وزير الدفاع الكويتي: الكويت وفرنسا تنويان التعاون في الميدان النووي السلمي

مصادر رسمية فرنسية لـ«الشرق الأوسط» : ساركوزي في الخليج في مايو لتدشين قاعدة عسكرية في أبوظبي

وزير الدفاع الكويتي الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح لدى وصوله إلى قصر الإليزيه بباريس أمس (إ.ب.أ)
TT

حفلت زيارة نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الكويتي الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح إلى باريس بلقاءات على أعلى المستويات شملت رئيس الجمهورية نيكولا ساركوزي ورئيس الحكومة فرنسوا فيون ونظيره هيرفيه موران. كذلك شكلت زيارة وزير الدفاع والوفد العسكري الذي يرافقه فرصة لزيارة قاعدة عسكرية فرنسية في محلة كراي للاطلاع على أحدث ما تنتجه مصانع الدفاع الفرنسية.

وقال الوزير الكويتي عقب لقائه ساركوزي في قصر الإليزيه بعد ظهر أمس إنه تناول مع الرئيس الفرنسي مسائل الطاقة ليؤكد أن البلدين سيتعاونان في ميدان الطاقة النووية. ولم يعط الشيخ جابر تفاصيل عن جدول زمني، كذلك امتنعت مصادر الإليزيه عن الكشف عن تفاصيل دقيقة. وقال الوزير الكويتي: «تناولنا مواضيع الطاقة ومنها الطاقة النووية». ولما سئل عما إذا كان التعاون يشمل شراء مفاعلات، اكتفى بالرد «ربما».

وجاءت زيارة الوزير الكويتي إلى باريس بعد مرور شهر على زيارة الرئيس الفرنسي إلى الكويت في إطار جولة خليجية قادته أيضا إلى عمان والبحرين. ويأتي الحديث عن التعاون النووي في إطار السياسة الفرنسية التي اتبعها ساركوزي منذ وصوله إلى الإليزيه ربيع عام 2007 حيث جعل من التعاون النووي مع الدول المتوسطية والعربية والخليجية أحد أعمدتها. وحتى الآن، وقعت باريس اتفاقات أو مذكرات تفاهم مع الإمارات وقطر والبحرين الأردن وقبل ذلك مع ليبيا.

ولم ينف الوزير الكويتي الأخبار التي نقلتها صحيفة «فايننشيال تايمز» هذا الأسبوع والتي أكدت أن شركة أريفا المختصة بالطاقة النووية تبحث عن مستثمرين يدخلون في رأس مالها وأنها توجهت بالطلب إلى صناديق سيادية خليجية. وصباحا امتنعت وزيرة الاقتصاد كريستين لاغارد أن تنفي أو تؤكد الخبر. واكتفى نائب رئيس مجلس الوزراء الكويتي بالقول «لسنا بعيدين عن الحقيقة» ليضيف بعدها أن هذه المسائل «مواضيع اقتصادية تناقش بين الاختصاصيين». وترتبط فرنسا والكويت باتفاق دفاعي يعود للتسعينات ويريد البلدان تجديده وإعطاءه زخما جديدا. وفي هذا السياق يبحث الطرفان بيع سرب أو سربين من طائرة رافال الفرنسية المقاتلة والمعترضة إلى الكويت. وحتى الآن، لم تنجح شركة داسو للطيران التي تصنع الطائرة في إيجاد زبائن خارجيين لها بحيث أن الزبون الوحيد هو الجيش الفرنسي بقوتيه الجوية والبحرية. وأكد الوزير أن الكويت مهتمة بشراء طائرات مقاتلة فرنسية من نوع رافال.

وقال الشيخ جابر إن «الرافال طائرة ممتازة إلا أن قرار (شرائها) يعود إلى القوات المسلحة الكويتية. نرغب كثيرا بأن نضمها إلى قواتنا المسلحة».

ولا ينحصر بحث الجانبين على طائرة رافال بل يتعداه إلى السلاح البحري حيث يجريان مباحثات حول شراء الكويت فرقاطة من صنع فرنسي أو أكثر. وسبق للكويت أن اشترت ثماني بوارج حراسة سريعة من فرنسا قبل أعوام. لكن الصفقة عانت من بعض الأعطال التي لحقت بالبواخر.

وتسعى باريس لتعزيز مواقعها في منطقة الخليج. وقالت مصادر فرنسية رسمية واسعة الاطلاع لـ «الشرق الوسط» إن الرئيس الفرنسي سيقوم بزيارة إلى المنطقة في شهر مايو (أيار) القادم من أجل تدشين القاعدة العسكرية التي تقيمها فرنسا في أبوظبي.