دارفور: قلق أميركي من تدهور أوضاع النازحين.. ومسؤولو إغاثة يخشون تفشي الأمراض

سكان معسكرين كبيرين في جنوب دارفور يرفضون معونات مقدمة من منظمات حكومية

ألبرتو فيرناندز القائم بالأعمال الأميركي خلال جولة له قبل أيام في معسكر زمزم للنازحين بدارفور (رويترز)
TT

أعربت الولايات المتحدة أمس، عن قلقها من شح في موارد الإغاثة بأحد أكبر معسكرات النازحين في شمال دارفور، فيما خشي مسؤولو منظمات الإغاثة من تفشي جديد للأمراض في اثنين من المخيمات.

وقالت السفارة الأميركية في الخرطوم في بيان أرسلت نسخة منه إلى «الشرق الأوسط»، إن واشنطن تعرب عن بالغ قلقها بشأن الأزمة الإنسانية المتصاعدة بمعسكر زمزم للنازحين بشمال دارفور، وأضافت أن أكثر من 36 ألف نازح يواجه شحا شديدا في موارد الإغاثة المخصصة للمعسكر بعد الاشتباكات التي حدثت بين المتمردين والحكومة السودانية الشهر الماضي. وأشارت إلى أن الأزمة تفاقمت بعد قيام الحكومة السودانية بطرد 16 منظمة أجنبية بينها 3 منظمات وطنية، تعتبر من المنظمات الأساسية في العمل الإنساني. وقال بيان السفارة إن «الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى المتبقية إلى جانب جهات أخرى، حاولت أن تجد حلولا لسد الفجوة الناتجة عن هذا الظرف الطارئ «إلا أن شح مياه الشرب ما زال مستمرا كما تسبب هذا النزوح المتزايد في عدم توافر المكان لاستيعاب هذا الكم الهائل من النازحين»، وحثت واشنطن الخرطوم بالتعاون اللصيق مع منظمة الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات للإسراع بإيجاد الحل للمتطلبات الضرورية من مياه الشرب وتخصيص المزيد من الأمكنة لإنشاء معسكرات للنازحين في كافة مناطق دارفور قبل أن تتدهور الأوضاع الإنسانية. من جهة ثانية قال مسؤولو منظمات إغاثة، إن هناك مخاوف من تفش جديد للأمراض في اثنين من المخيمات بإقليم دارفور بعد رفض السكان السماح لمنظمات إغاثة تدعمها الحكومة السودانية بالدخول للحلول محل موظفي الإغاثة المطرودين. وقال مسؤولو الإغاثة بالحكومة السودانية إن المنظمات الدولية الباقية وعشرات الجماعات المحلية التي تعتزم السلطات إدخالها إلى المنطقة ستغطي نشاط المنظمات المطرودة، لكن مسؤولي الإغاثة ونشطاء قالوا إن سكان معسكري «كلمة» و«كاس» الكبيرين في جنوب دارفور يرفضون الجماعات التي تدعمها الحكومة على الرغم من نقص الأدوية والأغذية والمياه النقية. وقال حسين أبو شاراتي ـ الذي يقول إنه يمثل النازحين الدارفوريين المقيمين في 158 معسكرا ـ إن سكان معسكر كلمة اجتمعوا واقترعوا على رفض كل المعونات من الجماعات السودانية. وقال لـ «رويترز» إنهم لا يعتبرون هذه الجماعات منظمات إغاثة وإنما يعتبرونها أدوات في أيدي الحكومة.

وقال موظف إغاثة تابع لإحدى الجماعات المطرودة اشترط عدم ذكر اسمه «إن النازحين في كلمة وكاس يرفضون دخول الحكومة وجماعات المعونة المحلية حتى ولو كان ذلك يعني الحصول على كميات أقل من المياه أو المخاطرة بانتشار الأمراض». وقال إن السكان أوقفوا تسليم شحنات حكومية من الوقود لمولداتهم من أجل ضخ المياه العذبة في المعسكر مما زاد من خطر انتشار أمراض مثل الكوليرا. ورفض قادة المعسكر السماح لمسؤولي وزارة الصحة بتحصين السكان ضد تفشي مرض الالتهاب السحائي.