الرئيس الصومالي يحذر من ارتكاب جرائم باسم الدين

مصرع 15 شخصا في اشتباكات بين مقاتلي الشباب وميليشيات الطرق الصوفية

احد افراد طاقم السفينة المصرية المحررة من القراصنة يعانق اولاده بعد وصوله إلى مطار القاهرة أمس (رويترز)
TT

حذر الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد الصوماليين مما وصفه «بارتكاب جرائم بحق الشعب الصومالي باسم الدين، وبحجة تطبيق الشريعة الإسلامية». وقال الرئيس الصومالي، الذي كان يتحدث في لقاء مع الجالية الصومالية في العاصمة الأوغندية كمبالا التي يزورها حاليا «إن أكبر جريمة هي التي ترتكب باسم الله وباسم الدين، ليس لدى الشعب الصومالي مشكلة دينية، إنما المشكلة عدم وجود قيادة عادلة وفعالة منذ فترة طويلة». وجدد الرئيس عزم حكومته تطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد في محاولة لإقناع تلك الفصائل «بأننا مستعدون لتطبيق الشريعة كأساس لنظام الحكم في البلاد، وليس لدينا أدنى تردد في ذلك»، وأضاف الرئيس الصومالي «ليس لدى كل من يدعي أنه يسعى إلى تطبيق الشريعة الإسلامية أي مبرر للقتال من أجل تحقيق ذلك». وأشار إلى وجود أمور كثيرة تحتاج إلى خبرات فنية ووقت إضافي لتطبيق الشريعة في الصومال».

وكان عدد من الفصائل الإسلامية المعارضة للحكومة الصومالية قد شككت في مصداقية قرار الحكومة بشأن تطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد، وقال أحد قادة تنظيم الشباب المعارض معلقا على ذلك «ليس هناك معنى لشريعة إسلامية يحرسها الكفار (القوات الأفريقية) وتباركها الولايات المتحدة».  في هذه الأثناء لقي 15 شخصا على الأقل مصرعهم في اشتباكات بوسط الصومال بين مقاتلي تنظيم الشباب المعارض للحكومة الصومالية وبين ميليشيات الطرق الصوفية. وقد اندلع القتال بين الطرفين صباح اليوم بالقرب من مدينة «عيل بور» على بعد نحو 300 كم إلى الشمال من العاصمة مقديشو وتمتد المواجهات بينهما في عدد من القرى الريفية. وخاضت الميليشيات الإسلامية المتحاربة بوسط الصومال معارك دموية في المنطقة خلال الأشهر الماضية.  وتعد هذه الاشتباكات بين مقاتلي تنظيم الشباب وميليشيات الطرق الصوفية امتدادا لمعارك دموية جرت بين الطرفين في مناطق مختلفة من وسط الصومال خلال الأشهر الماضية والتي راح ضحيتها العشرات من مقاتلي الجانبين. ودارت الاشتباكات الأخيرة صباح اليوم بالقرب من مدينة عيل بور على بعد نحو 300 كم إلى الشمال من مقديشو، وأفاد شهود عيان بمصرع 15 شخصاً على الأقل في هذه المعارك التي امتدت أيضا إلى عدد من القرى الريفية في المنطقة. وقال متحدث باسم مليشيات الطرق الصوفية إنهم يسيطرون على الوضع في المنطقة وإنهم قتلوا عددا كبيرا من مقاتلي التنظيم في هذه المعارك التي استمرت على مدى يومين، لكن متحدثا باسم الحزب الإسلامي نفى ذلك واتهم الطرف الآخر بأنه يتلقى دعما من إثيوبيا لمحاربة المجاهدين. وهناك مخاوف من اندلاع المواجهات بين الجانبين في جبهات أخرى في المنطقة، حيث يسعى كلاهما إلى بسط نفوذه فيها. وتتهم حركة شباب المجاهدين جماعات الطرق الصوفية بأنها مدعومة من إثيوبيا لمحاربة مقاتليها الذين يسيطرون على مساحات واسعة من جنوب الصومال.

وتنفي جماعات الطرق الصوفية المعروفة أيضا بأهل السنة والجماعة هذه التهمة عن نفسها وتتهم تنظيم الشباب بمحاربة الطرق الصوفية وفرض نظام متشدد في المنطقة. وزاد من حدة التوتر بين أنصار الطرق الصوفية وتنظيم الشباب قيام مقاتلي الأخير بهدم بعض القبور والمزارات في جنوب الصومال بحجة مخالفتها للشريعة الإسلامية. ويرى المراقبون أنه بعد الحروب القبلية الطويلة التي اجتاحت الصومال في السنوات الماضية فإن تحول هذا الصراع إلى حرب أيديولوجية بين جماعات الطرق الصوفية وبين المقاتلين الإسلاميين من تنظيم الشباب والحزب الإسلامي بات أمرا محتملا أكثر من أي وقت مضى.