البشير في دارفور: سنطرد أي قوات أو دبلوماسيين أو منظمات.. لا تحترم القوانين

البشير: ذبحنا «هيكس باشا» وغوردون.. فهم يعرفوننا جيداً.. وقال إنه رفض عرضاً بإرجاع المنظمات مقابل تجميد توقيفه

الرئيس السوادني عمر البشير مخاطبا الجماهير في مدينة الفاشر بدارفور أمس (أ.ب)
TT

صعد الرئيس السوداني عمر البشير من حملته المناهضة لقرار توقيفه من قبل المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وهدد بطرد دبلوماسيين وأي قوات أمنية، والمزيد من منظمات الإغاثة، في زيارة إلى مدينة الفاشر، كبرى مدن دارفور، اعتُبرت تحدياً للغرب ولقرارات المحكمة في لاهاي.

وقال البشير، الذي كان يلوح بسيف وهو يتحدث في اجتماع حاشد في الفاشر، إنه طرد منظمات الإغاثة (16 منظمة غير حكومية) لأنها هددت أمن السودان، مضيفاً أنه سيطرد أي من يعمل ضد القانون السوداني سواء كانت منظمات تطوعية أو بعثات دبلوماسية أو قوات أمن. وأشار البشير إلى العديد من الفظائع التي ارتكبها الغرب من جرائم القتل الجماعي التي تعرض لها الهنود الحمر خلال تأسيس الولايات المتحدة، إلى قصف هيروشيما، وفيتنام، والعراق. وتابع أنهم قتلوا الملايين من الهنود الحمر متسائلا: لماذا لم يحاكموهم. وأضاف أن المحكمة الجنائية الدولية وكل من يعمل لصالحها تحت حذائه. وأقسم البشير، الذي تعتبر زيارته لدارفور الأولى من نوعها بعد صدور قرار من المحكمة بتوقيفه، بأنه «لن يستجيب ولن يستسلم ولن يسلم أحداً للمحكمة الجنائية»، وقطع البشير بأنه لن يرضى بأية مساومات أو خيار آخر إلا إلغاء القرار، وأبدى استعداده للمنازلة.

ولوح آلاف الناس، الذين كانوا يركبون الخيول والجمال، بلافتات وأعلام لتحية البشير الذي توجه إلى البلدة وهو يلوح لهم من على متن شاحنة صغيرة مفتوحة. وسخر بعض الأشخاص من لويس مورينو أوكامبو المدعي العام بالمحكمة الجنائية الدولية. وشوهد رجل يقود حماراً وضع قناعاً على شكل أوكامبو على رأسه، في حين حمل آخرون دمية على شكل كلب وكُتب اسم أوكامبو على جانبها.

واستهل البشير خطابه أمام الآلاف في ميدان عام في الفاشر بالتكبير والتهليل، وطلب من الجماهير ترديدها خلفه باعتبار أن ذلك يغيظ أعداء السودان، وقاطعت الحشود البشير مرددة هتافات مؤيدة له، مثل «الرد الرد.. بطريق الغرب»، في إشارة منها إلى طريق بري طويل تحت التنفيذ، منذ أكثر من 10 أعوام، باسم طريق «الإنقاذ الغربي» يربط بين وسط السودان وغربه.

وقال البشير في لهجة غاضبة إنه يرفض قرار المحكمة الجنائية لو صدر عشر مرات أخرى، وأضاف: «نحن ضد القرار وضد تجميده، عليهم فقط إما إلغاؤه أو عليهم أن يمصوه ويشربوا ميته». وكشف البشير أنه تلقى عرضاً، لم يحدد الجهة التي تقدمت بها، بإرجاع هذه المنظمات التي طردتها حكومته أخيراً مقابل تجميد قرار المحكمة الجنائية الدولية، وأنه تم رفض العرض، وقال: «نحن لا نريد تجميد القرار بل إلغاءه»، وأضاف «هؤلاء واهمون إذا ظنوا أن الشعب السوداني سوف يستسلم لهم أو سيخاف منهم»، وقال: «أقسم بالله العظيم لن نستجيب ولن نستسلم ولن نسلم أحداً للمحكمة ولن نركع إلا لله».

وشدد «إذا أرادوا المواجهة فليأتوا إلينا.. نحن جاهزون لمنازلتهم»، ومضى «فقد ذبحنا المستعمر هيكس باشا من قبل في غابة شيكان في غرب البلاد (في القرن التاسع عشر)، وذبحنا غوردون باشا الحاكم البريطاني في قصره بالخرطوم (1881)»، وتابع «هم يعرفوننا جيداً».

وقلل من التلويح بالحصار الاقتصادي للسودان، وقال «صار ذلك غير مُجدٍ وأن السودان محاصر منذ العام 1984 عندما أعلن الرئيس الأسبق جعفر محمد نميرى تطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد».

ووصف البشير الدول الغربية بأنهم «كذابون ومنافقون»، وتساءل عما «إذا كان لهؤلاء الذين قتلوا الهنود الحمر الحق في الحديث عن الإبادة الجماعية فأميركا ساقت الأفارقة كرقيق لبناء القوة والاقتصاد فإلى القريب كان هناك شهود على اللافتات التي كانت تحمل ممنوع دخول الزنوج والكلاب ولأن الأمر بيد الله». وجدد اتهامه للغرب بأنهم «هم من قتلوا الأطفال والشيوخ بالقنابل الذرية في هيروشيما ونجازاكى لا يحق لهم الحديث عن الإبادة الجماعية»، وقال «إنهم هم أنفسهم الذين حاربوا في فيتنام لاستعمارها وحرقوها بقنابل النابالم المحرمة». ودعا البشير أهل دارفور إلى وحدة الصف، وقال مخاطباً حملة السلاح في دارفور إن «القضية ليست مطالب وإن السودان أغلى من أن يباع بالدولار». وقال البشير إن «بعض المنظمات التي تم طردها قد تدخلت في أشياء تخل بأمن الوطن وسلامته». وجدد البشير أن الرد على هؤلاء سيكون عملياً بالتنمية».

وشهد الرئيس السوداني في الفاشر توقيع اتفاقية بين السودان والصين لإنفاذ طريق «أم كدادة - الفاشر»، آخر قطاعات طريق الإنقاذ الغربي. وقع عن الجانب السوداني حامد محمود المدير العام للهيئة القومية للطرق والجسور، فيما وقع عن الجانب الصيني شين هوا مدير شركه « افولى» الصينية التي ستنفذ هذا القطاع.