انخفاض حاد في الهجرة اليهودية إلى إسرائيل لم تشهد مثيلا له منذ 60 عاما

منذ إقامتها وصل 3 ملايين يهودي أكثر من ثلثهم من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق

TT

انخفضت الهجرة اليهودية في سنة 2008 إلى أدنى حد لها منذ قيام إسرائيل قبل 60 سنة، حيث لم يصل إليها السنة الماضية سوى 13681 يهوديا، غالبيتهم من روسيا. وللمقارنة مع سنة 1990 التي تعتبر الأعلى في نسبة الهجرة، تكون نسبة الهجرة قد انخفضت بـ94%.

ويجري حساب الهجرة إلى إسرائيل وفقا لنسبة المهاجرين من عدد السكان. ففي بداية قيام إسرائيل بلغت نسبة المهاجرين لإسرائيل بمعدل 6 في الألف، وفي سنوات التسعين،لدى الهجرة الكبرى من جمهوريات الاتحاد السوفياتي سابقا (1989 - 1999)، ارتفعت إلى 43 مهاجرا لكل ألف مواطن. وفي سنوات الثمانين من القرن الماضي، التي تعتبر سنوات الحضيض، انخفضت النسبة إلى 3.8 في الألف،لكنها في سنة 2008، بلغت 1.9 في الألف، وهذه أدنى نسبة خلال الستين سنة الماضية. وفي لغة الأرقام المجردة، تشير إحصاءات الوكالة اليهودية إلى انه في الثمانينات تراوح عدد القادمين إلى إسرائيل ما بين 9 و24 ألفا،لكن في التسعينات، وتحديدا منذ انهيار النظام الشيوعي في الاتحاد السوفياتي سنة 1989 وحتى 1999، وصل إليها حوالي مليون مهاجر على مدى عشر سنوات، غالبيتهم من روسيا وأوكرانيا وغيرهما من جمهوريات الاتحاد السوفياتي سابقا.

ففي 1990 وصل حوالي 200 ألف، وفي السنة التالية 176 ألفا، وفي 1992 وصل 77 ألفا وفي 1995 وصل 76361 مهاجرا، وفي 1998 وصل 56730 مهاجرا وفي السنة التي تلتها وصل 76766 مهاجرا، ومن هنا بدأ الهبوط الحاد: 43580 مهاجرا في سنة 2001 ثم 21180 في سنة 2005 وها هي السنة الماضية تنخفض إلى 13681 مهاجرا.

ويتضح أن معدل أعمار المهاجرين الجدد إلى إسرائيل يرتفع باستمرار، مما يعني أن نسبة الشباب اليهود من المهاجرين تنخفض، حيث في الهجرة الأخيرة سنة 2008، بلغ معدل أعمار المهاجرين 29 عاما (27 عاما في السنة السابقة)، وبلغت نسبة المسنين من جيل 65 عاما فصاعدا 11.4%. وارتفاع جيل المهاجرين يشكل معضلة أخرى لإسرائيل، حيث إنهم يكونون من القوى غير المنتجة التي تحظى بمخصصات تأمين تحتاج إلى ميزانيات كبيرة. ومع أن الهجرة من دول شرق أوروبا وروسيا ظلت الأعلى، فإنها تنخفض بشكل حاد أكثر من غيرها، وتليها نسبة اليهود الأميركيين ثم الإثيوبيين وبعدهم من يهود فرنسا ثم يهود أوكرانيا وبريطانيا. والمعروف انه مقابل الانخفاض في عدد القادمين إلى إسرائيل، فإن هناك مشكلة الهجرة المعاكسة من إسرائيل الى الخارج. فمنذ مطلع القرن الواحد والعشرين وميزان الهجرة يشير إلى فارق سلبي، حيث إن عدد المهاجرين من إسرائيل يزيد عن عدد القادمين إليها. ومع أن السلطات الإسرائيلية لم تنشر إحصاءات دقيقة لهذا الموضوع منذ سنة 2006، فقد أشارت الإحصاءات في حينه إلى أن عدد المهاجرين بلغ سنة 2004 حوالي 14500 مواطن إسرائيلي. وترتفع نسبة العلماء والأطباء والمهندسين بين المهاجرين، الذين يبحثون عن فرص أفضل في أوروبا والولايات المتحدة وكندا.