خوف وقلق في الخرطوم تحسبا لإصدار مذكرة توقيف بحق البشير

انقسام في الرأي بين من يؤيدون الحكومة ومن لا يؤيدونها

TT

ينتظر سودانيون بقلق وخوف احتمال إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق الرئيس عمر البشير المتهم بارتكاب جرائم حرب في دارفور.

ويقول عبد الرحمن، وهو شاب حاصل على شهادة جامعية في علوم الكمبيوتر، لوكالة الصحافة الفرنسية «ربما يكون عمر البشير ارتكب جرائم، ولكننا لا نعرف ماذا سيحدث لنا إذا اتهمته» المحكمة الجنائية الدولية.

ويعرب عبد الرحمن، مثله مثل كثير من السودانيين، عن خوفه من أن يؤدي إصدار مذكرة توقيف بحق البشير إلى حالة من «الفوضى» في السودان. وكان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو طلب في يوليو (تموز) الماضي إصدار مذكرة توقيف بحق البشير بسبب مسؤوليته عن الجرائم التي ارتكبت في دارفور.

وتصاعد التوتر في الخرطوم خلال الأيام الأخيرة إثر معلومات أفادت بأن قضاة المحكمة الجنائية الدولية قرروا إصدار مذكرة توقيف بحق الرئيس السوداني. ولكن المحكمة الجنائية أكدت أنها لم تتخذ بعد أي قرار.

وكان مسؤولون في حزب المؤتمر الوطني الحاكم قالوا لـ«الشرق الأوسط» إن هنالك خطة لمواجهة القرار، وترمي إلى مقاومة أي قرار من المحكمة إلى أقصى حدود المقاومة، مع الاستمرار في إيجاد حل لأزمة دارفور عبر المباحثات والحوار السلمي، مع اتخاذ الحذر بعدم اتخاذ أية خطوة من شأنها أن تفسر بأنها اعتراف من قبل الخرطوم بالمحكمة.

فيما ظلت مواقف القوى السياسية المعارضة في الخرطوم على تفاوتها في درجات الرفض، أو القبول. وتسير الحياة في العاصمة بصورة طبيعية، ولا ترصد أية مظاهر لإجراءات أمنية غير عادية على الشوارع ومداخل المدن، عدا التعزيزات من قبل قوات الشرطة الموجودة منذ أسابيع حول السفارات والمنظمات الأجنبية.

وفي السوق العربي وسط العاصمة الخرطوم، قال يونس وهو يشرب الشاي في أحد المقاهي «إن البلد منقسم إلى شطرين، بين من يؤيدون الحكومة ومن لا يؤيدونها». ويتابع «أنا على سبيل المثال أؤيد المحكمة الدولية».

أما أسامة، الجالس في أحد المقاهي المنتشرة في الشوارع الرملية للعاصمة، فيقول «إنني أقف إلى جوار الرئيس». ويضيف «أن نزاع دارفور نزاع قبلي قبل كل شيء» ويؤكد أن «الدول الغربية هي التي اختلقت هذه الأزمة برمتها».

ويقول بعض السودانيين أيضا إنهم لا يعرفون تفاصيل ما يجري في دارفور. ويشرح عوض، وهو بائع صحف «بالنسبة لنا الموضوع غير واضح لأن الحكومة تسيطر على أجهزة الإعلام المحلية».

ويهمس صديق وهو محام «الناس تخشى من الحديث لأن أجهزة الاستخبارات وحزب الرئيس أقوياء جدا». وتعتزم السلطات السودانية تنظيم تظاهرات كبيرة في الخرطوم وكبرى الولايات السودانية إذا ما أصدرت المحكمة الجنائية مذكرة توقيف بحق البشير.

ويقول دبلوماسي غربي طلب عدم ذكر اسمه إن «النظام لا يتساهل مع المعارضة» في مسألة المحكمة الجنائية الدولية. ويدلل على ذلك باعتقال المعارض الإسلامي حسن الترابي منذ شهر بعد أن أدلى بتصريح قال فيه إن البشير «مسؤول سياسيا» عن الوضع في دارفور وأنه يجب أن يتوجه إلى لاهاي في حالة توجيه الاتهام إليه.