الموصل: جدل بين مجلسي المحافظة الجديد والمنتهية ولايته حول بقاء القوات الأميركية

النجيفي الفائز بأغلبية الأصوات: من يقول إن مدينتنا الأخطر في العالم.. يريد تحويلها إلى ساحة حرب دائمة

TT

تشهد مدينة الموصل جدلا حول تصريحات قائد القوات الاميركية في العراق التي لمح فيها الى احتمالية بقاء قواته في الموصل، مركز محافظة نينوى، بسبب الوضع الامني الهش فيها والهجمات المسلحة التي تنفذها عناصر تنظيم القاعدة بشكل شبه يومي. وكان الجنرال ريموند اوديرنو، قائد القوات الأميركية في العراق أكد أن تواصل القتال ضد المتمردين في مدينة الموصل ربما يؤدي الى بقاء قواته فيها لما بعد موعد 30 يونيو (حزيران) المقرر لمغادرة القوات القتالية الاميركية من المدن العراقية، وفقا للاتفاقية الامنية المبرمة بين العراق والولايات المتحدة، غير انه اشار الى ان بقاء قواته مرهون بتقدم الحكومة العراقية بمثل هذا الطلب.

ومن جانبه، أكد دريد كشمولة، محافظ نينوى المنتهية ولايته، حاجة محافظته الى بقاء القوات الاميركية حتى استكمال الاجهزة الامنية لاستعداداتها لتسلم ملفها الامني، غير أن اثيل النجيفي، مسؤول قائمة الحدباء في الموصل، التي فازت بأغلبية الاصوات في الانتخابات المحلية، قال إن بقاء القوات الاميركية في محافظة نينوى يجب ان يبحث مع المجلس الجديد للمحافظة وليس مع المجلس المنتهية ولايته.

وقال كشمولة لـ«الشرق الاوسط» ان مدينة الموصل تعتبر من كبريات المدن العراقية التي واجهت تحديات امنية كبيرة بوجود تنظيمات «القاعدة»، مؤكدا ان وجود القوات الاميركية سيكون مساندا لوجود القوات العراقية حتى تستكمل استعداداتها النهائية.

وحول التحديات الامنية التي تواجهها المدينة الآن قال ان «الموصل قد استعادت بعض عافيتها بعد العمليات العسكرية التي جرت وتجري فيها وان مطاردة الخارجين عن القانون سيعيد لها القها وعافيتها الامنية بشكل اكبر». غير ان النجيفي قال إن «مسألة إطالة بقاء القوات الاميركية في الموصل يجب ان تبحث مع الإدارة المحلية المقبلة في محافظة نينوى وليس مع الإدارة المحلية التي انتهت ولايتها وتستعد لتسليم مهامها وترك مواقعها».

واضاف النجيفي، الذي فازت قائمته (الحدباء) بـ19 مقعدا من 37 هي مجموع مقاعد مجلس محافظة نينوى، بأنه ينظر إلى الأمن في المحافظة على انه «وضع يمكن معالجته بسهولة»، منوها بأن «مثل هذه التصريحات، مجرد محاولات من بعض القوى السياسية التي لا ترى لنفسها مكانا لها بعد رحيل القوات الأميركية من المدن».

وأشار النجيفي الى «وجود خروقات كثيرة في الوضع الأمني في محافظة نينوى»، وقال «نحن واثقون بان الأجهزة الأمنية في المحافظة قادرة على معالجة كثير من الأمور ولا نعتقد ان هناك قوة خارجة على القانون لديها القدرة على مجاراة القوى الأمنية في معركة طويلة»، مشددا على ان «عدد القوات الامنية في محافظة نينوى كبير، وحين يتطلب الامر ما يتعدى ذلك فان حكومة بغداد جاهزة لدعم الأمن».

ونقلت وكالة (أصوات العراق) عن مسؤول قائمة الحدباء «هناك اقاويل تثار حول الموصل على أنها المدينة الأخطر في العالم، وان تنظيم القاعدة مسيطر فيها»، مضيفا «نحن ننظر إلى هذه الاقاويل على انها محاولات لجعل المدينة معسكرا دائما وساحة حرب، وهي ايضا عرقلة لعملية الإعمار والتنمية فيها، لكن لا بد للعراقيين ان يتحملوا مسؤولية اعمار مدنهم وبناء مسيرة بلدهم».