جرح 10 في هجوم على وزارة الدفاع الإسرائيلية بتل أبيب وقوات الاحتلال تقتل ناشطا من حماس في طولكرم

الأجهزة الأمنية الفلسطينية تعلن حالة الاستنفار القصوى تحسبا لأعمال انتقامية

TT

غزة: صالح النعامي بعد ساعات قليلة على الهجوم المسلح الذي نفذه فلسطيني ضد جنود اسرائيليين يحرسون وزارة الدفاع الاسرائيلية وسط مدينة تل ابيب اسفر عن اصابة 8 جنود ومدنيين في عملية عسكرية، اغتالت اسرائيل ناشطا من حركة «حماس» في مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية مستخدمة طائرة مروحية من طراز اباتشي الاميركية الصنع.

في غضون ذلك اعلنت الاجهزة الامنية الفلسطينية حالة الاستنفار القصوى تحسبا لضربة اسرائيلية كبيرة على اثر هجوم تل ابيب. وقال مسؤول امني فلسطيني لـ«الشرق الأوسط» «ان حالة الاستنفار القصوى اعلنت في صفوف الاجهزة الامنية وقوات الشرطة الفلسطينية واخليت الكثير من مكاتب ومؤسسات ووزارات السلطة تحسبا لضربة اسرائيلية».

في المقابل شددت الشرطة الاسرائيلية الاجراءات الامنية داخل المدن الاسرائيلية تحسبا لمزيد من العمليات العسكرية الفلسطينية ردا على سياسة الاغتيالات التي هددت حكومة ارييل شارون بمواصلتها وكان آخرها عملية أمس.

وقال مصدر فلسطيني في طولكرم لـ«الشرق الأوسط» ان طائرة مروحية من طراز اباتشي اطلقت بعد ظهر امس 3 صواريخ على سيارة الشاب عامر الحضيري، وهو في طريقه الى منزله الواقع شمال المدينة، فأصابت الصواريخ السيارة فحولتها الى كتلة من نار بينما صهرت جثة الشاب». واضاف المصدر «ان المدينة بكاملها اهتزت من فعل انفجار الصواريخ وظن الناس ان القوات الاسرائيلية بدأت بالفعل عملية الاجتياح» للمدينة التي تقع على الخط الاخضر ولا تبعد سوى بضعة كيلومترات عن منتجع نتانيا الذي شهدد عددا من العمليات الفدائية خلال اشهر الانتفاضة.

واكد عبد العزيز الرنتيسي احد قادة حركة «حماس» في قطاع غزة لـ«الشرق الأوسط» ان الشاب الحضيري (21 سنة) الطالب في السنة الثالثة في جامعة القدس المفتوحة وابن نائب عميد كلية خضوري التقنية، هو من نشطاء حركة حماس في المدينة. وجاءت عملية تل ابيب التي لم يعلن اي فصيل فلسطيني بعد مسؤوليته عنها، بعد اقل من 24 ساعة على محاولة اسرائيل اغتيال احد نشطاء الانتفاضة الضابط في امن الرئاسة الفلسطينية مهند ابو حلاوة في بلدة البيرة اول من امس. ونجا ابو حلاوة من الموت بجروح طفيفة في الوجه واليدين بعد ان اخطأت القذيفة المدفعية التي وجهها الى سيارته جنود الاحتلال من مستوطنة بساغوت المطلة على البيرة، سيارته فخرج من السيارة بحثا عن ملاذ عندما اصابت القذيفة الثانية مباشرة السيارة فحولتها الى انقاض. وهدد مروان البرغوثي امين سر اللجنة الحركية العليا لحركة «فتح» في الضفة الغربية، الذي كانت سيارته تتقدم موكب السيارات الذي تعرض للعدوان، بالانتقام.

كذلك تأتي هذه العملية بعد 5 ايام فقط من تهديدات حركتي «حماس» و«الجهاد الاسلامي» بالانتقام القاسي والعنيف على مجزرة نابلس يوم الثلاثاء الماضي، التي راح ضحيتها اثنان من كبار قادة «حماس» في الضفة ومرافقاهما وصحافيان وطفلان. واعلنت حالة الاستنفار القصوى بعد الهجوم بالسلاح الرشاش الذي نفذه الفلسطيني علي الجولاني وهو من سكان بلدة مكفوفا شمال القدس الشرقية المحتلة، ضد حراسات وزارة الدفاع الاسرائيلية في شارع كابلن وسط مدينة تل ابيب، الذي يعرف بضاحية الحكومة اذ يضم الى جانب وزارة الدفاع حسب مصادر فلسطينية في تل ابيب، مكاتب لكل الوزارات التي تتخذ من القدس المحتلة مقرا لها، ومقار اذاعة الجيش والاذاعة العامة والتلفزيون بقناتيه الاولى والثانية، ونقابة الصناعيين والصحافيين والمزارعين وغيرها.

وقال المصدر «باختصار ان هذه المنطقة هي اكثر مناطق تل ابيب حيوية، اذ تربط بلدة رمات غات التي تضم مقر جهاز الاستخبارات الخارجية «الموساد» بوسط تل ابيب وحتى شاطئ البحر». واضاف المصدر «ان هذه المنطقة لحيوتها واهميتها تعج دوما برجال الجيش والشرطة والامن».

وفتح الفلسطيني النار من رشاش من طراز «ام ـ 16» الاميركي الصنع بعد ان نزل من سيارة تحمل لوحة ارقام اسرائيلية صفراء كان يقودها في شارع كابلن المكتظ ليل نهار بالسيارات، على جنود كانوا يحرسون قيادة هيئة الاركان ووزارة الدفاع الاسرائيلية وهي الوزارة الوحيدة من بين الوزارات في اسرائيل التي احتفظت بمقرها الرئيسي في تل ابيب.

فأصاب المسلح في هذا الهجوم 10 اشخاص بجروح من بينهم 8 جنود ومدنيان وهما طالب يهودي وعامل مهاجر روماني، كان يقوم باعمال التنظيفات في الشارع قبل ان يتمكن منه احد الجنود ويسدد له وهو يحاول الهرب بسيارته رصاصات ادت الى اصطدام سيارته واصابته بجروح بليغة وهو الآن في حالة غيبوبة في المستشفى. وزعم الاسرائيليون ان شخصا آخر شارك في اطلاق النار ويقولون انه تمكن من الفرار وانهم لا يزالون يبحثون عنه. لكنهم عادوا وتراجعوا عن هذه القصة مؤكدين ان الشاب نفذ العملية بمفرده.

وعرفت الاذاعة الاسرائيلية الشاب بأنه علي الجولاني من سكان منطقة قلنديا جنوب رام الله، الواقعة ضمن بلدية القدس ويحمل الهوية الاسرائيلية الزرقاء. وقالت الاذاعة ان الجولاني يبلغ من العمر 30 عاما وهو متزوج وله من الاطفال ثلاثة.

وحسب المصدر الفلسطيني الاسرائيلي في تل ابيب فان الجولاني وصل الى شارع كابلن حيث تقع وزارة الدفاع وقيادة هيئة الاركان في سيارة سوداء مسجلة في القدس الشرقية وتحمل لوحة ارقام صفراء ووسط ازدحام الشارع كعادته بالسيارات خاصة في مثل يوم الاحد حيث يعود الجنود من اجازاتهم الاسبوعية، وخرج من السيارة وبدأ يطلق النار من رشاش من طراز «ام ـ 16»، على جنود امام مقر وزارة الدفاع الذي لا يبعد كثيرا عن مقر قيادة هيئة الاركان.

وافادت رواية الشرطة الاسرائيلية ان الجولاني كان يقود سيارة من طراز «دايو» ثم نزل من السيارة فجأة وأخذ يطلق الرصاص من رشاش ومسدس بشكل عشوائي على تجمع للجنود فأصاب عشرة منهم. وحسب ما ذكرته الشرطة فقد حاول الجولاني الهرب بسيارته باتجاه الجنوب فقام جنديان باطلاق النار عليه الامر الذي ادى الى اصطدام سيارته بعمود كهرباء فأصيب بجراح بالغة الخطورة. واعتقل وهو فاقد الوعي.

واشار الجنرال شلومو اهارونشكي المفتش العام للشرطة الاسرائيلية ان اختيار تل ابيب لتنفيذ العملية يدل على ان من سماها «التنظيمات الارهابية» تفضل تنفيذ عمليات في هذه المدينة. وقامت الشرطة الاسرائيلية بعمليات تفتيش بحثا عن شخص آخر قيل انه فر من ساحة الحادث بعد لحظات من وقوعه.

وقال الشرطي ايلان زامير للاذاعة الاسرائيلية «كان يطلق النار في كل الاتجاهات. ثم صعد الى سيارته واتجه صوبي. واطلقت طلقات في الهواء لاجباره على التوقف. وعندما وجدته مسرعا اطلقت رصاصتين عليه ما ادى الى اصطدام السيارة بعمود».

وقال بيني هالبرين مدير مستشفى ايشيلوف بتل ابيب ان المسلح «اصيب بجروح بالغة في الرأس ولن يمكن استجوابه الآن».