مستشاران أميركيان سابقان للأمن القومي يدعوان إلى الحوار مع إيران.. عوضا عن محاربتها

طهران تعد لائحة بـ 100 «مجرم حرب إسرائيلي» وترسلها للأمم المتحدة

TT

قال برنت اسكاوكروفت الذي عمل مستشارا للأمن القومي لاثنين من الرؤساء الأميركيين، إنه إذا سمح لإيران بمتابعة السعي لاكتساب قدرات أسلحة نووية، فإن دولا في أنحاء العالم قد تشعر أنها مضطرة إلى أن تسلك الطريق نفسه. وقال اسكاوكروفت الذي عمل في عهد الرئيس السابق جيرالد فورد والرئيس جورج بوش الأب: «إننا على حافة انفجار الانتشار النووي وإيران الآن هي النموذج الذي يقتدى به».

وأضاف في كلمته أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ من ضمن عدد من المتحدثين هذا الأسبوع حول إيران: «إذا سمح لإيران بالمضي قدما فإننا قد نجد من منطلق الدفاع عن النفس أو لأسباب مختلفة أن ست دول في المنطقة و20 دولة أو 30 دولة أخرى في شتى أنحاء العالم تفعل الشيء نفسه على سبيل الاحتياط».

غير أن اسكاوكروفت ومستشارا أميركيا سابقا للأمن القومي هو زبيغنيو بريجنسكي، نصحا بعدم استخدام القوة العسكرية لمحاولة منع إيران من اكتساب أسلحة نووية. وقالا إنه يجب بدلا من ذلك سلوك طريق المفاوضات مع طهران. وقال اسكاوكروفت إن السعودية ومصر وتركيا هي من بين الدول التي قد تسعى إلى اللحاق بإيران إذا استمرت طهران في تخصيب اليورانيوم. واليورانيوم المخصب يمكن استخدامه وقودا لمحطات الطاقة وأيضا في صنع القنابل النووية إذا تم تخصيبه بدرجة أكبر. واتفق بريجنسكي الذي خدم في عهد الرئيس الأسبق جيمي كارتر مع أن الانتشار النووي قد يكون الخطر الأكبر من البرامج النووية لإيران وليس الخطر أن تقوم طهران بعمل «انتحاري» بإطلاق أول قنبلة تبنيها. وأضاف بريجنسكي قوله إن الحوار مفضل على الصراع العسكري مع إيران ذلك لأنه «سيدمر تماما التركة التاريخية لحكومة أوباما». وقال اسكاوكروفت إنه يجب على الولايات المتحدة أن تعمل على نحو وثيق مع القوى الخمس التي انضمت إليها في محادثات سابقة مع إيران – وهي بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين - من أجل أن تواجه إيران «لافتة كبيرة مكتوبا عليها لا تفعل هذا».

من جهة أخرى، تتحضر إيران لإرسال لائحة إلى الشرطة الدولية (الإنتربول) تضم أكثر من مائة «مجرم حرب» إسرائيلي. ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية عن المدعي العام في طهران سعيد مرتضوي قوله: «لقد أعددنا قائمة تضم أكثر من مائة مجرم صهيوني متورط في مذبحة الشعب الفلسطيني وسيتم إرسالها تدريجيا إلى الإنتربول». وقال آية الله أحمد خاتمي خلال خطبة صلاة الجمعة أن العقوبة الوحيدة المناسبة لمجرمي الحرب الإسرائيليين يجب أن تكون الإعدام.

وكان مرشد الثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي قد طالب يوم الأربعاء الماضي بتشكيل محكمة جرائم حرب دولية لقادة إسرائيل الذين أصدروا أوامر بشن العملية العسكرية في قطاع غزة في ديسمبر (كانون الأول) ويناير (كانون الثاني) الماضيين.

وأرسل طلب خامنئي عن طريق وزارة الخارجية على هيئة خطاب رسمي إلى الأمم المتحدة. وقال مكتب المدعي العام الإيراني في وقت سابق من هذا الأسبوع، إنه طلب من الإنتربول إصدار مذكرة اعتقال بحق 34 شخصا من كبار السياسيين الإسرائيليين و114 قائدا عسكريا، من بينهم رئيس الوزراء المنتهية ولايته إيهود أولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني ووزير الدفاع إيهود باراك بتهمة ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة. ونفى الإنتربول تلقيه مثل تلك الطلبات من إيران أو أي من الدول الأعضاء البالغ عددهم 187 دولة.