أحمدي نجاد: العقوبات الدولية على إيران إجراءات «صبيانية»

الإفراج بكفالة عن أمينة السر السابقة لمركز المدافعين عن حقوق الإنسان

TT

وصف الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، الجمعة، العقوبات الدولية المفروضة على بلاده بأنها إجراءات «صبيانية»، وذلك غداة قيام الولايات المتحدة بتمديد العقوبات النفطية على إيران لمدة سنة.

وقال الرئيس الإيراني، حسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، مخاطبا القوى العظمى: «لو لم تعملوا على قطع الطريق علينا، لما كانت إيران أصبحت قوة نووية، ولما كان أصبح لها وجود في الفضاء».

ويشير الرئيس الإيراني بذلك إلى أول قمر صناعي إيراني وضع في المدار في الثاني من فبراير )شباط (الماضي وأطلق عليه اسم «اوميد».

وأضاف أحمدي نجاد في كلمة ألقاها في مدينة العسالوية في جنوب البلاد، حيث كان يدشن مصفاة غاز: «يعتقدون أن هذه الإجراءات الصبيانية يمكن أن تقطع الطريق أمام أمة عظيمة في سعيها العلمي نحو الكمال». وتابع: «أنتم تأخذون قراراتكم، ونحن نقوم بالعمل المتوجب علينا، لأنكم، أكنتم تدرون أم لا تدرون، فقد فتحتم لنا الطريق أمام التقدم، وأنتم اصغر من أن تعرقلوننا الآن».

ويأتي كلام الرئيس الإيراني غداة إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما تمديد الحظر النفطي على إيران لمدة سنة، ويشمل بشكل أساسي امتناع أي شركة أميركية عن تطوير الصناعة النفطية الإيرانية. وكان هذا القرار اتخذ عام 1995 ضد إيران بعد أن اعتبرت الولايات المتحدة أنها تدعم الإرهاب وتسعى لامتلاك أسلحة دمار شامل.

ومن جهة أخرى أعلنت المحامية الإيرانية الحائزة على جائزة نوبل للسلام شيرين عبادي، الجمعة، لوكالة الصحافة الفرنسية، الإفراج بكفالة عن أمينة السر السابقة لمركز المدافعين عن حقوق الإنسان الذي تديره، الذي كانت السلطات الإيرانية أغلقته في ديسمبر (كانون الأول) بتهمة علاقات مع البهائية المحظورة في إيران.

وأسست مجموعة محامين من بينهم شيرين عبادي، مركز المدافعين عن حقوق الإنسان الذي يندد بتفاقم وضع حقوق الإنسان في إيران. وصرحت عبادي أنه تم الإفراج عن جنوس صبحاني «بعد دفع كفالة قيمتها 700 مليون ريال (70 ألف دولار) الأربعاء من قبل أسرتها».

وقالت عبادي إنه لا يمكنها التعليق على التهم الموجهة إلى مساعدتها السابقة لأنها لم «تطلع على ملف» الاتهامات.

وفي يناير (كانون الثاني) قال المتحدث باسم القضاء علي رضا جمشيدي، إن صبحاني متهمة بـ«الدعاية ضد النظام، وبالمس بالأمن القومي».

وقالت وكالة «فارس»، المقربة من المحافظين، إنه تم توقيفها لأنها «شكلت منظمة بهائية في إيران». وظهرت البهائية، نسبة إلى ميزار حسين علي النوري، الملقب ببهاء الله (1817-1892) في إيران في 1863، وهم يعتبرون أن بهاء الله آخر الأنبياء المرسلين، في حين يؤمن المسلمون بأن النبي محمد هو خاتم الأنبياء.

وقد نفي بهاء الله لمدة أربعين عاما، وتوفي في 1892 ودفن قرب مدينة حيفا داخل إسرائيل حاليا، التي يوجد فيها محفلهم. وكان أتباع البهائية تعرضوا للقمع في عهد شاه إيران الذي أطيح به في 1979.

ومن جهة ثانية، أعلن نائب الرئيس الإيراني، اسفنديار رحيم مشائي، أن إيران تؤيد إجراء مناقشات متعددة الأطراف حول أفغانستان، لكنها لم تتسلم دعوة رسمية إلى المؤتمر الدولي المقرر عقده في 31 مارس (آذار).

وقال مشائي لصحافيين بوساطة مترجم في أوتاوا، التي وصلها للقاء الجالية الإيرانية: «تلقينا معلومات عن انفتاح (وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري) كلينتون. لكننا لم نتلق دعوة رسمية إلى أي قمة». وأضاف مشائي: «أرغب في أن أضيف أن أي مناقشات تتعلق بأفغانستان مهمة ونحن ندعمها... وسواء كانت المناقشات ثنائية أو متعددة الأطراف حول أفغانستان، فهي مهمة».

وسيعقد مؤتمر رفيع المستوى حول مستقبل أفغانستان في 31 مارس (آذار) في لاهاي تحت إشراف الأمم المتحدة، كما ذكرت هولندا.

واقترحت كلينتون الأسبوع الماضي عقد هذا المؤتمر، وتحدثت عن إمكانية توجيه دعوة إلى إيران. وأوضح مشائي أن إيران ترغب في معرفة مزيد من التفاصيل عن جدول أعمال المؤتمر قبل أن تتخذ قرارا بالمشاركة.

ورأى نائب الرئيس الإيراني أن محاولات القوة الدولية للمساعدة على إحلال الأمن في أفغانستان (إيساف) التابعة لحلف شمال الأطلسي «لم تكن ناجحة»، مؤكدا أن أمن هذا البلد أمر يعني جيرانه، خاصة إيران.

ورحب مشائي بمغادرة القوات الكندية أفغانستان في 2011. وقال إن طهران ترغب في التعاون مع كندا «للتخفيف من الأزمة الأمنية في أفغانستان والتخطيط لمرحلة ما بعد انسحاب القوات الكندية».

وقد نشرت كندا في منطقة قندهار أكثر من 2700 جندي تنتهي مهمتهم في 2011. وساءت العلاقات بين كندا وإيران منذ وفاة المصورة الصحافية الإيرانية الكندية زهرة كاظمي أثناء توقيفها في 2003.

ويزور مشائي كندا للقاء الإيرانيين المقيمين فيها، ولا يتضمن برنامجه الاجتماع مع مسؤولين كنديين.

وقال وزير الخارجية الكندي لورانس كانون، إن «الشعب الإيراني سيستفيد كثيرا إذا كانت أفغانستان مستقرة وآمنة. ونشجع حكومة جمهورية إيران الإسلامية على الاضطلاع بدور بناء في شؤون البلدان المجاورة». وأضاف أن «كندا دعت الحكومة الإيرانية إلى اتخاذ التدابير الملائمة للحؤول دون تقديم أي دعم إلى المجموعات المتمردة في أفغانستان».