كيري لم يلتق مسؤولي حماس في غزة.. والحركة اعتبرت الزيارة خطوة في الاتجاه الصحيح

أعضاء كونغرس مقربون من باراك أوباما يزورون القطاع.. ويعبرون عن تأثرهم من مشاهد الدمار والمعاناة

السيناتور الاميركي جون كيري يزور مناطق مدمرة في جباليا شمال قطاع غزة امس (ا ب)
TT

زار ثلاثة من أعضاء الكونغرس من المقربين لإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس، منهم جون كيري رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ والمرشح الديمقراطي الأسبق للرئاسة.

ورحبت حركة حماس بالزيارتين واعتبرتهما خطوتين في الاتجاه الصحيح. وأعرب عضو المجلس التشريعي عن حماس مشير المصري، عن أمنياته أن تغير مشاهد الدمار والأوضاع الإنسانية الصعبة التي شاهدوها في القطاع «من أسلوب الولايات المتحدة في التعامل مع الشعب الفلسطيني، وأن تعرف العقلية الصهيونية القائمة على القتل والتدمير». وطالب المصري الوفد بنقل الصورة إلى الإدارة الأميركية «لتضع حدًّا للإجرام الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، وأن تقف على مسافة واحدة في الصراع بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني، بالإضافة إلى محاسبة قادة الاحتلال أمام المحاكم الدولية على ما اقترفوه من جرائم بحق الأطفال والنساء في قطاع غزة». وقال المصري «إن حماس لا تنتظر لقاء وفد الكونجرس مع تأكيدنا على أن أبوابنا مفتوحة أمام الجميع، لكن الأهم هو أن يقوم الوفد بنقل ما شاهده من مشاهد للدمار الذي خلفته آلة الحرب الصهيونية في قطاع غزة». وشدد المصري على ضرورة أن تعترف الولايات المتحدة الأميركية بالشرعية الفلسطينية. ويعتبر كيري أهم مسؤول أميركي يزور غزة منذ أن سيطرت عليها حماس قبل أكثر من عام ونصف العام، لكنه لم يلتق أيا من قادة حماس. وقال إن زيارته تهدف للاطلاع على الآثار التي خلفها العدوان الإسرائيلي. وشدد كيري على أن زيارته ليست مؤشرا على أي تغيرات في السياسة الأميركية، مؤكدا ضرورة أن تتخذ حماس خطوات تجاه السلام ووقف الصواريخ. وتفقد كيري فور وصوله المدرسة الأميركية التي دمرتها الصواريخ الإسرائيلية، كما زار مقرات للأمم المتحدة التي تعرضت للقصف شمال القطاع والتقى ممثلي منظمات دولية.

واستبق عضوا الكونغرس وهما النائب المسلم كيث اليسون وعضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، وبريان بايرد، كيري إلى غزة. وقال ريك جورت المتحدث الصحافي للنائب السيون بواشنطن، وهو نائب اسود من المقربين كثيراً للرئيس أوباما، إن الزيارة هدفت إلى «معاينة آثار الدمار الذي تسبب به القصف الجوي الإسرائيلي والهجوم الأرضي». ورداً على سؤال «الشرق الأوسط» حول ما إذا كانا التقيا أحدا من حماس بدا جورت متحفظاً، اذ قال «برنامج الزيارة اشتمل على لقاء مع منظمات دولية ومحلية تعمل في مجال الإغاثة».

وأوضح جورت أن الزيارة تمت من غير موافقة رسمية من إدارة الرئيس أوباما، مشيراً إلى أنها أول زيارة على هذا المستوى منذ ثلاث سنوات.

يشار إلى أن الاتصال الوحيد مع حركة حماس من طرف حملة أوباما كان قد قام به روبرت مالي أحد المسؤولين عن ملف التفاوض الفلسطيني الإسرائيلي في عهد بيل كلينتون، واضطر مالي للانسحاب من الحملة عندما تكشف أمر الاتصال.

وشملت جولة اليسون وبايرد زيارة عدة مناطق في غزة، ونسب إليهما أنهما تأثرا كثيراً بما شاهداه أو استمعا إليه. وفي هذا السياق قال اليسون «تأثرت كثيراً لما حدث للأطفال، لا يوجد أب أو أي شخص له علاقة بالأطفال يمكن أن يبقى بمعزل عن التأثر الشديد لما شاهدناه». وأضاف «المنازل هدمت والمدارس مسحت من على وجه الأرض، والأشياء الضرورية مثل الماء والكهرباء والمجاري تعرضت للدمار وحتى مقرات منظمات اللاغاثة نفسها دمرت، والقصص التي رويت لنا حول منع عمال الإغاثة من إخلاء الجرحى أدمت قلوبنا. ما حدث هنا ولا يزال يحدث أمر صادم ولا تعبر عنه الكلمات».

وقبل دخولهما غزة اصدر النائبان بياناً قالا فيه «نصحتنا وزارة الخارجية بشأن مخاطر الزيارة على أمننا الشخصي، ونحن ندرك حساسية الوضع والقضايا السياسية المرتبطة بهذه الزيارة» وأضاف البيان «نعتقد انه من المهم أن نكون هنا لنطلع بأنفسنا على ما حدث، ونلتقي مباشرة بالناس الذين تأثروا بالدمار وللتعبير عن اهتمامنا ودعمنا لهم». وأضاف اليسون «نريد أن نفهم بطريقة جيدة ماذا يمكن القيام به، وماذا يمكن عمله لإصلاح الخراب ومعالجة القضايا الأساسية، والعمل من أجل سلام دائم وحل عادل».

وخلص النائبان إلى الدعوة لمنح أولوية قصوى لتقديم مساعدات عاجلة لسكان غزة وفي الوقت نفسه الوقف الفوري للهجمات الصاروخية.