البشير: شكرا لأوكامبو.. فقد جعلني أرى بعد 20 عاما كيف يحبني الناس

تعهد بحماية الأجانب والمنظمات بشرط «احترام نفسها».. وقال إن الغرب هم من ارتكب الإبادة.. ونهبوا الثروات

البشير وسط حشود من مؤيديه بعد القائه خطاب في الخرطوم أمس (أ.ب)
TT

أطلقت الآلاف من جماهير العاصمة الخرطوم أمس، العنان لحناجرها تكيل الغضب لمدعي المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو، والدول الأوروبية والولايات المتحدة، في مظاهرات شملت مناطق متعددة من العاصمة، في اليوم الثاني لصدور قرار من المحكمة الجنائية الدولية بتوقيف الرئيس عمر البشير بتهم ارتكابه جرائم ضد الإنسانية في دارفور. وواحدة من تلك المظاهرات وصفها منظموها بـ«المليونية» نظمت في ميدان الشهداء قبالة القصر الرئاسي في الخرطوم خاطبها الرئيس عمر البشير. ولساعات تحول شارعا «القصر والجامعة» الشهيرين وسط الخرطوم إلى ممري مشاة كبيرين، يعجان بالكتل البشرية الغاضبة، وهي تهتف وتصب غضبها على الغرب، وخصصت قدرا من الوقت لوكالة المخابرات الأميركية باعتبارها المحرك لكل مشكلات السودان، واضطرت الشرطة في ساعات الصباح إلى تحويل شوارع وسط الخرطوم إلى اتجاه واحد يصب في مكان المظاهرة. وشكر الرئيس البشير، الذي خاطب المظاهرة من على منصة عالية نصبت عند تقاطع الشارعين، الشعب السوداني، «هذا يوم من أيام الله المشهودة، يوم يخرج فيه الشعب السوداني ويظهر فيه معدنه الأصيل (..) شكر لأوكامبو الذي جعلني أرى بعد عشرين عاما أن الشعب السوداني يحبني كل هذا الحب». ورد الرئيس السوداني على مذكرة التوقيف بهجومه على ما سماه ب«الاستعمار الجديد»، وقال إن «المجرمين الحقيقيين هم رؤساء الولايات المتحدة وأوروبا».

وقال الرئيس السوداني الذي تولى السلطة في 1989 إثر انقلاب عسكري، «منذ عشرين عاما ونحن نخضع لضغوط الاستعمار الجديد وأدواته مثل المحكمة الجنائية الدولية ومجلس الأمن الدولي وصندوق النقد الدولي».

وأضاف أن مواجهة قرار الجنائية الدولية يكمن في «الرفض لكل أنواع الاستعمار، والرفض لكل أنواع الإذلال، والرفض لكل أنواع الهيمنة، وأن نقوي جبهة الدول الحرة لكي نكسر الاستعمار الجديد». وهذه أول تصريحات علنية للبشير أمام مؤيديه منذ صدور القرار عن المحكمة الجنائي،ة التي ردد عنها الرئيس السوداني مرارا في الأشهر الأخيرة أنها نتيجة «مؤامرة صهيونية مائة بالمائة» تهدف إلى زعزعة استقرار السودان.

ووصف الدول الأوروبية والولايات المتحدة بأنهم «كذابون ومجرمون»، وقال: «هم الذين ارتكبوا الإبادة الجماعية ونهبوا ثروات شعوب العالم»، واعتبر هذه الدول استعمارا جديدا، وقال: «سنهزهم مثلما هزمناهم في القرن التاسع عشر»، مشيرا إلى الثورة المهدية التي أطاحت بالإمبراطورية البريطانية في السودان. ومع ذلك تعهد البشير بحماية الوجود الدبلوماسي الأجنبي والمنظمات الدولية في البلاد، بشرط أن «تحترم نفسها»، وقال إن الوجود الأجنبي والبعثات الدبلوماسية ستظل محل احترام ما التزمت بالقوانين المنظمة لعملها، وشدد: «من تجاوز الحدود لا يلوم إلا نفسه»، وأشار في هذا الخصوص إلى قرار حكومته أول من أمس بطرد 10 منظمات أجنبية، وحرض البشير على تكوين جبهة عريضة من أحرار العالم لرفض أشكال الاستعمار والهيمنة كافة وهزيمتها، حسب قوله.

وحذر البشير من الشائعات التي يطلقها من وصفهم «أعداء السودان»، وقال إن القيادة السودانية لن تكذب أهلها وشعبها العظيم الذي عاهدته بأن تجعل رأسه عاليا ومرفوعا. وطالب البشير بإعمال العدالة في منتهكي حقوق الإنسان الحقيقيين الذين استخدموا الأسلحة المحرمة دوليا ضد الشعب الفلسطيني والعراق والقنبلة الذرية في هيروشيما وناجازاكي في شرق آسيا.

وخرجت مظاهرات في عدد من ولايات السودان تندد بقرار المحكمة، من بينها ولايات: القضارف شرق البلاد، ونهر النيل شمال البلاد، وجنوب دارفور، ورجح أحد منظمو المظاهرات في الخرطوم تحدث لـ«الشرق الأوسط» أن تستمر المظاهرات يوميا على مدى أسبوع، وتوقع أن يخرج الآلاف اليوم من المساجد بعد صلاة الجمعة في مظاهرات تجوب الشوارع.