البرادعي: ليس للسعودية برنامج نووي ومصر تبحث عن الاستخدام السلمي

دعا سورية لمزيد من التعاون مع الوكالة

TT

نفى مدير الوكالة الدولية للطاقة النووية محمد البرادعي أن تكون السعودية تسعى لامتلاك الطاقة النووية، وحث سورية على مزيد من التعاون مع الوكالة لجلاء وضع المنشأة التي قصفتها إسرائيل شرق سورية في موقع الكبر وقيل عنها إنها كانت تؤوي مفاعلا نووياً.

وجاءت تصريحات البرادعي ليل الثلاثاء/الأربعاء في ندوة في باريس دعاه إليها جان كلود كوسران، مدير الأكاديمية الدبلوماسية بحضور الأغا خان والعشرات من السفراء والدبلوماسيين الفرنسيين والأجانب وعدد من الباحثين.

وسئل البرادعي خلال الندوة عن تأثير استمرار إيران في برنامجها النووي على دول المنطقة وعما إذا كان ذلك قد دفع السعودية ومصر إلى إطلاق برامج مشابهة. وبحسب ما قاله البرادعي، فإنه «ليس للسعودية برنامج نووي» بينما تعمل مصر على برنامج سلمي «لإنتاج الطاقة الكهربائية».

ودعا مدير الوكالة الدولية السلطات السورية إلى إظهار «المزيد من التعاون» مع مفتشي الوكالة الذين يحتاجون «لتوضيحات إضافية» حول طبيعة المنشأة. وكانت بعثة من الوكالة زارت موقع الكبر في يونيو (حزيران) الماضي وأخذت منه عينات وتفحصتها. وقال البرادعي إن النتائج التي توصل إليها خبراء الوكالة «لم تفض إلى خلاصات نهائية» حول طبيعة المنشأة التي قصفتها إسرائيل في سبتمبر (أيلول) من العام 2007.

وأبدى البرادعي استياءه من سورية التي قامت بتشييد بناء جديد فوق الموقع الذي قصف. وفي الوقت نفسه لام الدول التي كانت تملك معلومات عن الموقع السوري ولكنها أخفتها عن الوكالة، في إشارة إلى الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل. وطلبت الوكالة من دمشق أن تزور مواقع إضافية وأن تحصل على عينات من الآلات التي كانت موجودة في الموقع وسُحبت منه بعد قصفه لتفحصها ومعرفة ما إذا كانت تحمل آثار مواد مشعة. لكن دمشق رفضت الاستجابة لطلب الوكالة.

وتناول البرادعي مطولا البرنامج النووي الإيراني. ولكنه بقي حذراً بشأنه وبدا متفقاً مع ما قاله مسؤول المخابرات الأميركية دوني بلير قبل أيام في شهادة له أمام الكونغرس، حيث أعلن أنه ليس متأكداً من أن الإيرانيين أعادوا إطلاق برنامجهم النووي العسكري بعد وقفه في عام 2003. وقال البرادعي إنه «غير متأكد» من أن إيران تريد تصنيع القنبلة النووية. ولكن بالمقابل، فإنها تسعى لـ «امتلاك المهارة التكنولوجية والمعارف» التي تمكنها من تصنيع القنبلة النووية إذا ما أرادت، وهذا ما يسمى «الوصول إلى الحافة النووية». وهذا الوضع سبق أن اختارته اليابان ودول صناعية أخرى التي تمتلك المعارف والمهارات لتصنيع السلاح النووي ولكنها تمتنع عن اجتياز هذه الخطوة. وبحسب البرادعي، فإن إيران تبعث برسائل «إلى جيرانها وإلى العالم» حول قدرتها على التحول إلى قوة نووية ولكن من غير أن تجتاز الجدار النووي، مما سيسمح باتهامها بانتهاك التزاماتها المنصوص عليها في معاهدة منع انتشار السلاح النووي.