إيران: 30 عاما على الثورة الحلقة (8) ـ إيران الخائفة.. والمخيفة

ذهب عباس الموسوي إلى الخميني بعد هجوم إسرائيل 1982 وسأله: ما العمل.. فرد الخميني: ابدأوا من الصفر

TT

للدول تركيبات نفسية مثل الأشخاص. هذه التركيبات تتغير بتغير الظروف والأحوال. فأحياناً تكون الدول في «مزاج جيد» وأحياناً في «مزاج عابس». أحياناً تشعر بـ«القوة والانفتاح» وأحياناً أخرى تشعر بـ«الضعف والعزلة». إيران ليست استثناءً من هذه القاعدة. فقبل وبعد نجاح الثورة الإيرانية عام 1979 بأشهر عملت إيران على مد أواصر العلاقات مع دول عربية من بينها سورية ولبنان والجزائر والمنظمات الفلسطينية وليبيا، وتوقعت «دولة الثورة» في إيران أن تكون علاقاتها جيدة مع دول المنطقة، مستفيدة بشكل خاص من إعلان شاه إيران إقامة علاقات مع إسرائيل والاستياء الإسلامي آنذاك من الخطوة، وسعي الدولة الإيرانية الجديدة لإزالة تهمة «العنصرية الفارسية» التي لطالما نعتت بها. لكن وعندما تعذر هذا في معظم الحالات، للكثير من الأسباب المعقدة والمركبة، من بينها الحرب مع العراق ودعم الغرب والكثير من الدول للنظام العراقي، بدأت إيران تشعر بـ«العصبية والتوتر» وأن «دولة الثورة» مستهدفة، وأنه لابد لها من «أصدقاء» و«حلفاء» و«أذرع» يشكلون حائط دفاع عن الدولة الجديدة، ويمدونها بالطمأنينة. فبدأت إيران تبحث عن «تنظيمات» بدلا من « دول». ومن هنا ولد مفهوم «تصدير الثورة»، وهو المفهوم الذي خدم إيران كثيراً، كما سبب لها أيضاً ضرراً كبيراً، فقد وفر لها علاقات عميقة ومركبة ومعقدة مع تنظيمات، وأبعدها في المقابل عن دول. ويوضح المفكر اللبناني هاني فحص الذي وصل إلى إيران على أول طائرة تصل إلى طهران بعد نجاح الثورة مع ياسر عرفات، وكان دائم التنقل بين لبنان وإيران، كما بقي في إيران 3 سنوات من عام 1982 إلى عام 1985 بعدما عُين مسؤولا ثقافياً في مركز الاتصال بعلماء المسلمين في رئاسة الجمهورية الإيرانية، يوضح لـ«الشرق الأوسط» تعقيدات علاقة إيران بالدول العربية بقوله: «حظيت الثورة في إيران بإعجاب عدد من الدول العربية مرة، وتأييد البعض مرة أخرى، وسلبية البعض مرة ثالثة. والمعجبون كانوا حذرين - بعض دول الخليج مثلا - والمؤيدون كانوا قلة. وفي مقابل مصر والمغرب والأردن وغيرها ممن عادت الثورة، أيدتها سورية وليبيا بعد منظمة التحرير التي كنت قناة الاتصال بينها وبين الثورة. كانت إيران تشعر بالنقص في هذا الجانب وتبحث عن موقف عربي يحررها من التهمة العنصرية الفارسية، بعد مجاهرة الشاه في دعمه للعدوان الإسرائيلي ولدولة إسرائيل، وهو ما كان أحد الأسباب المعلنة للثورة على الشاه منذ عام 1963». وعندما قام الرئيس العراقي السابق صدام حسين بالهجوم على إيران، فيما الحكومة الجديدة والوزارات لم تستقر بعد، شعر آية الله الخميني، أن المستهدف ليس الاستيلاء على جزء من الأراضي الإيرانية، بل إسقاط النظام الجديد كله، وكانت فكرة «تصدير الثورة» أساسية وجوهرية بالنسبة للطريقة التي سيرد بها الخميني. فقد كانت شعارات الثورة الإيرانية مثل «لا شرقية.. لا غربية.. جمهورية إسلامية» أو «نه شرقي.. نه غربي.. جمهوري إسلامي»، و«صراع المستضعفين والمستكبرين»، و«أميركا الشيطان الأكبر.. وإسرائيل الشيطان الأصغر.. وورم سرطاني يجب أن يزول»، كانت هذه الشعارات جزءًا أساسياً من أدبيات الثورة الإيرانية. كان الناس في الشوارع تهتف: «فلتحيَا فلسطين.. ولتزُل إسرائيل»، فيما وسائل الإعلام الإيرانية تردد شعارات الخميني التي يرى البعض أنها دشنت جماهيرياً لمبدأ تصدير الثورة مثل: «عندما ثُرنا نحن إنما ثُرنا من أجل الإسلام. فجمهوريتنا هي جمهورية إسلامية. والنهضة من أجل الإسلام لا يمكن أن تكون خاصة ببلد بعينه، بل إنها تحد بالدول الإسلامية». كانت هذه الشعارات والأفكار سبباً في جذب الكثير من الحركات السياسية الثورية في المنطقة لإيران الثورة، أملا في أن تنال «الدعم الآيديولوجي» والأهم «الدعم المادي والعسكري» من دولة لطالما وصفت بأنها «شرطي الخليج» وبها خامس أكبر جيش تقليدي في العالم. لكن وفيما كان آية الله الخميني يردد في البداية أن هدف الانفتاح على تيارات وأحزاب وقوى أخرى في المنطقة هو التضامن المتبادل وأن «يعمل كل طرف على قضيته» وليس الاندماج بين «طرف مهيمن» وطرف «تابع» أو «علاقات وصاية»، إلا أن هذا النهج لم يستمر طويلا، والمثال البارز على هذا هو علاقة الثورة الإيرانية بحركة فتح وقائدها ياسر عرفات. فعندما نشبت الحرب وتقدمت القوات العراقية سريعاً، وأعلن صدام أن قواته ستدخل إيران خلال أسبوع، واحتلت القوات العراقية مدن مهران وقصر شيرين وخورمشهر وغيرها، وقال صدام: حدودنا مع إيران حيث تتواجد قواتنا.. كان الشعور في إيران أن هذه الحرب حرب «حياة أو موت» وأنه ما من أداة ينبغي توفيرها، سواء داخل إيران أو خارجها. ويقول الجنرال محمد رفيق دوست أحد أبرز قيادات الحرس الثوري الإيراني في شهادة له لقناة «المنار» اللبنانية التابعة لحزب الله: «عندما هاجمنا العراق لم تكن قوات الحرس الثوري قد أخذت شكلها المنتظم بعد. كانت أنشئت بشكل جزئي، وأخذ المتطوعون للتدريب، لكنها لم تكن قسمت إلى كتائب وألوية وفرق. فالجيش كان فقد قادته ومسؤوليه وسُرّح الكثير من الجنود وتجهيزاته كانت معطلة». ولهذا أمر الخميني بإنشاء تنظيم شعبي أطلق عليه اسم الباسيدج أو «تعبئة المستضعفين» من المتطوعين للحرب. ثم وبعد عام كانت إيران تحقق تقدماً بعد إعادة تشكيل الجيش والحرس الثوري والباسيدج، واستعادت خورمشهر، وشعر صدام أن الإيرانيين يزدادون قوة ففكر في وساطة لإنهاء الحرب ووقف إطلاق النار. وكان ياسر عرفات هو الوسيط الأمثل بسبب علاقة منظمة التحرير مع إيران. ففي عام 1969 أفتى الخميني بتوزيع جزء من أموال الزكاة وأموال الخُمس للمقاومة الفلسطينية المتمثلة آنذاك في فتح، فيما كان أول وزير دفاع إيراني بعد الثورة الإيرانية وهو مصطفى جمران ناشطاً في لبنان، كما التقى هاشمي رفسنجاني مع عرفات في أحد معسكرات التدريب الإيرانية في لبنان وحمل مساعدات إيرانية. وبعد انتصار الثورة 1979 كان وفد منظمة التحرير أول من وصل طهران لتهنئة الخميني، ووصل على متن الطائرة الخاصة للرئيس السوري حافظ الأسد. لكل هذه الأسباب كانت منظمة التحرير وسيطاً مناسباً بين العراق وإيران. بدأت الوساطة على يد خليل الوزير (أبو جهاد)، وعرضت منظمة التحرير التوسط أيضاً في العلاقات مع بعض البلاد الأوروبية، لكن الخميني قال ساعتها: «للثورة الإيرانية مشاكلها.. وللثورة الفلسطينية مشاكلها. وكلٌ يخلع شوكته بيده». فدخل عرفات بنفسه على الخط مع وفد وسطاء من الدول الإسلامية كان يزور طهران، لكن الخميني رفض الوساطة للمرة الثانية. ولم يتطرق أساساً إلى موضوع الحرب مع العراق وفتح مواضيع أخرى. ثم قال عباراته الشهيرة موضحاً أسباب رفض الوساطة مرتين: «إننا لا نريد أن نحارب. ومن البداية لم نحارب، لم نكن البادئين في الحرب. لكننا قمنا بالدفاع عن أنفسنا بعد أن هاجمونا وما زلنا في حالة دفاع. لكن لا يعني الدفاع أن نتركه، صدام حسين، بمجرد أن يطلب منا المصالحة. إنه كلام خاطئ». كان الخميني غير راضٍ عن موقف منظمة التحرير الفلسطينية لأن عرفات لم يقل إن العراق هو البادئ بالحرب. لكن موقف منظمة التحرير كان دقيقاً، فهي كانت تحتاج العالم العربي، وكان الفلسطينيون منتشرين في كل العالم العربي، وكان التوازن ضرورياً، لكن في إيران كان الخيار بين: إما أن تكونوا معنا أو ضدنا. ويقول هاني فحص إن التعقيد في علاقات الخميني وياسر عرفات بدأ عندما وضح أن كلا منهما كان يريد الآخر جزءًا من برنامجه الوطني، ومن هنا جاء الشقاق بين الطرفين. ويوضح فحص لـ«الشرق الأوسط»: «انفتح الخميني على القضية الفلسطينية من دون نية في التدخل في تفاصيلها ولم يتردد في إعلان تأييده لها، وقد استقبلني بارتياح شديد حاملا إليه رسالة التعزية بوفاة نجله السيد مصطفى عام 1978 من المرحوم ياسر عرفات حيث أجريت معه حواراً مفصلا ومعمقاً نُشر بالعربية والفارسية، اكتشفت من خلاله أنه لا يريد لأصحاب القضايا الكبرى أن ينخرطوا معه، بل يؤيدوه ويعملوا على قضاياهم، كما أنه أصر على تأييده لهم بكل الوسائل من دون أن ينخرط في خصوصياتهم. وفي رسالته رداً على رسالة عرفات أوصاه بأن يعمل، إضافة إلى عمله على طريق تحرير فلسطين، على تحقيق وحدة الأمة العربية.. لكن هذا النهج لم يستمر طويلا.. ولعل أهم أسباب الفراق بين الخميني وعرفات هو أن كلا منهما كان يريد الآخر جزءا من برنامجه الوطني الإيراني والفلسطيني».

لكن هذه البرودة لم تمتد إلى باقي عناصر الفصائل الفلسطينية. فقد دعمت إيران حركتي الجهاد وحماس، كما دعمت الوجود الفلسطيني في لبنان ودعت إلى توحيد جهود المقاومة اللبنانية والفلسطينية ضد إسرائيل، ثم أسهمت في تأسيس حزب الله. ففي الثمانينات عندما بدأت الهجمات المسلحة داخل لبنان لإجبار الفصائل الفلسطينية على المغادرة، أصدر الخميني بياناً يدعوهم فيه إلى عدم الخروج، وغضب من فتح وعرفات لاحقاً لمغادرتهم إلى بلدان أخرى منها قبرص وتونس، فقد كان يريد مواصلة موطئ قدم لإيران في لبنان، وهو موطئ القدم الذي أسسه موسى الصدر، إلا أنه كان عرضة للخطر كما رأى مسؤولون إيرانيون لأن حركة «أمل» التي أسسها الصدر كانت لبنانية النشأة، كوادرها تتنوع بين التيار الديني الملتزم واليسار. (كان واضحاً أن الخميني لم يعد يثق بأمل وكان يشعر أنها اختُرقت وبها عملاء، وكان لابد من تأسيس حزب وجناح عسكري جديد لا شك في ولاء عناصره). ويوضح السيد علي الأمين مفتي صور وجبل عامل، الذي كان من أبرز شهود العيان على التحولات التي شهدتها العلاقة بين إيران وحركة أمل خلال هذه التطورات الحساسة، لـ«الشرق الأوسط»: «بعد قيام الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني ووصولها إلى السلطة، نشأت العلاقة بين حركة أمل اللبنانية والنظام الجديد في إيران، وكان العامل الأساسي في هذه العلاقة هو العامل العاطفي الناتج عن الروابط الدينية والمذهبية، باعتبار أن حركة أمل أسسها الإمام موسى الصدر على مبادئ من الثقافة الدينية العامة في المناطق التي تسكنها غالبية من الطائفة الشيعية، التي تنظر باحترام وتقدير إلى العلماء ومراجع الدين بحسب موروثاتها الدينية. وبما أن الثورة في إيران كانت بقيادة رجال الدين، وعلى رأسهم الإمام الخميني، فقد لاقت التأييد في نفوس الطائفة الشيعية عموماً وحركة أمل خصوصاً، معتقدين أن هذه الثورة ستكون عوناً لهم في تعزيز مكانتهم في النظام اللبناني في تلك المرحلة.. وقد توقعت حركة أمل أن تكون إيران الجديدة إلى جانبها في الصراع الدائر بينها وبين التنظيمات الفلسطينية والأحزاب اليسارية اللبنانية، التي كانت تسيطر على الجنوب وكثير من المناطق اللبنانية. وكانت حركة أمل وقتذاك تحمل لواء الدفاع عن الشرعية اللبنانية، داعية إلى بسط سلطة الدولة على كامل تراب الوطن اللبناني». ولكن الذي جرى من القيادة الإيرانية الجديدة كان مخالفاً لتلك التوقعات، فبدأت تلك العلاقة العاطفية تتبدل، وتراجع التأييد الشيعي لإيران، فإيران الثورة، كما يقول السيد علي الأمين: «وقفت إلى جانب التنظيمات الفلسطينية في لبنان، وبدأ الخلاف السياسي والثقافي يظهر بين ما نشأت عليه حركة أمل والطائفة الشيعية اللبنانية من ثقافة وسياسة قائمتين على الارتباط بالمحيط العربي، انسجاماً مع أصولهم العربية والتمسك بمشروع الدولة اللبنانية الواحدة والعيش المشترك الذي قام عليه لبنان، وبين ثقافة إيرانية جديدة قائمة على رفض الأنظمة والدول التي لا تقوم على أساس ديني، وخصوصاً النظام اللبناني الذي وصفه الإمام الخميني في ذلك الوقت بالنظام الفاسد والمجرم، وبدأت بعض المجموعات المحسوبة على إيران والمرتبطة بسفارتيها في بيروت والشام يرفعون شعار الجمهورية الإسلامية في لبنان، وهذا ما رفضته الطائفة الشيعية وقيادتها السياسية والدينية بشكل قاطع وحاسم واعتبروه أمراً غريباً على حياتهم السياسية والدينية.. ولذلك وقفت حركة أمل والطائفة الشيعية في وجه المشروع الإيراني، الذي بدأت تظهر تباشيره على الساحة الشيعية في لبنان، وهنا أدركت إيران أن حركة أمل لا يمكن أن تكون أداة لها في مشروع تصدير الثورة خارج إيران».

وفي عام 1982 وبعد الهجوم الإسرائيلي على بيروت بدأت الفصائل الفلسطينية في الرحيل، فتوجه حسين الموسوي، أحد قادة أمل وينتمي للجناح الثوري للحركة، إلى هاشمي رفسنجاني في إيران وقال له: الجميع يهربون، لابد من التصرف وإلا فقدنا المقاومة الإسلامية في لبنان.. ما العمل؟. ثم جاء وفد من رجال الدين الشيعة من لبنان برئاسة عباس الموسوي لبحث «بدائل المقاومة الإسلامية» في لبنان وطلبوا نصيحة الخميني. فقال لهم: «ابدأوا من الصفر». وشكل هذا الاجتماع النواة التي تكون منها «حزب الله»، والذي سيعرف لاحقاً بأنه أبرز نجاح تحققه إيران فيما يتعلق بتصدير الثورة. فبعد انتهاء الاجتماع تحدث عباس الموسوي، الذي أصبح لاحقاً أول أمين عام لحزب الله، في مقر الخميني بحضور الصحافيين في طهران وقال في كلمته: «أهنئ نفسي وأهنئكم جميعاً، وأبارك لكم هذا الاجتماع. ببركة الإمام اجتمعنا. وأصبحنا نعي حكمة الإمام، وعظمة الإمام والأفق الذي كان يفكر فيه الإمام. اجتماعنا هذا المبارك هو الصاعقة التي نزلت على رأس القوى الكبرى. القوى التي حاولت في كل الماضي اختراقنا والنفوذ إلى الأعماق. تهانينا أيها المسلمون. تهانينا بهذا اللقاء ونشكر الله عز وجل أن بفضل إمام الأمة قد اجتمعنا». بعد ذلك أعطى الخميني أوامره بإرسال قوات من الحرس الثوري إلى لبنان للمساعدة في بناء وتدريب حزب الله. ويوضح الجنرال بالحرس الثوري رفيق دوست: «كنت أول من قدم إلى العاصمة السورية دمشق بناء على أوامر مباشرة من الإمام الخميني لتجهيز أرضية قدوم الحرس الثوري واستقبالهم في منطقة الزابداني كمرحلة أولى تمهيداً لنقلهم إلى جنوب لبنان». إلا أن الخميني، وكما يقول هاني فحص، لم يكن راغباً في تواجد عسكري إيراني ملحوظ على الأراضي اللبنانية، الحرس الثوري، كما كان يريد التركيز على الداخل الإيراني، وترافق مع هذا، كما يقول فحص: «رغبة بعض اللبنانيين الموجودين في طهران في تأسيس حالة نضالية ضد العدو الصهيوني بمساعدة إيرانية.. وكنت ممن استشير في الموضوع واتفقنا على مشروع مقاومة ليس إلا، ولكننا لم ندع إلى الاجتماعات السرية»، وهى الاجتماعات التي أدت إلى تأسيس حزب الله. وكانت هذه نقطة فاصلة في علاقات إيران مع محطيها الإقليمي. فإيران «الخائفة» من العزلة، باتت «مخيفة»، لأن تمددها بهذه الاذرع الطويلة خارج حدودها سبب مشاكل وتوترات سياسية وايديولوجية، لم يكن من الممكن ان تحدث في سياق أخر. واليوم وبعد 30 عاماً على قيام الثورة الإيرانية، يقول فحص إن تصدير الثورة ما زال قائماً، موضحاً: «غاب الشعار وحضر الواقع. الثورة صادرة وتصدر وهناك من يستوردها. إيران مستمرة في جمع الشيعة حولها مهما اعترضوا أو عاندوا لأنها تقدم نفسها كضرورة شيعية. والسنة العرب وغير العرب شتات في شتات، لا جامع ولا مرجعية. البلدوزر الإيراني لا يستطيع أن يحل أزماته الداخلية إلا باجتياز الحدود وصولا إلى غزة، قضية العرب الأولى، التي أصبحت وكأنها قضية إيران الأولى. السؤال: كيف نحول النفوذ الإيراني المتعاظم إلى دور متكامل ونحن من دون مشروع عربي للتضامن؟.. أنا أتمنى لإيران التي أحبها أن لا تقع في منطق القوة.. أرجو أن تعود إيران إلى إيران.. مختارة لا مجبرة».

* غدا: باراك أوباما إيران