بري يؤكد أن لبنان لا يحكم من فريق واحد.. بل من الجميع و«الكتائب» تحذر من سيطرة حزب الله على مقومات الدولة

8 و14 آذار يتفقان على التمسك بموعد الانتخابات واعتبارها مصيرية

TT

وسط السجال السياسي الحاد الذي يدور بين فريقي 8 و14 آذار، وحده الإصرار على خوض الانتخابات في موعدها المقرر في 7 يونيو (حزيران) يشكّل نقطة التقاطع بينهما. وفي ظل هذا السجال السياسي، برز أمس كلام لرئيس مجلس النواب نبيه بري حاول فيه تلطيف حدّة الأجواء، إذ أكد أن «لبنان لا يحكم من فريق واحد أو فريقين أو ثلاثة أو خمسة، بل يحكم من جميع اللبنانيين» معتبرا أن «هذه هي أعلى درجات الديمقراطية». وكرّر القول، خلال استقباله أمس وفدا من رؤساء البلديات والمخاتير: «إن الديمقراطية هي صناعة وطنية» مشيرا إلى أن «في لبنان فيروسا في ديمقراطيتنا هو الطائفية والمذهبية». وانتقد مقولة «إن الانتخابات المقبلة نهاية الدنيا» مؤكدا «إننا إذا ربحنا الانتخابات فإننا لن نحكم البلاد وحدنا، بل سنظل نمد يدنا للآخرين لنحكم جميعا. وأؤكد لكم أنه ستكون للبنان حكومة وحدة وطنية بعد انتخابات 2009». وبالعودة إلى الكلام الانتخابي، أكد وزير العمل محمد فنيش (حزب الله): «أننا متمسكون بإجراء الانتخابات في موعدها ومستعدون على مستوى الأداء والخطاب السياسي لتوفير كل المناخات المطلوبة للهدوء وتمكين اللبنانيين من ممارسة حقهم بعيدا من أي أزمة أو ضغط أو مشكلة. والفرقاء الآخرون أبدوا التزاما كهذا». وقال أمس: «ليست هناك مصلحة لأحد في أن يعطل الانتخابات» محذرا من أن التعطيل «يعني إسقاط مشروعية السلطات، وبالتالي إدخال لبنان في دائرة اللااستقرار ما يهدد السلم الأهلي». واعتبر أن «لا مصلحة حتى للأطراف الدولية والإقليمية في أن يبقى لبنان في حالة من اللااستقرار» مبديا تأييده «إجراء الانتخابات في يوم واحد. والمسؤولية في ذلك ستتحملها الوزارات والأجهزة المعنية من ناحية توفير المستلزمات الأمنية والإدارية وكل الآليات المطلوبة وتسهيل حصول جميع من يحق لهم الاقتراع على بطاقة الهوية». وأضاف «نحن لا ننكر علاقتنا السياسية ولا تحالفاتنا ولا انتماءنا ولا هويتنا. لكن أيضا نجزم بأن قرارنا هو قرار لبناني صرف نابع من مصلحة بلادنا وينسجم مع اقتناعاتنا وتصوراتنا وفهمنا مصلحة لبنان». وسأل: «هل ستجرى الانتخابات لتأتي بسلطة تحفظ القرار اللبناني المستقل أم إننا نريد أن نستعيد أشكالا من الوصاية؟». في المقابل، اعتبر النائب الثاني لرئيس حزب «الكتائب اللبنانية» سليم الصايغ أن «مطالبة النائب ميشال عون بإجراء الانتخابات في يومين يعود إلى الارتباك الذي يشعرون به». وقال: «لا قدرة لنا على تعطيل الانتخابات لأننا لا نملك السلاح ولا الشبكات السلكية واللاسلكية. وسنخوض الانتخابات وعندنا الثقة بأننا سنفوز بها ونتصرف على هذا الأساس. والكتائب لم تعلن أسماء مرشحيها رسميا بعد». ووصف الانتخابات النيابية بـ«المصيرية» مشيرا إلى أنها «ليست فقط عملية تداول ديمقراطية أو عملية تداول عادية للسلطة». وقال: «الغالبية التي قد تنتج، إذا خسرت 14 آذار، يسيطر عليها مباشرة حزب الله. وعلى الدولة والحكومة اللبنانية ضبط الوزارات الأساسية وإعادة إنتاج استراتيجية لبنانية رسمية تتبنى كل استراتيجية حزب الله مع مفاعيلها على القرارات الدولية والدبلوماسية اللبنانية والحركة الخارجية اللبنانية». وحذّر من أن «سيطرة حزب الله بهذه الطريقة على مقومات الدولة اللبنانية ليست لها ضوابط دستورية أو سياسية داخلية» مشددا على أن «ما من دلائل تشير إلى أن حلفاء حزب الله يمكن أن يشكلوا ضوابط، خصوصا أنهم أضعف من أن يشكلوا الثقل في المعادلة السياسية». ولفت إلى «أهمية إيجاد ديناميكية سياسية كبرى في الشارع المسيحي الذي أعطى في السابق ثقته لـ(رئيس تكتل التغيير والإصلاح) النائب ميشال عون الذي كان يصف سلاح حزب الله بالميليشيوي وطالب بعدم تهميش المسيحيين». ووصف الصايغ معركة المتن الشمالي بـ«أم المعارك» مؤكدا أن «التحالف مع النائب ميشال المر استراتيجي وسيقلب موازين القوى. والمفاوضات متقدمة وهناك اتفاق على المبادئ والمناقشات مستمرة». واعتبر أن «الحوار مع الخصم ضروري للوصول إلى نتيجة. أما الانفتاح من دون شروط وتبرئة الخصم وحتى الاعتذار منه فمرفوض». وسأل: «ما النتائج التي توصلنا إليها مع السوريين في ملف المعتقلين ومزارع شبعا وضبط الحدود ومنع التهريب؟ إن المسؤولية تقع على الفريق اللبناني. لكن هذا لا يعفي سورية من الممارسات الخاطئة التي قامت بها. نحن مع انفتاح الدولة على أجندة واضحة. وهذا ما نطالب به. وعلى سورية مسؤولية كبيرة، إلا أنها دولة تفكر في مصالحها واستراتيجيتها، لذلك علينا إيجاد خريطة طريق للتعامل معها». ورأى أن «الحوار مضيعة للوقت وغير منتج إنما هدفه إبقاء التواصل وإدارة الأزمة في انتظار إجراء الانتخابات» آملا في «أن ينتج الحوار بعد الانتخابات المفاعيل الضرورية، وأبرزها وضع منظومة استراتيجية دفاعية للبنان لتنقية الأجواء الداخلية وتأسيس نظام ديمقراطي سليم مع أحزاب ديمقراطية غير مسلحة، لأننا نرفض أن يسيطر حزب على نصف لبنان ويتصرف كما يريد». وعلى صعيد ذي صلة، رأى مسؤول العلاقات العربية في حزب الله الشيخ حسن عز الدين أن «الانتخابات النيابية المقبلة مهمة وأساسية وحساسة. وتسهم في صياغة مرحلة سياسية جديدة في لبنان. وستقرر وجهه السياسي ليكون في المكان والموقع والدور الصحيح». وإذ اعتبر أن «مصير لبنان لا يتوقف على هذه الانتخابات أبدا» لفت إلى أن «هناك مرحلة سياسية جديدة ستفرزها صناديق الاقتراع. وهي التي ستحدد دور لبنان وموقعه مما يجري من حولنا.. وتمكّنه من تأليف حكومة تستطيع أن تتطلع إلى مطالب اللبنانيين وتعيش همومهم وآمالهم وطموحاتهم وتكون بجانب المواطن بهمومه الاقتصادية والاجتماعية والصحية». وقال: «سنشهد تطورا جديدا إذا فازت المعارضة باعتبار أنها متعاونة ومتفاهمة في ما بينها وستخوض هذه الانتخابات على أساس برنامج سياسي وخيارات سياسية واضحة». وأضاف: «نحن مقبلون على انتخابات مهمة تساهم في صياغة لبنان الدولة القادرة والقوية وإيجاد مرحلة جديدة في إدارة الحكم والذهنية التي تحكم مسار الحركة السياسية والأداء السياسي في هذه البلاد».