لبنان: السجال حول موازنة مجلس الجنوب مستمر.. وشطح يصف الردود على السنيورة بـ «الهستيرية»

نفي أنباء عن مسعى لرئيس الجمهورية لجمع بري والسنيورة

TT

لم تهدأ عاصفة السجالات، المباشرة وغير المباشرة، بين رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة، على الرغم من أن الأخير ومصادره «أطفأوا المحركات» وامتنعوا عن الرد على هجمات الرئيس بري وفريقه المتواصلة تحت عنوانين رئيسيين، هما موازنة مجلس الجنوب والمساعدات السعودية المخصصة للمتضررين من حرب يوليو (تموز) 2006.

وقد رفضت المصادر الحكومية أمس التعليق على استمرار الهجمات الإعلامية، مؤكدة لـ «الشرق الأوسط» أن لا جديد في مساعي الوساطة الهادفة إلى حلحلة الأمور. واعتبرت أن بري يسعى إلى الاستفادة انتخابياً من هذا السجال و«الدليل على ذلك رفضه عرضيْ تسوية قدما إليه». أما مصادر بري فقد اتفقت مع المصادر الحكومة على عدم وجود مستجدات في معالجة الملف، مكررة توجيه الانتقادات إلى الرئيس السنيورة.

ورأى وزير المال محمد شطح أن «أبواب التسوية تبدو مقفلة». وقال أمس: «الموضوع المالي أصبح واضحا لدى كل الناس، وحتى الكلام السياسي. ويا للأسف، ما سمعناه في الأيام الماضية لا يساعد على حل الإشكال. وردة الفعل التي سمعناها على زيارة الرئيس السنيورة إلى مدينته صيدا بدعوة من وزيرة التربية (بهية الحريري) كانت ردة فعل هستيرية. وأتمنى أن نصل إلى حل هذا الإشكال. ولا أعتقد أن ما نسمعه يساعد على تحقيق هذا الأمر».

وردا على سؤال عما حكي عن لجنة وزارية شكلت للتوصل إلى تسوية، أجاب: «لا اجتماعات، الموضوع قد يحتاج، في رأيي، إلى تسوية. ونحن نتحدث مع الجميع، فالموضوع طرح أمام مجلس الوزراء من باب مراعاة جميع الأطراف. وأنا عرضت، كوزير للمال، ما يكفي مجلس الجنوب وما يطلبه للعام 2009. بالإضافة إلى ذلك المشاريع التي تقدم يمكن إضافتها إلى هذه المبالغ، بحيث إن المبلغ المتاح لمجلس الجنوب تعدى ما وضع كرقم مطلق، وبالتالي أصبح رمزا. الموضوع يعالج ماليا بسرعة ولا يحتاج إلى لجان وزارية». وأضاف «في حال لم نصل إلى إقرار الموازنة، فإن مجلس الجنوب والجنوبيين سيحصلون على 46 مليار ليرة موجودة كسلفة أقرت كموازنة إدارية.

بالإضافة إلى ذلك، أنا سأكون من مؤيدي أي طلب من مجلس الجنوب لمشاريع تقدم بطريقة صحيحة بإضافة مبلغ 22 مليارا. وحتى لو لم تقر الموازنة ستكون للجنوبيين مبالغ لعائلات الشهداء، شهداء المقاومة أو لأي التزامات أخرى قدمها مجلس الجنوب نفسه لوزارة المال». ونفى وجود مسعى لرئيس الجمهورية لجمع الرئيسين بري والسنيورة. وقال: «أنا لست في هذا الجو بشأن لقاء محدد. وطبعا من الطبيعي أن يكون رئيس الحكومة ورئيس المجلس على اتصال. ومن غير الطبيعي أن نسمع هذا النوع من ردة الفعل على زيارة قام بها رئيس الحكومة إلى مدينة صيدا. ونأمل ونحن لا نزال في شباط، ألا تكون الفترة المقبلة على هذا المنوال. إن دور رئيس الجمهورية أساسي في هذه الأجواء.