد 7 سنوات، ليتولى رئاسة شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لمدة عام، قبل أن يعود إلى المجلس عبر بوابة الرئاسة عقب وفاة الرئيس الأول للشورى محمد بن إبراهيم بن جبير – رحمه الله-.

تنقل رئيس المجلس الأعلى للقضاء الجديد، خلال حياته البرلمانية، في عواصم دول عربية وغربية، كالقاهرة، والرباط، ولندن، وواشنطن، وإسلام آباد، وكوالالمبور، وجوهانسبيرغ، حيث كانت له مشاركات واسعة في مؤتمرات علمية عالمية أقيمت في تلك البلدان.

ولابن حميد، الذي يفارق الشورى بعد حياة برلمانية حافلة بالإنجاز، مهام غير رسمية، فهو مدرس ومفتٍ بالمسجد الحرام، وعضو في المجلس الأعلى العالمي للمساجد برابطة العالم الإسلامي، وعضو في اللجنة الشرعية بهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، وكذلك عضو في هيئة كبار العلماء، إذ كان من الأعضاء الذين جدد لهم أمس ويجمع بعضهم مهام أخرى.

وفيما كان بن حميد يدخل المعهد العالي للقضاء لإلقاء محاضراته وهو بعيد عن هذا المجال، سيدخل خلال الأيام المقبلة، وقد جاء على رأس المجلس الأعلى للقضاء.