تفجير إرهابي في القاهرة يقتل فرنسية ويصيب 17 بينهم 3 سعوديين و10 فرنسيين وألمان ومصريون

معظم الجرحى غادروا المستشفيات.. وإغلاق كثير من المحلات بسبب العطلة الأسبوعية أسهم في الحد من الاصابات

الشرطة المصرية في منطقة خان الخليلي تعاين آثار الحادث الإرهابي أمس (أ.ب)
TT

قتل تفجير إرهابي وقع مساء أمس في منطقة الحسين السياحية بالقاهرة، سائحة فرنسية وأصاب 17 شخصا من جنسيات مختلفة بينهم 3 سعوديين (جروحهم طفيفة) و10 فرنسيين وألمان ومصريين، وذلك بعد هدوء للعمليات الإرهابية دام نحو 3 سنوات. وقال شهود إن قوات الأمن أبطلت عبوة أخرى كانت على مقربة من العبوة الأولى، في المنطقة التي تشهد إقبالا كبيرا من السياح الأجانب والعرب، إلا إن انفجار أمس صادف يوم عطلة أسبوعية لمعظم المحال في منطقة الحسين مما أسهم في تخفيض عدد المصابين.

ونقلت السلطات المصرية المصابين إلى مستشفى الحسين الجامعي القريب من موقع الحدث، ومستشفى أحمد ماهر، بينما نقل 3 مصابين سعوديين أنفسهم بسيارة أجرة إلى مستشفى مصر الدولي في منطقة الدقي.

وتضاربت الأنباء حول سبب الانفجار إذ تردد أن سببه قنبلة يدوية، أُلقيت من فوق فندق الحسين السياحي وتبحث السلطات عن 3 أشخاص بينهم سيدتان منتقبتان، وتردد أن الانفجار سببه عبوة ناسفة. وقال شهود عيان آخرون أن شخصا يستقل دراجة نارية ألقى قنبلتين.

وفرضت الشرطة طوقا أمنيا حول منطقة الحسين، ونشرت قواتها في وسط العاصمة، وأكد مصدر أمنى لـ«الشرق الأوسط» أن وزارة الداخلية شكلت على الفور فريق عمل من جهاز أمن الدولة ومديرية أمن القاهرة للبحث في أسباب الانفجار، وأن فريق العمل انتقل على الفور لموقع الحادث، كما انتقل خبراء المعمل الجنائي لفحص العبوات الناسفة، بينما أمر النائب العام المصري المستشار عبد المجيد محمود بتشكيل فريق بحث والانتقال الفوري إلى مكان الحادث وإجراء المعاينة والانتقال للمستشفيات التي تم نقل المصابين إليها، وسؤالهم والاستعلام من الجهات الطبية عن حجم إصاباتهم ونوعها.

واستبعد مراقبون أن يكون وراء الحادث تنظيم إرهابي كبير، مشيرين إلى أن حجم الحادث وطبيعة التفجير تشير إلى أن من قام بالتفجير خلية صغيرة لا تنتمي إلى أي تنظيمات كبيرة.

وقالت مصادر طبية وأمنية مساء أمس إن عدد المصابين كان 17 بينهم 15 تم علاجهم في موقع الحادث، إلا إن المصادر أعلنت في وقت لاحق وفاة فتاة في العشرينات من عمرها متأثرة بجروح في رأسها، وذلك بعد أن كان المتحدث باسم وزارة الصحة الدكتور عبد الرحمن شاهين قد نفى وقوع قتلى حتى وقت متأخر من مساء أمس. وأضاف أن مصابا مصريا تم نقله لمستشفى أحمد ماهر وهو من ضاحية المطرية بالقاهرة يدعى محمد حسين محمد (37 سنة)، وأنه مصاب بصدمة عصبية، وأن السعوديين الثلاثة حالتهم مطمئنة حسب ما قاله مطلق المطيري الملحق الإعلامي السعودي لـ«الشرق الأوسط»، وأنهم.. استقلوا سيارة تاكسي (أجرة) من موقع الحادث، وتوجهوا لمستشفى مصر الدولي بالدقي ليغادره بعد فترة وجيزة، وأن المصابتين الفرنسيتين تم نقلهما لمستشفى القاهرة الفاطمية. وأبلغ إبراهيم الحميّد رئيس قسم شؤون الرعايا السعوديين في سفارة الرياض بالقاهرة «الشرق الأوسط» أن المصابين الثلاثة الذين قدموا لمصر لغرض السياحة، خضعوا للعلاج في أحد المستشفيات الكُبرى في العاصمة المصرية. ووصف الحميّد، خلال اتصال أجرته معه «الشرق الأوسط» إصاباتهم بـ«الطفيفة»، في الوقت الذي قام هشام ناظر السفير السعودي في القاهرة، بزيارة اطمأن خلالها على صحة المصابين الثلاثة.

وقال رئيس قسم شؤون الرعايا السعوديين إن المصابين هم: يحيى الصرخي، الذي أصيب بجروح سطحية في الساقين، ومناجي الصرخي الذي تلقى العلاج من إصابته في الرجل اليسرى والساعد الأيسر، ومحمد الصرخي الذي أصيب إصابات سطحية في الساق اليسرى والأذن اليمنى.

وأضاف شهود عيان إن قنبلتين سقطتا من أعلى فندق في ساحة المشهد الحسيني وأن قنبلة انفجرت وأخرى لم تنفجر، وأضافت أن الانفجار كان محدودا، وأن عددا كبيرا من عناصر الأمن وكبار ضباط الشرطة توجهوا لموقع الحادث، إضافة إلى 20 سيارة إسعاف، وقال شاهد عيان لـ«الشرق الأوسط» «لم أشاهد أي قتلى.. لا قتلى في مكان الانفجار». وأضاف «لم تكن هناك خسائر مادية، ولم أشاهد أي إصابات تؤدي للوفاة».

وأحدث الانفجار حفرة صغيرة لا يزيد قطرها على مترين وعمقها أقل من متر، بحسب الشهود. وحمّل نائب الحزب الحاكم عن الدائرة التي وقع بها الحادث حيدر بغدادي، الحادث للتوتر الموجود بمنطقة الشرق الأوسط، والتشدد الديني خاصة عقب الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة.

وقال المحلل السياسي والباحث في شأن الجماعات الإسلامية الدكتور ضياء رشوان لـ«الشرق الأوسط»: ما حدث مشابه لتفجير الأزهر السابق الذي قامت به خلية صغيرة لا تنتمي إلى جماعات كبرى بمصر، سواء الجماعة الإسلامية أو تنظيم الجهاد، فالتنظيمان الكبيران أعلنا نبذهما للعنف منذ سنوات، وما حدث لا يخرج عن كونه تنظيما صغيرا لا يزيد على خلية جهادية.

وشهدت منطقة الأزهر تفجيراً في 7 أبريل (نيسان) عام 2005، وفي يوم 30 من نفس الشهر وقع تفجير آخر في ميدان عبد المنعم رياض بوسط القاهرة، وهما الحادثان اللذان أوديا بحياة 3 سياح أجانب، وإصابة 8 آخرين، وإصابة 10 مصريين، وبالتزامن مع ذلك الحادث، حادث آخر في منطقة السيدة عائشة.

وكانت أعنف حوادث الإرهاب التي شهدتها مصر، وأدت لإقالة وزير الداخلية في ذلك الوقت عملية الأقصر الإرهابية في عام 1997. وبدأت حوادث الإرهاب في العودة من جديد في عام 2004 بمنتجع طابا القريب من الحدود مع إسرائيل ثم في عام 2005 بمنتجع شرم الشيخ وفي عام 2006 بمدينة دهب على البحر الأحمر، إذ قالت السلطات في ذلك الوقت إن تنظيما غير معروف يدعى «التوحيد والجهاد» كان وراء تفجيرات سيناء.

وأصدرت محكمة أمن الدولة العليا طوارئ بمدينة الإسماعيلية، حكماً في نهاية عام 2006 بإعدام ثلاثة والسجن لعشرة مصريين اتهموا بالاشتراك في تفجيرات طابا ونويبع، وفي العام التالي أسدلت محكمة مصرية بأحكام مشددة الستار على قضية تفجيرات الأزهر وميدان عبد المنعم رياض والسيدة عائشة بالقاهرة.