مؤتمر إعمار غزة يطرح عقد مؤتمر للسلام في الربيع وإعمار الأراضي الفلسطينية

مبارك يحدد 5 أولويات.. وساركوزي يدعو لفتح المعابر.. وبيرلسكوني يتحدث عن إنشاء مطار في الضفة

الرئيس مبارك وعلى يمينه نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وعلى يساره رئيس الوزراء الإيطالي سلفيو بيرلسكوني في مؤتمر إعادة إعمار غزة أمس (إ.ب.أ)
TT

اطلق المؤتمر الدولي لاعادة اعمار غزة مبادرات تجاوزت تقديم الدعم الاقتصادي لشعب فلسطين واعادة الاعمار، بل وصلت الى التوافق حول ضرورة التوصل لسلام خلال عام 2009. وجاء هذا الطرح بمبادرة من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي اقترح عقد مؤتمر دولى للسلام في ربيع هذا العام يقر بإقامة دولة فلسطين. واكمل الفكرة رئيس الوزراء الايطالى بالحديث عن مشروع مارشال لاعادة اعمار الاراضي الفلسطينية وتحسين المستوى الاقتصادي للشعب الفلسطيني.

وركز الامين العام للامم المتحدة بان كى مون على اهمية السلام لكل دول المنطقة وطالب بالعمل الفوري لدعم الشعب الفلسطيني، اما الرئيس الفلسطيني فقد اشاد بالفكرة الايطالية ومساهمة حكومة فلسطين فى اغاثة المتضررين. اما الرئيس المصري حسني مبارك فقد حدد في كلمة افتتاح المؤتمر، خمس اولويات للمرحلة. اولا: سرعة التوصل لاتفاق للتهدئة بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني بما يضمن فتح المعابر امام مستلزمات البناء، اعادة الاعمار وضرورة التزام الجانبين بهذا الاتفاق واعتبار اغلاق المعابر ضياعا لفرص اعادة الإعمار. ثانيا: تحقيق المصالحة بين السلطة الفلسطينية والفصائل وتشكيل حكومة وفاق وطني تتولى الاشراف على اعادة الاعمار بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية والا يتعامل مع الموارد المالية كغنائم حرب.

ثالثا: الاتفاق على آلية دولية تحظى بثقة المانحين وتتولى تلقي مساهماتهم وتوجهها لعملية اعادة الاعمار فى اطار من الشفافية والمحاسبة.

رابعا: تفعيل دور الامم المتحدة كمظلة لجهود اعادة الاعمار وتحقيق التنسيق بين وكالاتها ذات الصلة وتعزيز دور وكالة غوث اللاجئين «اونروا» على وجه الخصوص.

خامسا: متابعة نتائج المؤتمر والوفاء بما سيشهده من تعهدات ومساهمات الدول والمؤسسات المانحة والتعويل على اللجنة الدولية لتنسيق المساعدات. وتحدث مبارك عن هشاشة الوضع فى الشرق الاوسط وخطورته فى غياب السلام العادل، وانتقد الجهود الدولية التى تراوح مكانها منذ سنوات طويلة وتنحصر ما بين التقدم والتراجع والنجاح والاخفاق والوعود التي لا تتحقق والآمال التي تتبدد لتفسح الطريق لمزيد من اليأس والغضب والإحباط. وقال ان الشعب الفلسطيني والعالمين العربي والاسلامي لا يحتملون المزيد من انتظار سلام لا يجيء وانفجار مستمر اكثر من اي وقت مضى. وتطرق مبارك الى السلام الذي تأخر ويؤدي في النهاية الى وجود قوى اقليمية تسعى الى جر المنطقة لحافة الهاوية ولمواجهات عسكرية تقوض الامل فى التوصل الى السلام المنشود.

واوضح مبارك ان اعادة اعمار غزة لن يكون نهاية المطاف، «وسيظل السلام العادل هو الضمانة الحقيقية لعدم تدمير ما نعيد بناءه واعماره»، داعيا الادارة الاميركية الجديدة لتفعيل تحرك الرباعية الدولية نحو السلام، وكذلك الحكومة الاسرائيلية الى التجاوب الجاد مع المبادرة العربية للسلام.

وتحدثت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون عن التزام الادارة الاميركية بإقامة دولة فلسطين والعمل على احلال السلام الذي تأخر كثيرا، حسب قولها. واعربت عن املها فى اتمام هذا خلال العام الجاري، كما اعلنت مساهمة بلادها فى اعمار غزة بـ 900 مليون دولار.

واستعرض وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل كل الجهود التي بذلها خادم الحرمين الشريفين من اجل فلسطين ومبادرة السلام العربية وممارسات اسرائيل فى الدمار والاحتلال. وكانت مبادرات الرئيس الفرنسي ساركوزي محط الاهتمام في اروقة المؤتمر، اذ شدد على وضع حد للاقتتال ونهاية الحلول العسكرية والتأكيد على المساعدات التي تقدمها بلاده للشعب الفلسطيني بشكل فوري. ودعا الى فتح المعابر كأولوية لادخال كل المساعدات دون قيد او شرط. واعلن تعهده بوقف الاتجار فى السلاح. وقال «سنبدأ مهمتنا بعد 48 ساعة كمراقبين لأن غزة لا يمكن ان تستمر في الحياة مع الحصار والاغلاق»، وفي نفس الوقت ربط ذلك برفضه لأي خطر يهدد حياة الاسير الاسرائيلي جلعاد شاليط ودعا الى تحريره فورا.

واشار ساركوزي الى مؤتمر باريس الذى تعهد بتقديم 7 مليارت للسلطة على مدار ثلاث سنوات. وقال «يتعين علينا ان نقوم بإعمار غزة ولا ننسى الضفة الغربية، معتبرا المصالحة الفلسطينية مفتاح السلام وشرطا لبناء دولة فلسطين».

ودعا ساركوزي الى عقد مؤتمر دولي للسلام فى ربيع العام الجاري ورفض الانتظار اكثر من ذلك للتوصل الى السلام. وقال: لا بد من التوصل الى سلام خلال العام الجاري لأن الموقف الراهن يهدد موقف القادة العرب المعتدلين ويعطي هامشا للمؤامرات للمتطرفين.

واعاد بيرلسكونى طرح مشروعه «مارشال» لدعم اقتصاد فلسطين وقال انه سيعرض الفكرة على مجموعة الـ 14 ومجموعة الـ 8. واعلن بيرلسكوني عن تبرع بلاده بمائة مليون دولار ودعا الى الانطلاق بسرعة لاعطاء الزخم للاقتصاد الفلسطيني لتقليص الفوارق الواسعة فى مستوى المعيشة بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وتحدث عن دعوته لانشاء مطار لوصول كل مواطني العالم الاسلامي والمسيحي لزيارة المناطق المقدسة. وقال انه اجرى اتصالات بالمجموعات الفندقية لبناء فنادق في فلسطين، وكذلك بناء مرافق وبنية اساسية وايضا دعوة شركات الطيران لتنظيم رحلات سياحية للضفة الغربية. ودعا الى الالتزام بمشروع للربط بين البحر الميت والبحر الاحمر للإسهام في توليد الطاقة وتحلية المياه واستصلاح الاراضي الزراعية ولجذب السياحة، واعتبر برلسكوني ان هذا المشروع مهم لكل من فلسطين واسرائيل والاردن.

وتحدث الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) عن انهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق التوافق والوحدة. واشاد بمقترح بيرلسكوني ودعا الى دعم واعتماد برامج وآليات خطته التي تقدم بها. وطالب الادارتين الاميركية والاسرائيلية بالالتزام بحل الدولتين والاتفاقات الموقعة لانطلاق عملية سلام وانهاء الاحتلال واقامة دولة فلسطين.

واهتم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بوقف اطلاق نار دائم، كما أبدى اهتمامه بالقضايا الانسانية والاقتصادية والحاجة الى توافق فلسطيني ودعم وحدة السلطة الفلسطينية وابدى تفاؤله بجهد المبعوث الاميركى للسلام ميتشل وحث حكومة اسرائيل على التجاوب مع مسعى السلام.

* السعودية أكبر المساهمين تليها أميركا

* السعودية : مليار دولار

* أميركا : 900 مليون دولار

* دولة قطر : 250 مليون دولار

* الاتحاد الأوروبي : 552 مليون دولار

* الكويت : 200 مليون دولار

* الإمارات العربية : 174 مليون دولار

* الجزائر : 100 مليون دولار

* ايطاليا : 100 مليون دولار

* اليابان : 20 مليون دولار

* بريطانيا : 43 مليون دولار

* فنلندا : 40 مليون دولار

* الصين : 15 مليون دولار

* ايرلندة : 9 ملايين دولار

* اليونان : 5 مليون دولار

* النمسا : 3.5 مليون دولار

* هولندا : 2.5 مليون دولار

* قبرص : 1.6 مليون دولار

* سنغافورة : مليون دولار

* لبنان : مليون دولار