ألمانيا تفتح ذراعيها لمسيحيي العراق وتستقبل أول دفعة قادمة من سورية

وسط اتهامات لها بـ«التمييز».. وتخوّف من اختفاء بعض الطوائف المسيحية

أول دفعة من اللاجئين العراقيين تصل إلى مطار هانوفر أمس (إ ب أ)
TT

فيما وصلت أمس إلى هانوفر أول دفعة من أصل 2500 لاجئ عراقي، قبلت ألمانيا استقبالهم، أعربت الحكومة الألمانية عن ترحيبها باللاجئين العراقيين الذين وصلوا على متن طائرة قادمة من دمشق، ودعت على لسان مفوضتها لشؤون الاندماج ماريا بومر إلى استقبال اللاجئين بـ«ذراع مفتوح».

وأكدت بومر على ضرورة العمل على مساعدة اللاجئين للاندماج بشكل سريع في المجتمع الألماني. وأضافت «من واجبات الإنسانية أن نقدم المساعدة السريعة لمن يحتاجون الحماية ونستقبلهم عندنا». وينتمي معظم اللاجئين الذين وصلوا أمس إلى الأقلية المسيحية في العراق، وهم أفراد 31 عائلة تتكون من 51 رجلا و 71 امرأة، بينهم 35 من الأطفال والمراهقين. ونُقل اللاجئون بالحافلة إلى معسكر فريدلاند بالقرب من مدينة جوتينجن، باستثناء أسرة واحدة مريضة. وحسب وكالة الأنباء الألمانية، سيحضر بعض اللاجئين دورات لمساعدتهم على الاندماج داخل المعسكر، قبل أن يتم توزيعهم بعد ذلك على الولايات المختلفة.

وكان الاتحاد الأوروبي وافق في سبتمبر (أيلول) الماضي على استقبال عشرة آلاف لاجئ عراقي، في حين أعلنت ألمانيا أنها ستفتح أبوابها أمام 2500 لاجئ. ووصفت منظمات الإغاثة هذه الخطوة بـ«الإشارة الإنسانية المهمة». من جهته قال أوفيه شونيمان وزير داخلية ولاية سكسونيا السفلى، الذي كان في استقبال اللاجئين العراقيين أمس، انه يتعين على السلطات أن تعمل على منح هؤلاء اللاجئين تصاريح عمل «بأقصى سرعة ممكنة». وأضاف المسؤول الألماني في تصريحات لإذاعة (راديو برلين براندنبورغ)، «من مصلحتنا أن يتمكنوا من كسب قوتهم بأنفسهم، وأن يندمجوا في المجتمع بأقصى سرعة». وتوقع شونيمان ألا تتاح الفرصة مجددا لهؤلاء الأشخاص للعودة إلى العراق مرة أخرى. وقوبل قرار ألمانيا جعل المسيحيين الفئة الأغلب ضمن مجموعة الـ2500 لاجئ الذين تعتزم استقبالهم بانتقادات من مسلمين اتهموها بـ«التمييز»، بل ومن ممثلين عن الكنائس العراقية أيضا، الذين ينظرون بعين الريبة لبرنامج توطين اللاجئين العراقيين في ألمانيا، ويتخوفون من اختفاء وشيك لبعض الطوائف المسيحية العراقية داخل وطنها، التي تعد الأقدم وجودا في العراق. علما بأن عودة المضطهدين كانت من بين توصيات مؤتمر بحث أوضاع الكنائس العراقية في فبراير (شباط) الماضي.

وفي تعليق من جانب المفوضية الأوروبية على التمييز في اختيار اللاجئين وإعطاء الأولوية للمسيحيين، قالت مصادر داخل الجهاز التنفيذي الأوروبي ببروكسل، إن وزير الداخلية الألماني فولفغانغ سكوبل قد دعا في وقت سابق، دول الاتحاد الأوروبي إلى استضافة اللاجئين العراقيين المسيحيين، إلا أن الاتحاد الأوروبي رفض هذا الاقتراح؛ كونه لا يريد تفضيل مجموعة بعينها من اللاجئين على مجموعة أخرى. وألمحت المفوضية الأوروبية إلى توفر إمكانيات لمساعدة اللاجئين العراقيين على الاستقرار من جديد في أوروبا، وذلك عبر استخدام أموال الصندوق الأوروبي للاجئين، الذي يغطي الفترة بين 2008 ـ 2013. وطلبت منظمة العفو الدولية من ألمانيا فتح أبوابها أمام المزيد من اللاجئين العراقيين، وعدم الاقتصار على قبول المسيحيين وحدهم. وقالت ايرين خان الأمين العام للمنظمة في تصريحات لها من العاصمة البلجيكية بروكسل: «أتمنى أن تساعد الحكومة الألمانية جماعات أخرى أيضا». وأضافت خان: «يجب على الحكومة الألمانية توفير الحماية للاجئين آخرين في أوضاع عصيبة لأسباب تتعلق بالمصداقية».