الرئيس اللبناني يطمئن المغتربين إلى حقهم بالانتخاب

تلقى اتصالا هاتفيا من أوباما يؤكد دعم واشنطن للبنان

TT

حض رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان المغتربين على «توثيق علاقاتهم بالوطن». وطمأنهم إلى تأمين حقهم بالاقتراع في الانتخابات النيابية التي ستجرى في عام 2013. فيما واصلت قوى الأكثرية استنهاض المغتربين للمشاركة في هذه الانتخابات من أجل «تحصين الديمقراطية وحماية المحكمة الدولية»، التي ستنظر في جريمة اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري.

وقد وجه الرئيس سليمان أمس، تحية إلى المغتربين اللبنانيين المنتشرين في أميركا اللاتينية خصوصا، وبلدان الانتشار عموما. ودعاهم إلى «إعادة توثيق روابطهم وعلاقاتهم مع الوطن الأم بزيارته والعودة إليه والاستثمار فيه، في ظل الاستقرار الأمني والسياسي السائد». وكرر طمأنة المغتربين إلى «أن التحضيرات متواصلة في الوزارات والإدارات المعنية من أجل تأمين حق المغتربين في الاقتراع في الانتخابات النيابية المقبلة، التي ستجرى بعد أربع سنوات».

وكان سليمان تلقى ليل أول من أمس، اتصالا هاتفيا من الرئيس الأميركي باراك أوباما، أكد له خلاله «وقوف الولايات المتحدة إلى جانب لبنان» مقدرا له «الجهود» التي يقوم بها لتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي. وأبلغه أن واشنطن «تراجع حاليا سياستها في منطقة الشرق الأوسط عموما، وسورية خصوصا».

إلى ذلك، أحيا «تيار المستقبل» في ولاية فيكتوريا الأسترالية ذكرى استشهاد الرئيس الحريري، بمشاركة النائب أحمد فتفت، الذي مثل رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري.

ووجه فتفت تحية إلى المغتربين الأستراليين «الصامدين من أجل لبنان». وقال لهم: «أنتم السند الأساسي لثورة الأرز، لذلك يحاولون ترهيبكم بالأكاذيب والشائعات والاتهامات. اطمئنوا، ما تريدونه سيحصل والانتخابات حاصلة. ومن يشاء أن يشارك فليكن مطمئنا، لأن العالم أجمع سينظر إليها على أنها رسالة لكل المحيط، إن لبنان الديمقراطية باق في الشرق الأوسط». ودعا المغتربين إلى «الاندماج أكثر في هذا المجتمع المتعدد، لأنكم تصبحون أكثر فاعلية في نصرة لبنان». وقال: «نحن بحاجة لدعمكم في موضوعات دولية مهمة مثل المحكمة، التي نرى أنها ليست للانتقام وتصفية الحسابات. نريد العدالة، نريد الحقيقة، لأننا نريد لبنان وحماية الحياة السياسية فيه. ونريد أن نعرف وأن تعرفوا ويعرف العالم من اغتال رؤساء الجمهورية، ورؤساء الحكومات والوزراء والنواب وأصحاب الرأي وأصحاب القلم الحر، ومن اغتال الشهيد رفيق الحريري، وباسل فليحان، وسمير قصير، وجورج حاوي، وجبران تويني، وبيار الجميل، ومن اغتال وليد عيدو، وانطوان غانم، وكل شهداء ثورة الأرز. لذلك نأمل منكم أن تدعمونا هنا في أستراليا عبر الوسائل السياسية لحماية هذه المحكمة. ودوركم هنا مهم كما هي الانتخابات النيابية. نريد منكم رأيا سياسيا يدعم الخيار الذي شاهدتموه في 14 (شباط) حيث زحف مئات الآلاف من كل لبنان (...) من أجل لبنان الذي نريد وتريدون، لا من أجل لبنان ولاية الفقيه». من جهة أخرى، رأى وزير الدولة لشؤون مجلس النواب وائل أبو فاعور (كتلة النائب وليد جنبلاط) أن جهود الرئيس سليمان «يمكن أن تمهد لإقرار الموازنة الأسبوع المقبل». وقال أمس: «نحن في مرحلة تم الاتفاق عليها، هي مرحلة بداية تهدئة الخواطر والسجالات الإعلامية والسياسية تمهيدا للولوج لإخراج الموازنة من عنق الزجاجة. نعم دخلنا في مرحلة التهدئة، التي ترافقها اتصالات جانبية من أجل إيجاد حل ما لعقدة الموازنة. وأعتقد أن الجهود التي بذلها الرئيس سليمان، والردود التي تلقاها من رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، هي ردود يمكن أن تمهد لإقرار الموازنة الأسبوع المقبل أو في وقت قريب».

ورأى وزير الصحة محمد جواد خليفة، القريب من الرئيس بري، أن الموازنة «أخذت أبعادا خاصة في الموضوعات الخلافية» واصفا إياها بـ«الخلافية وغير الواقعية». وقال: «لا أظن أن الخلاف حول مجلس الجنوب هو حول وجوده واستمراره في العمل أو المبلغ المرصود له، لأن كل الأمور والأرقام التي أقر فيها وزير المال (محمد شطح) قريبة جدا، أو تتطابق مع مبلغ الستين مليارا».

وردا على سؤال حول مصير اللقاء المرتقب بين الرئيسين بري والسنيورة برعاية رئيس الجمهورية، أفاد خليفة: «هذا الموضوع لم يطرح. وأصلا الخلاف ليس شخصيا والاجتماع ليس مستحيلا. لكنّ هناك أمورا أدت إلى هذا الخلاف على موضوع مجلس الجنوب ليس بأبعاده المادية لكن برمزية هذا المجلس وما يعني، وكذلك الإيحاء بأن إلغاء مجلس الجنوب يتم بحرمانه من الموازنة. وأظن أن الأجواء التي نلاحظها في اليومين الأخيرين كانت أجواء تهدئة إعلامية بالحد الأدنى. وهذه تمهد لإبعاد هذا الأمر، وخاصة موازنة مجلس الجنوب، لوضعه في الإطار الصحيح».