زيباري: العراق لم يعد لعبة بيد أميركا.. وهناك نفوذ إيراني لكن ليست هناك إملاءات

وزير الخارجية العراقي: هناك خلافات وتوترات حول الدستور والنفط لكنها جزء من المصالحة

TT

قال هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي ان بلاده لم تعد لعبة بيد الولايات المتحدة الاميركية وبدأت تبتعد عن مقدمة اولويات الادارة الأميركية، معتبرا ذلك تطورا جيدا ومؤشرا على ان العراق بدأ يستعيد سيادته.

وأضاف زيباري «اجرى العراق سلسلة من الاتصالات الدبلوماسية الرفيعة مع دول الجوار كإيران والكويت وسورية، ووفودهم قدمت الى البلاد وذلك من شأنه تعزيز مكانته واستعادة سيادته». وقال لوكالة الصحافة الفرنسية وهو يبتسم ان «العراق لن يكون بين اولويات الادارة الاميركية الجديدة (للرئيس باراك اوباما)...وقلت (عندها) انها اخبار جيدة بأننا لا ندرج ضمن الازمات، بابتعادنا عن مقدمة الاولويات».

ويرى زيباري ان العراق استعاد ثقة العالم به دبلوماسيا بعد توقيع الاتفاقية الامنية مع الولايات المتحدة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2008، بالإضافة الى تركيز واشنطن على مواضيع ساخنة مثل افغانستان والازمة الاقتصادية العالمية.

وبسؤاله عن المشاكل والخلافات بين الأطراف العراقية، قال زيباري «لدينا مشاكل سياسية، وتوترات حول الاصلاحات الدستورية وقانون النفط والغاز المثير للجدل وكذلك الاداء الحكومي» وتابع «بالنسبة (لحكومة) بغداد تعد هذه الامور جزءا من المصالحة» الوطنية لبلد خارج من حرب.

ويعتبر زيباري، وهو كردي، ان العلاقات الجيدة بين بغداد وطهران، التي تعادي واشنطن منذ الثورة الاسلامية عام 1979، مثال اخر على قدرة العراق على الوقوف على قدميه» من جديد. وقال «ثبت انه مهما كانت الخلافات بين الولايات المتحدة ودول الجوار، فنحن لدينا مصالحنا ونستطيع اتخاذ قراراتنا» بعيدا عن ذلك. كما اشار الى ان العراق لعب دورا في المحيط العربي الشهر الماضي عبر الابتعاد عن اجتماع القادة الذي دعت اليه قطر بهدف حشد الدعم لغزة، فيما شارك في القمة الاقتصادية التي عقدت في الكويت. واكد ان الامر «يجري بهذا الشكل» في اشارة لمواقف الدبلوماسية العراقية. واضاف ان «الانطباع تغير تماما، خصوصا بعد الاتفاقية التي عقدت مع واشنطن والاسلوب الذي نوقشت به الاتفاقية في مجلس النواب، وعبر وسائل الاعلام». واشار الوزير الى ان «كل ذلك، يعطي اشارات صحيحة.. رغم استمرار وجود السلبيات» بين السياسيين العراقيين. وذكر زيباري بإعادة فتح سفارات عربية في العراق وتوقعه بتدفق الزيارات الدبلوماسية، واخرى اقتصادية للبلاد. واعرب عن امله بقيام «رئيس الوزراء ووزير خارجية سورية بزيارة قريبة للعراق». واعلن عن سعي بلاده لاعادة ضخ النفط عبر سورية، قائلا «نفكر بإعادة افتتاح انبوبنا النفطي المار عبر سورية الى البحر الابيض المتوسط». وقال ان العلاقة مع دمشق «تحسنت بشكل كبير» بعد افتتاح السفارة. وكان البلدان قررا خلال زيارة قام بها وزير الخارجية السوري وليد المعلم الى بغداد في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2006 اعادة العلاقات الدبلوماسية على مستوى السفراء، وارسلت سورية سفيرها نواف الفارس الى بغداد في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، فيما سلم السفير العراقي الجديد في سورية علاء حسين الجوادي اوراق اعتماده للرئيس السوري بشار الاسد أمس.

الى ذلك، اشار زيباري الى ان «عدد المتسللين القادمين من سورية قد انخفض، لم يتوقف، لكن السوريين اتخذوا عددا من الاجراءات، فجأة رأوا بأن ذلك يعود بنتائج عكسية عليهم».

وعن نفوذ ايران في العراق، قال زيباري «لديهم نفوذ، على ان اكون صادقا.. لكن موقفنا (الآن) هو التعامل مع الاخرين بكوننا اصحاب سيادة، عبر القنوات الرسمية». ورفض القول ان العراق يخضع لضغوط ايرانية، قائلا ان «القول (انهم يملون علينا) لا، فهذا خطأ» في اشارة لمعارضة ايران الشديدة للاتفاقية الامنية بين بغداد وواشنطن. واكد زيباري لقد «ابلغناهم بأنه قرار لعراق صاحب سيادة» في اشارة للزيارة التي قام بها وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي للعراق الاسبوع الماضي. واضاف «نسعى لاضفاء صفة رسمية على علاقاتنا معهم من خلال السفارات والقنصليات، ليكون هناك اسلوب (دبلوماسي) للتعامل معهم». ويقول زيباري ان وضع العراق يختلف الان في مستوى اتصالاته مع دول العالم مقارنة بالنظام السابق. موضحا «يتناقض هذا النهج مع الاتصالات الفردية التي يعود تاريخها الى ايام المعارضة لنظام صدام حسين عندما كان العديد من زعماء اليوم يقيمون في المنفى في ايران».

واضاف أنه حتى الكويت، التي كان لديها علاقة سيئة مع النظام السابق في العراق وبلغت ذروتها باجتياح العراق لها عام 1990، سوف ترسل نائب رئيس وزرائها ووزير خارجيتها الشيخ محمد صباح السالم الصباح، الى بغداد، للمرة الاولى. وقدم علي المؤمن اول سفير تعينه الحكومة الكويتية منذ قطع العلاقات الدبلوماسية مع العراق قبل 18 عاما اوراق اعتماده في اكتوبر (تشرين الاول) الى زيباري في بغداد. وتعد ملفات حقول النفط المشتركة وترسيم الحدود والتعويضات العراقية للكويت، من اهم الامور التي يتوقع مناقشتها بين الجانبين. وقال زيباري بهذا الصدد «قطعنا شوطا كبيرا معهم» في هذه الملفات.