الصومال: تأكيدات للشيخ شريف باستمرار أوغندا وبوروندي في قوات حفظ السلام

حركة الشباب تتعهد بالثأر لـ13 صوماليا وجدت جثثهم في مقبرة بموقع سابق للقوات الإثيوبية

TT

تعهد مختار روبو (أبو منصور) أحد أبرز قيادات حركة «الشباب المجاهدين» المناوئة للسلطة الانتقالية وللتواجد العسكري الأجنبي في الصومال، بالثأر لنحو 13 صوماليا وجدت جثثهم بمحض الصدفة في معسكر كانت القوات الإثيوبية تتخذه مقرا لها قبل انسحابها من مدينة بيداوة جنوب البلاد مطلع العام الجاري.

واتهم أبو منصور، الذي يشغل أيضا منصب الناطق الرسمي باسم الحركة، في تصريحات تلقت «الشرق الأوسط» نصها، القوات الإثيوبية بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية ضد المدنيين العزل في الصومال، داعيا إلى التحقق من احتمال وجود مقابر جماعية أخرى للمزيد من المدنيين الذين قتلوا على أيدي القوات الإثيوبية التي دخلت إلى البلاد لدعم سلطة الرئيس الانتقالي المستقيل عبد الله يوسف.

وجاءت تصريحات أبو منصور في وقت سعى فيه الرئيس الصومالي الشيخ شريف شيخ أحمد إلى إقناع أوغندا وبوروندي باستمرار تواجد قواتهما العسكرية ضمن القوات التي نشرها الاتحاد الأفريقي العام قبل الماضي، بهدف المساعدة على حفظ السلام وضمان الاستقرار في الصومال، التي تعانى منذ عام 1991 حربا أهلية طاحنة وفوضى سياسية وأمنية عارمة.

وقام أمس الرئيس الصومالي بزيارة إلى العاصمة الأوغندية كمبالا لإجراء مشاورات مع الرئيس يورى موسيفينى، قادما من العاصمة البوروندية بوجمبورا، حيث أجرى محادثات مع الرئيس البوروندي بيير نكورانزيزا، في زيارة دامت يومين هي الأولى من نوعها للشيخ شريف منذ تنصيبه مطلع العام الجاري رئيسا للصومال خلفا للرئيس المستقيل عبد الله يوسف. وبحث شريف خلال تواجده في أوغندا وبوروندي كيفية التغلب على المصاعب التي تكتنف عمل قوات حفظ السلام الأفريقية وتقليل خسائرها المادية والبشرية جراء الهجمات التي تتعرض لها خلال عملها في الصومال على أيدي المتطرفين الإسلاميين.

وجدد الشيخ شريف تأكيده، في تصريحات أدلى بها في كمبالا أمس، على عزم حكومته تطبيق الشريعة الإسلامية في الصومال، في محاولة لإقناع مختلف الجماعات الإسلامية المناوئة لها بالتوقف عن حمل السلاح ضدها أو شن المزيد من الهجمات ضد قوات حفظ السلام الأفريقية.

ولدى بوروندي حاليا في العاصمة الصومالية مقديشو وحدة عسكرية مكونة من نحو 1700 جندي محترف في إطار قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي، التي تضم أيضا وحدات عسكرية مماثلة من أوغندا.

وأكد تقرير بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، الأخير حول الصومال، أن هناك شكا فيما إذا كانت بعثة حفظ السلام هي الوسيلة المناسبة لدعم المسار السياسي في الصومال.

وأعلن الناطق باسم الاتحاد الأفريقي مؤخرا أنه تقرر مد تفويض قواته العسكرية في الصومال لثلاثة أشهر أخرى، مشيرا إلى «أن التمديد سيتيح للأمم المتحدة فرصة إعداد قوة حفظ سلام خاصة بها في الصومال بحلول منتصف العام الجاري».

من جهته، قال أحمد ولد عبد الله، مبعوث الأمم المتحدة الخاص بالصومال، إن الأزمة الصومالية بدأت تعود مجددا إلى أجندة المجتمع الدولي، لافتا إلى أنها ستناقش في الاجتماع الذي سيعقده مجلس الأمن الدولي في العشرين من الشهر الجاري، بالإضافة إلى القمة العربية التي ستعقد بالعاصمة القطرية الدوحة في الثلاثين من نفس الشهر، معربا في بيان بعث به لـ«الشرق الأوسط» عبر البريد الإلكتروني من مدينة نيويورك الأميركية، عن سعادته بما وصفه بالتطورات الإيجابية الراهنة في الصومال.