* محطة بوشهر، أول محطة نووية إيرانية، والتي أنجزت روسيا بناءها وبدأ تجريب تشغيلها أمس، ليست وليدة السنوات القليلة الماضية، ففي الواقع هذا الافتتاح تأخر عشرات السنوات إذا أُخذ في الاعتبار أن الفكرة والخطوات الأولى لبناء المحطة تعود إلى ما قبل الثورة الإيرانية.
- كان شاه إيران محمد رضا بهلوي قد فكر في إنشاء محطة نووية، وأطلق المشروع في السبعينات بالاستعانة بمتعاقدين من شركة «سيمنز» الألمانية وعلماء فرنسيين. - اسم المفاعل جاء من مدينة بوشهر، بالرغم من أنه يبعد عن المدينة ذاتها بنحو 12 كيلومترا. وبالقرب من المفاعل تقع أيضا كلية الطاقة النووية الإيرانية.
- بدأ الشاه عام 1974 في بناء مفاعلين للماء المضغوط، وكان مفاعل «بوشهر 1» مكتملا بنسبة 75%، فيما كان مفاعل «بوشهر2» مكتملا جزئيا قبل الثورة الإيرانية 1979.
- بعد قيام الثورة الإيرانية توقف بناء المفاعل لبعض الوقت، ثم جاء تجميد العمل فيه نهائيا مع اندلاع الحرب العراقية - الإيرانية (1980 - 1988). وخلال الحرب قُصف الموقع ودُمّر وسُرقت معداته.
- عندما عاودت إيران الاهتمام بإعادة بناء المفاعل رفضت شركة «سيمنز» مواصلة بنائه، وانسحبت بسبب الخوف من مخاطر الانتشار النووي، فتوجهت طهران إلى روسيا التي وافقت في يناير (كانون الثاني) 1995 على تولي المشروع بدعم من المرشد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي. وبعد تأخر متكرر في إنجاز بناء المحطة أعلنت روسيا أن المحطة ستفتتح بشكل نهائي أواخر 2009، بتكلفة تبلغ نحو مليار دولار أميركي، دون أن تضع موعدا دقيقا للافتتاح.
- تضم المحطة مفاعلا بقوة ألف ميغاوات يعمل بالماء المضغوط. وتقول إيران، رابع منتجي النفط في العالم، إنها تريد تطوير منشآت نووية تبلغ طاقتها الإجمالية عشرين ألف ميغاوات لتوليد الكهرباء بحلول 2020، إلا أن هناك مخاوف غربية من أن تتجه إيران من الطاقة النووية السلمية إلى الطاقة النووية العسكرية.
- العقبة الأولى التي واجهها الطرف الروسي قضت بتكييف تجهيزاته مع التجهيزات الموروثة من الشركة الألمانية، كما كانت هناك نقاط خلاف بين الطرفين الروسي والإيراني على الصعيد المالي. وواجه بناء المفاعل أيضا عقبة أخرى تمثلت في الضغوط الأميركية على موسكو لثنيها عن إتمام المحطة، غير أن روسيا التفت على هذا المأخذ فوقّعت اتفاقا مع طهران ينصّ على استعادة الوقود الروسي الذي يتم استخدامه.