وزير الخارجية الفرنسي يزور السعودية لبحث الملفات الإقليمية الرئيسية وأفغانستان

كوشنير سيطرح الفكرة الفرنسية حول الدعوة إلى مؤتمر دولي للسلام على مستوى القادة

TT

يقوم وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير بزيارة رسمية إلى السعودية، يومي 22 و23 مارس (آذار) الحالي. وتأتي هذه الزيارة لتعكس تسارع وتيرة التشاور بين باريس والرياض حول المواضيع الساخنة والوضع المتحول في المنطقة، وأيضا حول أفق المستقبل، وذلك عشية أربعة استحقاقات قريبة، هي: القمة العربية في الدوحة نهاية الشهر الجاري، وعملية المصالحة الوطنية التي ترعاها مصر، وتشكيل الحكومة الإسرائيلية، وأخيرا الانتخابات الرئاسية في إيران.

وكان الأمير سعود الفيصل قد زار باريس في 26 فبراير (شباط) الماضي حيث أجرى جولة مشاورات موسعة مع كوشنير، وكان مقررا أن يقوم الأخير بزيارة الرياض في 21 من الشهر الماضي، غير أن الزيارة أجلت بتوافق الطرفين مثلما قالت الخارجية الفرنسية.

و قالت مصادر وزارة الخارجية إن كوشنير سيتناول في لقاءاته في الرياض «الملفات الإقليمية الرئيسية، وهي مسار السلام، والوضع في غزة وأفغانستان والعراق ولبنان ودارفور، والموضوع النووي الإيراني، والأزمة المالية الدولية، واجتماع مجموعة العشرين القادم في لندن»، الذي من المنتظر أن تشارك فيه السعودية.

ومن المنتظر أن يطرح الوزير الفرنسي مطولا وجهة نظر باريس في موضوع غزة وعملية السلام، وتحديدا خطة باريس للدعوة إلى مؤتمر دولي للسلام على مستوى زعماء الدول في باريس أو في عاصمة أوروبية أخرى. غير أن المصادر الدبلوماسية الفرنسية تؤكد أن العمل الجدي على ذلك يفترض قيام المصالحة الفلسطينية مع حكومة جديدة، وتشكيل حكومة إسرائيلية، ورؤية التوجهات التي ستسلكها. وبحسب هذه المصادر فإن باريس التي تشدد على أهمية أن يكون عام 2009 «عام السلام في المنطقة»، تريد أن توفر القمة الموعودة «مع أوسع مشاركة»، مما تعتبره الأمر الأهم، وهو «الإرادة السياسية للوصول إلى السلام».

وتميز باريس بين خطتها ورغبة روسيا في استضافة مؤتمر سلام في موسكو يكون استكمالا لمؤتمر أنابوليس المحصور عمليا بالنزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، لكن مصادر دبلوماسية فرنسية ترى أن مؤتمر موسكو «أصبح بعيد المنال لأن واشنطن لم تعد تتحدث أبدا عن أنابوليس». وباعتبار أن باريس تريد أن تضع خطتها في إطار السلام الشامل، فإنها تعتبر أن مبادرة السلام العربية يجب أن تكون إحدى الصيغ المطروحة للتوصل إليه، وفضلا عن ذلك ترى باريس أن الرياض «تعرف خفايا الملف الفلسطيني»، وتذكر أنها قامت بحمل الأطراف الفلسطينية على توقيع اتفاق مكة. وقامت باريس باختصار شروط الانفتاح على حماس بأن أخذت تطلب منها أن تعترف بالمبادرة العربية للسلام لفتح باب الحوار معها.

وتولي باريس عملية المصالحة الجارية حاليا في العالم العربي له أهمية كبرى، وبحسب ما قاله مصدر رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط» فإن فرنسا تريد أن «تواكبها»، خصوصا مع انفتاح واشنطن على دمشق، و«تشجع» سورية بالسير في عمليات المصالحة العربية التي تعتبر أنها «ستنعكس إيجابا على لبنان».

ويشكل الموضوع الأفغاني أحد أهم الملفات التي يريد كوشنير التباحث بشأنها مع السلطات السعودية، خصوصا على ضوء المستجدات الأفغانية، مثل رغبة أميركا في الانفتاح على بعض «طالبان»، وتعزيز القوات الأميركية والأطلسية، وخلافها.