وسط قلق دولي: إيران «تجرب» محطة بوشهر النووية الأربعاء تمهيدا لتشغيلها رسميا

مسؤولون إيرانيون وروس يشاركون في الافتتاح.. ولا جدول زمنيا لبدء عملها

TT

قال مسؤولون إيرانيون إن إيران تعتزم «تجربة» محطة بوشهر النووية في حفل يقام هذا الأسبوع يحضره مسؤول روسي رفيع في خطوة مهمة نحو تدشين المحطة. وأفادت الإذاعة الرسمية الإيرانية أن التجربة ستشمل اختبار كل أنشطة محطة «بوشهر» بالاستعانة ببرامج كمبيوتر. ونقلت الإذاعة الإيرانية عن محسن دلاويز المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية قوله «التجربة خطوة مهمة قبل التشغيل الفعلي للمحطة». وتأخر تدشين المفاعل النووي بمحطة بوشهر رغم استكمال روسيا في العام الماضي تسليم الوقود النووي اللازم لتشغيل المحطة بناء على عقد تقدر قيمته بنحو مليار دولار. وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (ارنا) أن المحطة «في المراحل الأخيرة من بنائها»، وأن الجانب الروسي زاد عدد الموظفين بهدف «الإسراع بوتيرة العمل». وانتقد الغرب الذي يشتبه في سعي إيران لتصنيع قنبلة نووية مشاركة روسيا في بناء أول محطة للطاقة النووية في إيران. وتقول روسيا إن محطة بوشهر لها أغراض مدنية محضة ولا يمكن أن تستخدم في أي برنامج عسكري. وقال سيرجي كيريينكو رئيس المؤسسة النووية في روسيا في وقت سابق من الشهر الحالي إن روسيا تعتزم البدء في تشغيل مفاعل نووي في محطة بوشهر الإيرانية بنهاية العام. وتقع المحطة على ساحل الخليج بجنوب غربي إيران. وذكرت وسائل إعلامية إيرانية أن كيريينكو ورئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية غلام رضا اقازاده سيحضران التجربة يوم الأربعاء بموقع المحطة. وصف محمد سعيدي نائب اقازاده التجربة بأنها «مرحلة تمهيدية» لبدء تشغيل المحطة وأبلغ «رويترز» أنه سيعقبها تدشين المحطة دون أن يحدد جدولا زمنيا.

ويقول المحللون إن روسيا استغلت بوشهر كوسيلة لدعم العلاقات مع طهران التي تشتبه الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية في أنها تسعى لصنع أسلحة نووية. وتنفي طهران رابع منتج للنفط في العالم الاتهامات بأنها تسعى لصنع أسلحة نووية وتقول إن برنامجها النووي يهدف لتوليد الكهرباء حتى يتسنى لها تصدير المزيد من النفط والغاز.

وبدأت روسيا في إرسال شحنات الوقود النووي للمحطة في أواخر عام 2007 في خطوة وصفتها واشنطن وموسكو بأنها جعلت إيران غير محتاجة لبرنامج خاص لتخصيب اليورانيوم. ويثير تشغيل محطة بوشهر قلق البعض في الولايات المتحدة وإسرائيل وأوروبا الذين يساورهم شك كبير في نوايا إيران. وتقول موسكو إن المحطة لا تشكل أي خطر نووي لأن طهران ستعيد كل قضبان الوقود المستنفد إلى روسيا.

ويأتي ذلك فيما قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران تتعاون بصورة طيبة مع المفتشين النوويين للأمم المتحدة للمساعدة في ضمان ألا تعاود الإعلان عن مخزون من اليورانيوم المخصب أقل مما قامت بتخصيبه. ويبدو أن بيان الوكالة الدولية يهدف إلى القضاء على أي انطباع قد يكون تقريرها الصادر يوم الخميس قد أثاره بشأن البرنامج النووي الإيراني المتنازع عليه بأن إنقاص الكمية المسجلة ربما كان محاولة متعمدة للتهرب.

وهذه القضية مهمة بسبب الشكوك التي تنفيها طهران بأنها ربما تجري عملية تخصيب اليورانيوم لصنع قنابل ذرية وكذا بالنسبة لبواعث القلق بشأن قدرة البعثة محدودة الصلاحيات التابعة للوكالة الدولية في إيران على متابعة التقدم النووي هناك.

ويبين تقرير الوكالة الدولية زيادة كبيرة في المخزون الذي أبلغت عنه إيران من اليورانيوم منخفض التخصيب منذ نوفمبر (تشرين الثاني) إلى 1010 كيلوجرامات وهو ما يكفي كما يقول الفيزيائيون للتحويل إلى يورانيوم عالي التخصيب لصنع قنبلة واحدة. ويستند هذا الرقم إلى الكمية التي سجلت في الفحص الذي أجرته الوكالة الدولية في نوفمبر للمخزون الذي اتضح انه اكبر بمقدار الثلث عن تقديرات إيران المقدمة للمفتشين. وقالت المتحدثة باسم الوكالة الدولية ميليسا فليمنج انه «لا يوجد سبب على الإطلاق لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية للاعتقاد بان هذا التقييم لليورانيوم المنخفض التخصيب المنتج في منشأة نطنز كان خطأ متعمدا ارتكبته إيران. لقد كان قائما منذ المراحل المبكرة لتدشين هذه المنشأة عندما لم يكن من المعروف مقدما كيف سيكون أداؤها من الناحية العملية».