بداية حذرة لتطبيع العلاقات الأميركية السورية بعد محادثات واشنطن

مصادر صحافية: نتنياهو يعرض على سورية انسحابا جزئيا من الجولان مقابل التخلي عن إيران

نائب الرئيس الإيراني برويز داوودي أثناء استقباله رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري لدى وصوله إلى مطار مهر آباد في طهران أمس (أ.ف.ب)
TT

عبّرت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية عن تحفظ واضح من إمكانية حدوث تحول في مسار العلاقات الأميركية السورية، وذلك عقب أول اتصال يجري بين إدارة الرئيس باراك أوباما وسورية، في وقت كشف فيه مصدر في الخارجية لـ«الشرق الأوسط» النقاب عن استقبال مسؤول لبناني رفيع بالتزامن مع محادثات جرت في مقر الوزارة بين جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية للشرق الأوسط بالنيابة والسفير السوري في واشنطن عماد مصطفى.

وقالت كلينتون للمراسلين في واشنطن: «لدينا علاقات منتظمة مع السوريين كجزء من جهودنا الدبلوماسية العادية، ومن المبكر جدا الحديث عن ماذا يمكن أن يحمل المستقبل، نحن نعمل بجدية كما هو شأن مبعوثنا الخاص جورج ميتشل، ليس فقط مع الإسرائيليين والفلسطينيين بل مع جميع الجيران في المنطقة وخارجها. ونحن ملتزمون بما أعلنّاه عندما عين المبعوث الخاص من أجل أن يلتقي جميع الأطراف بعضهم مع بعض لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط».

على صعيد متصل كشف مصدر في الخارجية الأميركية النقاب عن أن جيفري فيلتمان التقى صباح اليوم نفسه الذي تباحث فيه مع السفير السوري، العماد جان قهوجي قائد الجيش اللبناني حيث أكد له مساندة الولايات المتحدة للبنان. وقال المصدر، الذي طلب الإشارة إليه كمصدر رسمي في وزارة الخارجية الأميركية: «كانت محادثات فيلتمان مع السفير مصطفى فرصة لبحث العلاقات الثنائية والتطرق إلى المواضيع التي تهم الجانبين»، وأضاف: «تلعب سورية دورا في المنطقة، ونأمل أن تلعب الحكومة السورية دورا بنّاء لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة». وجوابا على سؤال حول مسألة تواصل اللقاءات مع السفير السوري في واشنطن قال المصدر: «حول هذه المسألة لا يمكن التكهن بشأن الاجتماعات التي ستجري مع السفير مصطفى في المستقبل»، وزاد المصدر قائلا: «على المستوى الشعبي لدى الولايات المتحدة وسورية تقاليد عريقة مشتركة، ونعتزم تشجيع التعاون وتبادل الفرص بين الأفراد ومؤسسات القطاع العام والخاص»، وحول القضايا التي تطرق إليها فيلتمان قال المصدر: «طرح فيلتمان مسألة دعم سورية مجموعات وشبكات إرهابية، وبحثها عن أسلحة نووية وأسلحة غير تقليدية، وتدخلها في لبنان، والسجل السيئ لحقوق الإنسان في سورية».

من جهته قال السفير السوري للمراسلين في واشنطن إن الاجتماع كان إيجابيا للغاية. وردّا على سؤال حول احتمال لقاء كلينتون نظيرها السوري وليد المعلم الأسبوع المقبل على هامش مؤتمر الدول المانحة لتعمير غزة في شرم الشيخ، أوضح السفير السوري أن المسألة لم تُبحث، وقال أيضا: «هذا اللقاء سمح لنا ببحث سبل إجراء حوار جدي على المستويين الدبلوماسي والسياسي ومناقشة جميع المواضيع التي تقلق الطرفين. وقال إنه ناقش مع المسؤول الأميركي قضايا جوهرية حول مستقبل العلاقات بين البلدين، لكنه أشار إلى أنه لم يتم التطرق إلى تعيين سفير أميركي في دمشق قريبا. وكانت صحيفة «واشنطن بوست» قالت إن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما «مهتمة الآن بفتح الباب أمام علاقات دافئة بما في ذلك تعيين سفير أميركي جديد»، وظل السفير مصطفى لا يُستقبل في الخارجية الأميركية منذ سنوات، وكانت آخر مرة استُقبل فيها في أبريل (نيسان) من العام الماضي.

الى ذلك كشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن مصادر مقربة من رئيس الحكومة المكلف بنيامين نتنياهو أعدت اقتراحا تنوي عرضه على سورية يقضي بإبرام اتفاقية «إنهاء حالة الحرب» بينهما مقابل انسحاب إسرائيلي جزئي من الجولان وتخلي سورية عن حلفها مع إيران. ويستند الاقتراح على تجربة سابقة بين إسرائيل ومصر في سنة 1975، في إطار التسويات الجزئية بعد حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، حيث تم التوقيع على اتفاق لإنهاء حالة الحرب مقابل انسحاب إسرائيل من مناطق واسعة من سيناء. ففي حينه كان لمثل هذا الاتفاق أثر كبير أوصل إلى اتفاقيات كامب ديفيد فيما بعد. وينص الاقتراح الجديد، كما فصله الصحافي ألوف بن، المعروف بسعة اطلاعه، على أن تنسحب إسرائيل من القرى السورية الخمس في هضبة الجولان المحتلة وهي مجدل شمس ومسعدة وعين قنيا والغجر وبقعاثا ومن الأراضي التابعة لها ومن المستوطنات اليهودية الواقعة بجوارها، بما يعادل خمس مساحة هضبة الجولان. والحديث عن انسحاب من الغجر يعني أيضا الانسحاب من مزارع شبعا اللبنانية، ما يتيح إدخال لبنان إلى معادلة هذه التسوية. وتبقى إسرائيل في هذه الحالة مسيطرة على جبل الشيخ وعلى المناطق الجنوبية والوسطى من الجولان.

وقد نفى مكتب نتنياهو أن يكون على علم باقتراح كهذا.