سوزان مبارك وجيهان السادات تفتتحان متحف السادات وموقعا إلكترونيا باسمه

يضم خطبه وتسجيلا قرآنيا بصوته وبزته العسكرية يوم اغتياله وقصة قصيرة لم يكملها

السادات يصلي في منزله والسادات في جلسة خاصة على شاطئ البحر وصورة زفاف الرئيس السادات والسيدة جيهان حرمه
TT

افتتحت السيدة سوزان مبارك؛ رئيس مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية، والسيدة جيهان السادات؛ حرم الرئيس الراحل محمد أنور السادات بمكتبة الإسكندرية أمس «الثلاثاء» مشروع توثيق حياة الرئيس الراحل محمد أنور السادات؛ والذي يشمل موقعا إلكترونيا ومتحفا وبانوراما تراثية. حضر حفل الافتتاح فاروق حسني؛ وزير الثقافة، وفايزة أبو النجا؛ وزيرة التعاون الدولي، واللواء عادل لبيب؛ محافظ الإسكندرية، ونخبة من المسؤولين والشخصيات العامة والسفراء العرب والأجانب.

وقال الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية، في كلمته بهذه المناسبة: «إن افتتاح متحف الرئيس السادات، والذي جاء برعاية خاصة من السيدة سوزان مبارك، وبدعم من السيدة جيهان السادات؛ يعد تقديرا وعرفانا لرجل قدم حياته فداء للوطن، وكان صاحب قرار الحرب والسلام». وأشار الدكتور سراج الدين إلى أن مكتبة الإسكندرية لم تكتف بإنشاء متحف للرئيس السادات يضم مجموعة من أندر مقتنياته، بل أعدت وأنتجت فيلما تسجيليا عن حياته سيعرض في المتحف بشكل دائم، بالإضافة إلى عرض بانورامي لحياة الرئيس الراحل باستخدام بانوراما التراث، إضافة إلى الأرشيف الرقمي sadat.bibalex.org.

وأضاف الدكتور سراج الدين «السادات كان ومازال أحد أهم قادة الدول في التاريخ الحديث والمعاصر. وتوثيقا لحياته ومسيرته، فقد ارتأت مكتبة الإسكندرية عمل مشروع متكامل يؤرِّخ لتلك الحقبة المهمة من تاريخ مصر، ويتيح للأجيال الجديدة فرصة الاطلاع على سيرة أحد أهم زعماء مصر؛ حيث يضم المشروع أرشيفا رقميا على شبكة الإنترنت، ومتحفا، وعرضا بانوراميا لتاريخ حياة الرئيس الراحل».

يأخذ الأرشيف الرقمي للرئيس السادات زوار الموقع في جولة تاريخية يمكن من خلالها التعرف على مختلف جوانب حياة الرئيس الراحل، وذلك من خلال آلاف الصور والأفلام التسجيلية والوثائق والخطب التي ألقاها وأهم أقواله المأثورة. كما قام أيضا بتتبع كل ما كتب ونشر عن الرئيس السادات في الصحف وتوثيقه لإتاحته لزائري الأرشيف.

وأشار سراج الدين إلى أن متحف الرئيس السادات بمكتبة الإسكندرية يحوي مجموعة من أندر مقتنياته الشخصية والتي خصت المكتبة بها السيدة جيهان السادات؛ ومنها: البزة العسكرية التي كان يرتديها يوم اغتياله في السادس من أكتوبر (تشرين الأول) عام 1981 وعليها آثار دمائه، وجهاز الراديو الخاص به، والأوسمة والنياشين التي حصل عليها، ومكتبه، ومكتبته الشخصية، وعدد من اللوحات البورتريه ومنها لوحة زيتية للرئيس الراحل بريشة اعتماد الطرابلسي، و«البايب» الذي اشتهر به خلال فترة حكمه، إلى جانب العصي الشخصية الخاصة به. كما تضم مجموعة المقتنيات عصا المارشالية، ومجموعة من السيوف العربية التي أهديت له من دول الخليج، والدروع التذكارية التي كانت تهدى إليه في المناسبات المختلفة، والعباءة التي كان يرتديها خلال زيارته إلى مسقط رأسه بقرية ميت أبو الكوم في شمال مصر.

وأعلن أن مكتبة الإسكندرية أعدت عرضا بانوراميا لحياة الرئيس السادات باستخدام «بانوراما التراث» أو Culturama، وهي ابتكار مصري خالص عبارة عن تسع شاشات عملاقة على شكل نصف دائرة بزاوية عرض 180 وبقطر يصل إلى 16 مترا؛ بما يتيح عرض المحتويات بشكل مرئي تفاعلي لم يكن بالإمكان تصوره من قبل.

كما تمت الاستعانة بلقطات فيديو أهداها للمكتبة التلفزيون المصري مجموعها 12 ساعة تضم عددا من الخطابات وتقارير المراسلين الأجانب وفيلم السادات «أكشن بيوغرافي»، مع استعراض لكافة الوثائق الخاصة بعملية السلام المصرية الإسرائيلية وحرب أكتوبر، بالإضافة لمجموعة من التسجيلات التي لم تذع من قبل سواء في مصر أو الدول الأجنبية والتي سوف تتاح على موقع السادات على الانترنت، والذي سيتم تدشينه في نفس يوم افتتاح المتحف.

ويتولى مجموعة من المرشدين المتحفيين المدربين تعريف الزائرين بأهم مقتنيات المتحف والإجابة عن تساؤلاتهم وتزويدهم بما يحتاجونه من معلومات.

كما يحوى المتحف مجموعة من البزات المدنية والعسكرية الخاصة بالرئيس الراحل، منها بزة القوات البحرية التي كان من المفترض أن يرتديها الرئيس السادات خلال حفل الافتتاح الثالث لقناة السويس 1980 ولكنها لم تستخدم، كما أهدت السيدة جيهان السادات المتحف صندوقاً يضم ثلاثة مسارج إسلامية ومسيحية ويهودية كانت أهديت للرئيس الراحل خلال زيارته إلى القدس، وتضم المقتنيات المهداة أيضاً تسجيلا لبعض آيات القرآن الكريم بصوت الرئيس السادات، وأوراقا شخصية تتضمن قصة قصيرة كتبها بخط يده وأملى جزءا منها على زوجته، إلى جانب مجموعة نادرة من التسجيلات المرئية.

وقام فريق العمل بالمشروع على توثيق 1116 خطابا نصيا للرئيس السادات؛ بدءا من أول خطاب له إلى الأمة بتاريخ 28 سبتمبر (أيلول) 1970، إلى آخر مقابلة مع صحيفة «القبس» الكويتية والتي نشرت بتاريخ 30 أكتوبر (تشرين الأول) 1981، كما قام فريق عمل المشروع بتزويد الأرشيف الرقمي بـ 35 خطبة مرئية نادرة من أبرزها: المؤتمر الصحافي له مع الصحافيين الأميركيين بنادي الصحافة القومي في واشنطن عام 1978، وخطابه الشهير في الكنيست عام 1977، وخطابه في الأمم المتحدة عام 1975، بالإضافة على 14 ألف صورة لعدد كبير من الأحداث الرسمية والزيارات واللقاءات في الفترة ما بين عامي 1952 و1981.