السفير البريطاني ببغداد: سلوك إيران إزاء العراق مخيب للآمال.. وسيؤثر على سمعتها لدى الشيعة

برنتس كشف لـ«الشرق الأوسط» عن محادثات مع بغداد لإبرام اتفاقية أمنية ثانية

TT

كشف السفير البريطاني في بغداد كرستوفر برنتس عن بدء اجتماعات أولية مع الحكومة العراقية، بهدف الاتفاق على توقيع اتفاقية أمنية ثانية بين البلدين، مشيرا إلى أنها ستكون اتفاقية محدودة فقط، لتحديد بعض المهام التدريبية بعد انسحاب قوات بلاده، وان الحكومة البريطانية لا تفكر في إقامة قواعد عسكرية بريطانية في هذه البلاد. وأشار كرستوفر إلى العلاقات الإيرانية العراقية خلال حوار أجرته معه «الشرق الأوسط» في مقره ببغداد بأنها ذات تاريخ «مخيب للآمال، خاصة في السنوات الماضية لأن التصرف الإيراني كان سلبيا جدا، خصوصا في الجنوب العراقي بشكل عام».

وقال برنتس في بداية حديثه «قبل تولي مهام عملي في بغداد كنت على قناعة تامة بأن العمل في هذا البلد سيكون مثمرا ومثيرا للاهتمام، وأنا قضيت أكثر من سنة ونصف السنة، ولاحظت وجود تقدم واسع في الواقع العراقي خلال نفس الفترة، وأيضا تطور عمل سفارتنا وتنوع عملها، وحاليا نركز على تطوير شراكة شاملة وعلاقات واسعة النطاق مع العراق والتقليل من التركيز على الجانب العسكري ودور قوات التحالف».

وعن حجم التمثيل العسكري والسياسي والدبلوماسي البريطاني بعد انسحاب قوات بلاده المقرر في يوليو (تموز) المقبل، قال برنتس «أنا فخور جدا بالتطور الأمني الحالي وأيضا دورنا العسكري في العراق كجزء من قوات التحالف، فالهدف الرئيسي من وجود قواتنا الآن هو تقويم وتدريب القوات المسلحة العراقية، كي تكون قادرة على تسلم المسؤولية التامة في بلدهم، في البصرة وجنوب العراق بشكل عام والذي كان مركز عملياتنا سابقا».وأضاف برنتس أن «انتقال مسؤولية الملف الأمني لأيدي القوات العراقية في ديسمبر (كانون الأول) 2007، كان نقطة مهمة في تحول علاقتنا ودورنا واستعداد القوات العراقية للسيطرة على الأوضاع الأمنية، خاصة بعد عملية صولة الفرسان قبل عام من الآن، حيث كانت العملية برئاسة رئيس الوزراء العراقي وبمساعدة قوات التحالف، والتي أصبحت نقطة تحول امني للبلد ككل وليس الجنوب العراقي فقط، وتراجعت بعدها نفوذ وسيطرة الميليشيات وتجدد الأمل لدى العراقيين وزيادة ثقتهم بحكومتهم وقواتهم، وقناعتهم بضرورة التقدم الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، وهذا أعده تحولا مهما في التاريخ الحديث للعراق، وما نفخر به هو أن القوات التي قمنا بتدريبها في الجنوب هي الآن تسيطر على الأمن وبمساعدتنا تمكنوا من استعادة الأمن بشكل كامل».

وحول إقامة قواعد عسكرية بريطانية ثابتة بعد الانسحاب، قال السفير البريطاني «لا توجد لدينا فكرة عن إقامة قواعد دائمة في العراق إطلاقا، وانسحاب قواتنا من البصرة خلال الأشهر القليلة المقبلة يجري بموجب اتفاقية، لكننا نحتاج لاتفاقية ثانية تنظم بقاء جزء من القوات التي ستكون مهمتها التدريب، وبموجبها سنقوم بدورة تدريبية للقوات البحرية والضباط والنظام المتقدم»، مضيفا أن «دورنا العسكري سيكون محدودا للتدريب والمساعدة التقنية، وأي مجال يكون مقبولا من الجانب العراقي فلن يكون هناك وحدات عسكرية بريطانية ثابتة أو وجود عسكري، بل التدريب فقط، لذلك وفي هذا المجال مستقبل علاقتنا ستكون طبيعية كحال علاقتنا الأخرى مع دول الإقليم».

وبشأن الاتفاقية الأمنية الثانية، قال برنتس إن «الاتفاقية الحالية تعطينا الأساس القانوني ودورا محددا لفترة تنتهي في يوليو (تموز) من هذا العام، بعد ذلك سنحتاج لاتفاقية ثانية مع الحكومة العراقية، وسنقوم بمفاوضات ابتدائية سريعة مع الجانب العراقي حول هذه الاتفاقية، وستكون اتفاقية سهلة ومبسطة ولا تماثل الاتفاقية العراقية الأميركية، بل أشبه بمذكرة تفاهم بين الجانبين». إلى ذلك، دعا برنتس طهران إلى إعادة النظر بسياستها إزاء العراق، وقال «آمل أن تقوم إيران بدور ايجابي تجاه العراق مستقبلا، لان العراق وإيران جيران ويجب أن تكون العلاقات بينهما مثمرة وتؤسس على مبدأ الاحترام المتبادل والمساواة»، وأضاف مؤكدا أن «تاريخ السلوك الإيراني في العراق، خاصة خلال السنوات الماضية كان تاريخا مخيبا للآمال، لان التصرف الإيراني كان سلبيا جدا، خصوصا في الجنوب العراقي بشكل عام، حيث شجعت إيران على تكوين الميليشيات وتمويلها وتسليحها، لكن الآن اعتقد أن على إيران إعادة النظر بهذه التصرفات، لأنها تؤثر على سمعة إيران، خاصة لدى العراقيين الشيعة وممكن أن يعترفوا أن هذه السياسات سلبية وتناقض المصالح الإيرانية بعيدة الأمد تجاه العراق».

وحول مستقبل مدينة البصرة، قال «إن هناك فرصا أمام أهالي البصرة لتطوير مدينتهم وجعلها منطقة بارزة في الخليج، وأنا متفائل انه بعد 20 عاما سوف تصبح البصرة بندقية الخليج أو دبي الثانية، وليس هناك أي فرصة لإيران ولأي قوة أخرى لمنع حدوث هذا التطور، لان البصريين قادرون على تطوير مستقبلهم المشرق وان تكون لديهم رؤية مشرقة».