إيران: 30 عاما على الثورة الحلقة (9) ـ صانع الملوك

كرباستشي لـ«الشرق الأوسط»: لا أصلح أن أكون رئيسا لإيران

كرباستشي في مكتبه بصحيفة «كوادر البناء» بطهران («الشرق الأوسط» )
TT

وسط مكتب صغير مكتظ بالصحافيين والصحف والكتب وتليفونات لا تنقطع، يعمل غلام حسين كرباستشي الأمين العام لحزب «كوادر البناء»، الذي يرأسه هاشمي رفسنجاني، وعمدة طهران السابق بين أعوام 1988 و1998، ومدير تحرير صحيفة «كوادر البناء» الإصلاحية، وناشر أول صحيفة ملونة في إيران وهي «همشهري» التي تصدر عن بلدية طهران، والناشط السياسي البارز وسط الحركة الإصلاحية.

مهام ومناصب عديدة يتولاها كرباستشي، غير أنها ليست كل ما يقوم به، فهو أيضا «صانع الملوك» في إيران، أو «صانع الرؤساء» بالأحرى، مع أنه لا يتوقع أن يكون هو نفسه رئيسا لإيران بالرغم من الشعبية الكبيرة التي كان يتمتع بها عندما كان عمدة لطهران، وترديد أهالي طهران إلى اليوم أنه أفضل عمدة تولى رئاسة المدينة. فهو الذي بنى الوسط التجاري والمالي في شمال طهران، مما أدى إلى ارتفاع أسعار العقارات في شمال العاصمة بطريقة جنونية، وهو الذي زرع الآلاف من الأشجار للحدّ من التلوث في العاصمة التي تعد من أكثر العواصم تلوثا في العالم، وهو الذي بنى مئات الحدائق والمتنزهات العامة في طهران، وأزال رسوم الحرب العراقية - الإيرانية من فوق جدران العاصمة، وضاعف الضرائب على تجار البازار، ومنع السيارات من الدخول وسط طهران إلا بحساب معين، لدرجة أنه بات «أكثر شخص محبوب.. وأكثر شخص مكروه» في طهران في الوقت ذاته.

استبعاد كرباستشي أن يكون يوما رئيسا لإيران، بالرغم من مكانته وسط الإصلاحيين، يعود كما يقول هو إلى أن رئيس إيران يجب أن يكون مصدر إجماع بطريقة أو بأخرى، فيما هو «مكروه قطعا وسط المحافظين».

فكرباستشي الذي طالما عمل في الظل وفي العلن لمد الحركة الإصلاحية بدماء التجديد، كان في الوقت ذاته أول «كبش فداء» في «حرب البقاء» بين الإصلاحيين والمحافظين، بعد تولي خاتمي الرئاسة عام 1997.

فقد وجهت إليه المؤسسة القضائية المحافظة اتهامات بالفساد لإجباره على التنحي عن رئاسة طهران عام 1998، ثم حكم عليه بالسجن عام 1999 ليدخل السجن لأشهر قبل أن يتدخل رفسنجاني لدى المرشد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي لإطلاق سراحه.

لكن بالرغم من غياب كرباستشي عن واجهة المناصب السياسية الرسمية منذ تجربته في رئاسة بلدية طهران، فإنه من «قوى الدفع» الأساسية وسط الحركة الإصلاحية والبراغماتية. فخلال رئاسة هاشمي رفسنجاني لإيران بين 1989 و1996 كان كرباستشي مع رفسنجاني «مهندسَي» عملية نقل إيران وطهران من «دولة الثورة» إلى «ما بعد دولة الثورة». بدأ رفسنجاني خصخصة الاقتصاد وفتح إيران للاستثمارات الأجنبية وتحديث الاقتصاد وإزالة لافتات الدعاية للحرب العراقية - الإيرانية، وبنفس الفلسفة بدأ كرباستشي تحرير حوائط طهران من لافتات الدعاية للحرب، وتحديث العاصمة وبناء الجسور والكباري ومترو الأنفاق.

أما خلال رئاسة محمد خاتمي لإيران بين 1997 و2005 فكان كرباستشي من صانعي القرارات الأساسية للإصلاحيين، وما زال يذكر له أنه من الذين دعموا ترشح خاتمي وراهنوا على نجاحه بالرغم من أن خاتمي لم يكن ساعتها معروفا، ولم يكن المرشح الأوفر حظا للفوز.

الطريقة التي عمل بها كرباستشي في طهران، ومع كل من رفسنجاني وخاتمي، وفرت له ما يكفي من الأعداء. ويقول السياسيون الإصلاحيون إن تهم الفساد التي وجهت إليه لم تكن غير مؤامرة للتخلص منه لأنه بات ضلعا لا يحتمل في التيار الإصلاحي. واليوم وفيما يستعد خاتمي لخوض الانتخابات الرئاسية في إيران مجددا، يبرز اسم كرباستشي كواحد من السياسيين الإصلاحيين الذين سيكونون ضمن حلقة تحديد سياسات الإصلاحيين وأجندتهم وشعاراتهم.

ويقول كرباستشي، الذي لا يحب الدعاية أو التصوير، لكنه يحب السخرية من حاله ومن ذكريات سجنه في سجن «إيفين»، لـ«الشرق الأوسط» إن مزاج الإيرانيين اليوم هو مزاج انتخاب إصلاحيين، رافضا الحديث عن حزب كوادر البناء برئاسة رفسنجاني والحركة الإصلاحية بزعامة خاتمي على أنهما حركتان منفصلتان، موضحا أن «كوادر البناء» هي «المنبع الأم» لكل التيارات الإصلاحية في إيران. كما يتحدث عن علاقته مع رفسنجاني وخاتمي وتجربته في عمدية طهران.

وهنا نص الحوار:

* هل التحالف الحالي بين «كوادر البناء» برئاسة هاشمي رفسنجاني و«الإصلاحيين» برئاسة محمد خاتمي سيستمر، أم أنها علاقة تحالف مؤقت بسبب الظروف الراهنة ورغبة الطرفين في انتخاب رئيس جديد بسبب تحفظاتهم الكثيرة على أداء الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد؟

ـ لا، في الحقيقة كوادر البناء تعتبر الحركة الإصلاحية جزءا منها، لأن كوادر الإعمار هي المنبع الذي خرجت منه حركة التغيير في إيران منذ نهاية الثمانينات خلال رئاسة هاشمي رفسنجاني، فيما يتعلق بتغيير الظروف والانخراط في الانتخابات وإدخال قوى جديدة للبرلمان. أغلبية القوى الإصلاحية في إيران على اختلافها وقبل أن تتحول إلى تيارات ومجموعات مستقلة كانت في البداية جزءا من كوادر البناء. مؤسس الحركة الإصلاحية في إيران كان حزب كوادر البناء الذي وقف ضد المحافظين وقدّم مرشحين مستقلين للمشاركة في الانتخابات البرلمانية. قبل ذلك الوقت لم يكن هناك وجود للإصلاحيين على الخريطة السياسية الإيرانية، لم يكونوا موجودين في الساحة السياسية الإيرانية، لهذا ليس هناك شيء اسمه «هم ونحن»، أي الإصلاحيين والبراغماتيين، أو كوادر البناء وتيار خاتمي. أحيانا هناك أشخاص أكثر راديكالية وسط الإصلاحيين يريدون أن يميزوا أنفسهم عن كوادر البناء. لكن كلنا جزء من نفس فرع الشجرة، كلنا معتدلون في أفكارنا وآيديولوجيتنا، ونحاول الإلهام بالأفكار العقلانية والتحليل المنطقي. وفي انتخابات البرلمان الإيراني عام 2008 أنقذت كوادر البناء الإصلاحيين من التفكك بعد تحالف رفسنجاني مع خاتمي، ردا على خروج مهدي كروبي بلائحة مستقلة لحزبه «اعتماد ملي».

* ما الدور الذي سيلعبه رفسنجاني في الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة؟

ـ رفسنجاني رمز الاعتدال والتفكير العقلاني في إيران، وفي أوقات كثيرة من عمر الجمهورية الإيرانية بعد الثورة كانت هناك دائما قوى متشددة وسط المحافظين تعمل ضده، لكن أيضا بعض الراديكاليين وسط التيار الإصلاحي عملوا ضده. أي أن رفسنجاني كان يحارب على جبهتين في وقت واحد، وهذا يؤكد مكانته كرمز الاعتدال والعقلانية، فهو حاول دائما أن يقود إيران إلى الاعتدال وإلى العقلانية. ونتيجة هذا فإن رفسنجاني هو أحد القوى الصلبة التي تقف ضد المتشددين والمحافظين الذين يسيطرون على السلطة التنفيذية في البلاد الآن. إزالة رفسنجاني لافتات الدعاية للحرب العراقية الإيرانية، وانتهج السوق الحرة، وفتح إيران لاستثمارات أجنبية، كل هذا جعل رجال دين وبعض النافذين في البازار غير راضين عنه.

* كيف تتذكر تجربتك في عمدية طهران وتوجيه اتهامات إليك أدت إلى تنحيتك عن المنصب؟ سمعت الكثير من الناس يقولون إنه خلال عمديتك لطهران كانت طهران في أحسن حالاتها، وشعبيتك كانت كبيرة في الشارع. فما الذي فعلته خلال سنوات حكمك لطهران جعل المحافظين يتوجسون منك إلى هذا الحد؟

ـ ما مر قد مر، وأنا لم أعد عمدة لطهران، وأن نفكر في ماذا حدث في الماضي من أخطاء ليس مفيدا للمستقبل. لكن على كل حال شعبية الإصلاحيين في الشارع الإيراني كان سببها الشعور العام الذي ساد بعد انتخاب خاتمي، أن الحركة الإصلاحية تتبلور وتبزغ وأنها ستغير الكثير في إيران، أضِف إلى هذا طريقة إدارتنا في بلدية طهران، وخلق المزيد من الوظائف وفرص العمل، والطريقة العقلانية المعتدلة التي كنا ندير بها شؤون طهران والبلاد، وعلى سبيل المثال المباني وطريقة الإدارة العامة والخصخصة وعمل المؤسسات. لكن ظهر أيضا لهذه الطريقة معارضون ومنتقدون، وشيء طبيعي أن يكون هناك منافسة بين الإصلاحيين والمحافظين. لكن في كل الحالات أفكار التحديث بدأت تدريجيا تغير حتى المحافظين، ومثال هذا الصحف، فمثلا كانت صحيفتنا في بلدية طهران «همشهري» أول صحيفة ملونة حديثة في إيران. كان الناس يسألوننا لماذا تصدرون صحيفة ملونة؟ لماذا تصدرونها في الصباح؟ فكل الصحف التقليدية في إيران كانت تصدر مساء. وتدريجيا هؤلاء الذين كانوا ينتقدوننا لأننا نطبع صباحا ولأننا نطبع صحيفة ملونة، بدأوا يفعلون نفس الشيء، حتى إن بعضهم أخذ نفس مقاس «همشهري».

* يقال بشكل استعاري إنك «صانع الملوك» في إيران، تعمل من وراء الستار لتقديم وجوه من وسط الإصلاحيين ليشاركوا في الانتخابات البرلمانية والرئاسية، لأنك لا تستطيع أن تشارك في الانتخابات بسبب الحظر عليك؟ لكن هذا الحظر يُرفع هذا العام. هل أنت متهم بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة؟

ـ بخلاف الجانب الشخصي المتعلق بوجود أو عدم وجود الرغبة في الترشح للرئاسة، رأيي الشخصي هو أن الرئيس يجب أن يكون رمزا للوحدة الوطنية، يجب على الرئيس أن يجتذب اهتمام الجانب الأكبر من الشعب. هناك مرشحون راديكاليون وسط تيار الإصلاحيين يمكن أن يحصلوا على الكثير من الأصوات وسط الإصلاحيين إذا ترشحوا، لكن المشكلة أنه سيكون لهم معارضون شرسون أيضا وسط المحافظين الراديكاليين، وبالتالي لن يكون لهم حظوظ حقيقة ليكونوا رؤوساء، وإذا أصبحوا رؤوساء فسيواجهون مشكلات.

الرئيس يجب أن يكون رئيسا لكل الإيرانيين. إذا اختير الرئيس من حزب معين أو تيار سياسي معين فإن الحزب المعارض يجب أن يقبله. مشكلة أحمدي نجاد أن هناك جماعات، خصوصا المتعلمين وغير المحافظين، ضده وضد أفكاره وتصرفاته. وأعتقد أنه بكل المعايير لم يحقق نجاحا كبيرا حتى الآن في جذب عقول وقلوب الإيرانيين. نحن إلى حد ما عبرنا عن اعتراضنا وانتقدنا أحمدي نجاد ولدينا أسباب لذلك، لكنني شخصيا لا أصلح أن أكون رئيسا لإيران، فالرئيس يجب أن يكون رمزا للوحدة الوطنية، وأنا أعرف أن هناك بين المحافظين من لا يحتملون فكرة أن أكون رئيسا.

* هل صحيح أن البازار التقليدي ورجال الدين لم يعودا مسيطرين على صناعة القرار في إيران، وأن هناك نخبة جديدة من رجال الأعمال والعسكريين بدأت تنال صلاحيات أكبر وأوسع في مسألة صناعة القرار؟

ـ فيما يتعلق بالجانب المتعلق ببنية أو هيكل السلطة، عندما تتحول الدولة إلى المرحلة الصناعية، فإنه يحدث تلقائيا أن مصادر القوى التقليدية والطبقات النافذة مثل البازار التقليدي تضعف قوتها ويقل تأثيرها، ويحدث تلقائيا وطبيعيا أيضا أن البنى الاقتصادية التقليدية تتغير. حزب «كوادر البناء» الذي أسسناه مع رفسنجاني صعد وظهر على أساس اقتصاد التصنيع واقتصاد السوق والخصخصة. كنا ندعو إلى التحديث الصناعي، فيما كان البازار التقليدي يدعو فقط إلى الاهتمام بالتجارة التقليدية. ولأن حركة كوادر البناء كانت السباقة إلى الاقتصاد القائم على التصنيع، وليس على التبادل التجاري التقليدي، فإنها أوجدت لها قاعدة شعبية وسط الطبقة الوسطى والتكنوقراط، فيما الاقتصاد التقليدي أو البازار بشكله التقليدي، الذي يدعمه المحافظون، له شعبية في الأوساط التقليدية. لكن حركة كوادر البناء ليست حركة إصلاحية فيما يتعلق بالاقتصاد فقط، بل حركة إصلاحية بالمعنى الفكري، فكما قلنا نحن حزب ديمقراطية إسلامية ليبرالية، ولهذا ففي أي انتخابات حرة فإن البازار التقليدي لن يصوت للمرشحين الذين يؤيدون اقتصادا تصنيعيا حديثا، لكن في نفس الوقت هناك تغيير يحدث في إيران، والطبقة السياسية الجديدة التي تفكر في الاقتصاد الحديث سيكون المستقبل في أيديهم.

* هل التطورات الأخيرة في إيران تعكس ضعف الإصلاحيين، أم زيادة نفوذ المحافطين؟

ـ المشكلة ليست في من أقوى ومن أضعف في إيران، المحافظون في انتخابات البرلمان العام الماضي كان بحوزتهم وزارة الداخلية ومجلس الأوصياء ونجحوا في جعل الناس تحجم عن التوجه إلى صناديق الاقتراع بكثافة. قلنا نحن الإصلاحيين إنه إذا قلّت نسبة المشاركة عن 60% فلن يصل إصلاحيون كثيرون إلى البرلمان، ومع ذلك وبالرغم من أنه لم يكن لدينا فرصة حقيقة، بسبب عدم السماح للإصلاحيين بالترشح وعدم مشاركة الناس بكثافة في الانتخابات، فإن الجبهة المتحدة للمحافظين برئاسة أحمدي نجاد لم تحصل على عدد المقاعد في البرلمان الذي توقعت الحصول عليه. أما في معسكر الإصلاحيين فإننا لم يكن لنا مرشحون في الكثير من المدن الإيرانية، لم يكن لدينا أكثر من 100 مرشح في كل إيران، ومع ذلك الكثير من الناس صوتوا لنا وللمستقلين. عموما نحن لسنا أعداء فريق أحمدي نجاد أو أحمدي نجاد شخصيا، نحن نعارض سياساته. مشكلاتنا ليست مع الشخص، مشكلاتنا مع السياسات.

* هل تعتقد أن النجاحات النسبية التي حققها الإصلاحيون في انتخابات البرلمان الماضي يمكن القياس عليها في الانتخابات الرئاسية؟

ـ الإصلاحيون في إيران يعانون من تضييقات كثيرة، وفي انتخابات البرلمان 2008 كان هناك الكثير من الممارسات ضدنا، مثل استبعادنا من الترشح، ووسائل الإعلام الرسمية كانت ضدنا بقسوة (صحيفة «كيهان» مثلا اتهمت محمد رضا خاتمي، شقيق خاتمي، بالخيانة بسبب مقابلته مع السفير الألماني في طهران، واتُّهم مرشحون إصلاحيون بالتجسس لأنهم أجروا مقابلات صحافية مع قنوات أجنبية خلال الانتخابات). أنا واثق من أن الإيرانيين الذين يميلون إلى المحافظين يتقلص عددهم، فما لدى المحافظين حقيقة هو الدعم الذين يتلقونه بسبب المناخ الحالي في إيران. المحافظون حقيقة لا يستطيعون أن يحصلوا إلا على ما بين 25% و30% من أصوات الإيرانيين في أي انتخابات حرة. وتغلب الإصلاحيون على التضييقات المفروضة عليهم يعتمد على الظروف المستقبلية، فوسائل الإعلام والبرلمان والسلطة القضائية تدعم المحافظين، لكن الشعب لم يعد يدعمهم. غير أن فوزنا في الانتخابات يعتمد على مشاركة الناس في الانتخابات، وعلى سياسة أميركا حيال إيران. الأميركيون ضد سيطرة الإصلاحيين على السلطة في إيران لأن هذا يسلب من أميركا العذر للدعاية ضد إيران، فنحن الإصلاحيين عموما نتعاون مع العالم الخارجي وسلوكنا معتدل، ولا يمكن للأميركيين أن ينتهجوا أسلوب الدعاية ضدنا.

الأميركيون يفضلون أن يكون المحافظون على رأس السلطة في إيران. رأينا أنه خلال السنوات الماضية مرّرت أميركا 3 قرارات عقوبات ضد إيران، وبالتالي واشنطن حقيقة تفضل المحافظين وليس الإصلاحيين لأنهم يمنحونها الوسيلة للضغط أكثر على إيران. بينما خلال الـ16 عاما الماضية، خلال ولايتَي هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي، لم نواجه مثل هذه العقوبات أو الإجراءات. ربما في العلن يقول الأميركيون إنهم يؤيدون الإصلاحيين، لكن الحقيقة غير ذلك.. فكرة أن هناك ارتباطا بين وصول محافظين للحكم في إيران وأميركا صحيحة في إطارها العام، فوصول المحافظين إلى البيت الأبيض يؤثر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على إيران، إذ يمهد الطريق أمام المحافظين للحكم في إيران أيضا. لكن هل صحيح أن السياسة الأميركية حيال إيران ستختلف بوجود شخص مثل جورج بوش أو مثل باراك أوباما؟ لسنا متأكدين من هذا.

* ما هي حالة الصحافة في إيران اليوم؟

ـ الصحافة في إيران ليست في وضع جيد من حيث الجودة. الصحف في إيران اليوم إما حكومية تعتمد على تمويل الدولة أو النظام الحاكم، وإما صحف محافظة تتبع التيار المحافظ، أو ما يمكن أن نطلق عليها الصحف الصفراء. وهذه الصحف الصفراء لا تهتم بالسياسة، بل تكتب حول الحوادث والموضوعات الفنية، أما الصحف السياسية الملتزمة فإنها تواجه الكثير من التضييق والتشدد من جانب السلطات. وباستثناء صحيفتين أو ثلاث ليس لدى الإصلاحيين صحيفة حقيقة تتحدث باسمهم. والصحف التي تعتبر إصلاحية دائما ما تتلقى تحذيرات وملامحظات من السلطات. هذا هو حال الصحف الإصلاحية ومن بينهما «كوادر البناء»، حالنا في الصحيفة ليس جيدا، ولا نستطيع التوسع، وأرقام التوزيع منخفضة، وهناك قيود على ما نكتبه.. لكننا نواصل عملنا إلى أن تتغير الظروف.