مؤتمر البحرين الأمني: السعودية تشدد على خطر قائمة الـ 85 وشيرتوف يستعرض التجربة الأميركية

وكيل الداخلية السعودية يحذر من حروب مياه أو حرب عالمية ثالثة تشتعل من الشرق الأوسط

رجل أمن بحريني في الزي التقليدي للشرطة يشارك في حراسة أحد المعارض في العاصمة المنامة (أ.ب)
TT

حذرت السعودية دول العالم من خطر القائمة التي تضم 85 إرهابيا وتم تعميمها على الإنتربول الدولي، وقال مسؤول سعودي كبير أمس إن خطر هؤلاء الإرهابيين «ليس على السعودية فحسب بل على دول العالم ككل».

وخلال مؤتمر ومعرض البحرين الأمني، الذي أنهى أعماله في المنامة أمس، قال الدكتور أحمد السالم وكيل وزارة الداخلية السعودية إن قائمة المطلوبين التي عممتها بلاده، تشكل تهديدا لدول العالم كافة، وهو ما دعا الرياض إلى تعميم القائمة على دول العالم أجمع.

وقال المسؤول السعودي إن بلاده خاضت تجربة ناجحة في محاربة الإرهاب، مشيرا إلى أن السعودية من أكثر الدول التي عانت من الإرهاب، مشيرا إلى أنه وخلال الخمس سنوات الماضية قام الإرهابيون بـ15 عملية إرهابية خلفت 80 شهيدا من عسكريين ومدنيين، فيما تمكنت الأجهزة الأمنية السعودية من إجهاض 70 محاولة إرهابية عبر الضربات الاستباقية، التي تقوم بها الأجهزة المختصة.

واستهجن وكيل وزارة الداخلية السعودي استخدام الإرهابيين الدين الإسلامي كوسيلة لتبرير عمليات القتل، مؤكدا ضرورة معالجة «الفكر المنحرف»، وهنا يقول الدكتور السالم إن الأجهزة الأمنية وحدها لن تستطيع أن تحقق النجاح في إصلاح الفكر المنحرف، منبها إلى دور المؤسسات والأجهزة الحكومية والمجتمع المدني وأهمية تعاونهم مع الأجهزة الأمنية. ولعل اللافت في حديث المسؤول السعودي هو تحذيره القوي من «حرب قادمة في المنطقة بسبب الصراع على الماء ومنابعه»، وشرح الدكتور السالم أن ندرة المياه في المنطقة العربية تعد أبرز التحديات التي تواجهها هذه الدول. وكشف السالم عن تراجع حصة الفرد العربي من المياه من 1250 مترا مكعبا سنويا في عام 2000، إلى 650 مترا مكعبا في 2025، بحسب توقعات السالم، مبينا أن هذه النسبة المتدنية من حصة الفرد العربي سنويا، «أقل بكثير من الحد الأدنى والمقدر بـ1000 متر مكعب سنويا».

وحذر وكيل وزارة الداخلية السعودي من أن 30 بالمائة من السكان العرب لن يجدوا ماء للشرب في عام 2025، وشرح السالم المشكلة العربية في ندرة المياه، بالقول إن سعر لتر الماء في السعودية يبلغ 60 سنتا أميركيا، «فيما يبلغ سعر لتر الوقود 20 سنتا فقط»، وهو ما عده السالم أنه يعكس حدة الأزمة المالية «التي نعاني منها».

وفي شأن تحدي المخدرات التي تواجه المنطقة العربية، قال الدكتور السالم إن السعودية ليست دولة عبور ولا إنتاج، ومع هذا «فقد ضبطت الأجهزة الأمنية خلال التسع سنوات الماضية 164 مليون حبة بكتانجون، في حين تم ضبط 90 ألف كيلو حشيش للفترة ذاتها». واعتبر السالم أن موضوع ملف التسلح النووي أحد الموضوعات الرئيسة المهددة لأمن واستقرار المنطقة، داعيا إلى ضرورة تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لمعالجة المشاكل والصراعات في المنطقة. وحذر السالم من حرب عالمية ثالثة «قد تشتعل في منطقة الشرق الأوسط، تأكل الأخضر واليابس، عندها لن يسلم منها أحد، ولن يكون أي أحد في منأى منها».

إلى ذلك، استعرض وزير الأمن الداخلي السابق بالولايات المتحدة مايكل شيرتوف، تجربته في مكافحة الإرهاب عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، وقال إن مفهوم الأمن الداخلي نشأ عقب هذه الأحداث، باعتباره عقيدة براغماتية عملية لمواجهة تغيرات البيئة الجديدة، مرتكزا على إتاحة الأدوات كافة للقادة العسكريين والشرطيين والسياسيين بدءا من أدوات إنفاذ القانون إلى غيرها من الأدوات التي تمكنهم من تعقب الإرهابيين من دون تقيد بالحدود الجغرافية للبلاد.

لمواجهة السمة الدولية للإرهاب، عرض شيرتوف لأربع استراتيجيات أساسية اتبعتها الولايات المتحدة، وهي تجفيف منابع تمويل الإرهاب والجريمة المنظمة وضبط الحدود ومنع العبور بهويات مزيفة، عبر تطوير نظم تكنولوجية دقيقة لأمن الوثائق والجوازات والشراكة مع القطاع الخاص وتوعيته بضرورة وضع إجراءات صارمة لحمايته، مع توفير الحماية اللازمة للمطارات والمفاعلات النووية، وكذلك تشديد الرقابة بما يضيق الخناق على الإرهابيين مع وضع التدابير اللازمة للتخفيف من الآثار الناجمة عن الأعمال الإرهابية .  من جانبه، أكد وزير الدولة لوزارة الداخلية الألمانية الدكتور أوجست هاننج أن عصر العولمة تعاظمت فيه المخاطر الأمنية، لاسيما المتعلقة بالجريمة المنظمة والإرهاب، «الذي بات يستخدم تكنولوجيا المعلومات والاتصال لنشر رسالته غير الإنسانية والتشدد وتجنيد المزيد من المتطرفين». واستعرض المسؤول الألماني عددا من المخاطر التي تهدد بعض أقاليم العالم، مؤكدا عدم اقتصار تأثيراتها على حدود جغرافية بعينها في ظل تطورات العولمة التي لا تعترف بالحدود، وهي الأمور التي دفعت الدول الأوروبية لوضع استراتيجية متعددة المستويات من خلال تعاون دولي فعال لمواجهة مخاطر الإرهاب، مشيرا إلى التعاون الجاد الذي جمع بين برلين ودول الخليج وتقديم العديد من المساعدات الفنية الألمانية لتطبيق نظم حديثة في إدارة حدود دول مجلس التعاون.

بدوره تحدث قائد القيادة البحرية المركزية وقائد الأسطول الخامس الأميركي ويليام جورتني، الذي أكد أهمية تعزيز نظام عالمي لمكافحة الإرهاب بمشاركة مختلف دول العالم، موضحا أن من أهداف البحرية الأميركية في تعزيز شراكات التعاون والردع لمكافحة الحروب والاعتداءات والقيام بعمليات لتأمين طرق التجارة الدولية وأيضا منع تهريب المخدرات والأسلحة .  يذكر أن منتدى ومعرض البحرين الثاني اختتم أعماله مساء أمس، بعد أن ناقش عددا من الموضوعات تناولت دور الجيش في التخطيط للطوارئ المدنية والأمن في الخليج وتأثير الأزمة المالية العالمية على الأمن ومحاربة تمويل شبكات الإرهاب بالإضافة إلى موضوع تعزيز الأمن على المستويات الوطنية والإقليمية.