الناطق باسم الرئيس الصومالي: ما نحتاجه هو السلام وليس الحرب.. وبن لادن يريد إعادتنا إلى الوراء

زعيم «القاعدة» يدعو الصوماليين إلى خلع رئيسهم.. وحيلي يرد عليه: لدينا علماء مخلصون وهم أدرى بمصالحنا

TT

انتقد الناطق الرسمي باسم الرئيس الصومالي الشيخ شريف أحمد الدعوة التي أطلقها أمس أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة إلى الصوماليين للإطاحة بالشيخ شريف وخلعه من الحكم بالقوة. وقال حسن حيلي لـ«الشرق الأوسط»، إن بن لادن ليس لديه أدنى دراية بما يحدث حاليا في الصومال أو المعاناة والمرارة التي عانى منها الشعب منذ الإطاحة بنظام حكم الرئيس المخلوع محمد سياد بري عام 1991. وأضاف: «المطلب الأساسي للشعب الصومالي هو إحلال السلام والاستقرار وتحقيق المصالحة. والناس تعيش آمالا غير مسبوقة في هذا الإطار، ونستغرب ما قاله بن لادن. لأنه يحاول إعادة الساعة إلى الوراء ويتجاهل الكثير من الحقائق على الأرض».

ودعا بن لادن في شريط صوتي بث أمس على الإنترنت، الصوماليين إلى خلع الشيخ شريف الذي انتخبه البرلمان في 31 يناير (كانون الثاني) في جيبوتي، وإلى مواصلة «الجهاد». وقال بن لادن إن الشيخ شريف «يجب خلعه وقتاله». واعتبره من بين رؤساء وصفهم بأنهم «وكلاء أعدائنا لا تنعقد لهم ولاية أصلا». وذكر بن لادن في الرسالة الصوتية وهي بعنوان «النزال، النزال.. يا أبطال الصومال»، بأن «الولاية لا تنعقد لكافر» وأن أي رئيس مسلم «إذا طرأ عليه الكفر سقطت ولايته». وأضاف أن الشيخ شريف و«نتيجة لإغراءات» أميركية، «غير وبدل وارتد على عقبيه».

ودعا بن لادن الصوماليين إلى «مواصلة خطوتهم على طريق الجهاد»، معتبرا أن «الكفر العالمي في مآزق لم يسبق له مثيل». وأضاف أن «الواجب قتال الحكومة المرتدة» في الصومال. كما دعا المسلمين إلى مناصرة «المجاهدين» في الصومال، الذي اعتبره «خط الدفاع الأول عن العالم الإسلامي في جزئه الجنوبي الغربي». وذكر بن لادن أنه «ينبغي الحذر من المؤامرات التي تلبس عباءات الإسلام والمؤسسات الدينية».

وقال حيلي لـ«الشرق الأوسط» إن الشعب الصومالي يسعى لاستتباب السلام والاستقرار، وهو شعب مسلم لا يحتاج مرة ثانية إلى حروب أهلية وإفشال الحكومة التي قد تساعد الشعب على الخروج من محنته الراهنة.

ولاحظ أن بن لادن يعيش على بعد آلاف الأميال عن الصومال، وهو لا يعرف تماما حقيقة ما يجرى، مشيرا إلى أن في الصومال مسلمين وعلماء مخلصين لله، وهم أدرى بشؤونهم، ويرغبون في أن يعم السلام البلد، وأضاف: «نحن لا نشاطر الشيخ أسامة كلامه».

وردا على اتهامات بن لادن للرئيس الصومالي بالكفر والضلال، قال حيلي: «الشعب الصومالي كله يعرف من هو الشيخ شريف، وأنه ابن مشايخ وعلماء مسلمين وابن عشيرة معروفة، وهو من أطاح بزعماء الحرب ومن كان يقف وراءهم، وهو من قاد الحرب ضد الاحتلال الإثيوبي». وتابع قائلا: «نحن نريد الخروج من المأزق الذي نعيشه. وما نريده هو أخذ بلدنا إلى شواطئ الأمن والاستقرار، فلماذا يريد بن لادن أن يعيدنا مرة أخرى إلى المتاهة وإلى الحروب والفوضى وعدم الاستقرار؟».

ووصل الشيخ شريف شيخ أحمد إلى العاصمة الكينية نيروبي في ختام جولة شملت كلا من بوروندي وأوغندا، الدولتين اللتين تتكون منهما قوات حفظ السلام الأفريقية البالغ قوامها نحو أربعة آلاف مقاتل. ومن المنتظر أن يجري الشيخ شريف سلسلة من الاتصالات مع ممثلي المجتمع الدولي ومنظمات الإغاثة العاملة في الصومال خلال تواجده في نيروبي، قبل أن يعود بحلول يوم الاثنين المقبل مجددا إلى العاصمة مقديشو. وخاطب بن لادن الصوماليين بقوله: «لما لم تنطل عليكم حيلة الكرزايات القديمة في المنطقة، قاموا بتبديله، وجاءوا بنسخة أخرى معدلة، كنسخة سياف ورباني وأحمد شاه مسعود. فقد كانوا من قادة المجاهدين الأفغان، ثم ارتدوا على أعقابهم وساعد حلفهم أميركا لإسقاط الإمارة الإسلامية في أفغانستان.. وكذلك حال شيخ شريف».

وفيما بدا أنه تشكيك في مبادرة الوساطة التي يطرحها حاليا الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، قال بن لادن إن هناك مبادرة أخرى من الخارج، لمطالبة المجاهدين بإيقاف القتال للتفاوض مع شيخ شريف، متجاهلة سيطرة أميركا على هذا الوكيل الجديد، معتبرا أن هؤلاء قد ضلوا ضلالا مبينا.

وأضاف: «فالواجب قتال الحكومة المرتدة، وليس إيقاف القتال ضدها، فاحذروا كل مبادرة تناقض أحكام الدين ولا تنخدعوا بها، فلا ينفعها أن ترفع اسم مؤسسة دينية، فكثير من هذه المؤسسات مخترقة من قبل الأنظمة».

وحث بن لان من وصفهم بإخوانه المجاهدين الصادقين في الصومال على أن يواصلوا خطواتهم على طريق الجهاد، كما أهاب بالشعب الصومالي المسلم، أن يلتف ويناصر المجاهدين. إلى ذلك نفى الجنرال فرانسيس أوكيلو، قائد قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في الصومال (أميصوم) لـ«الشرق الأوسط» ما زعمته حركة الشباب المجاهدين المتشددة عن مصرع أربعة جنود أوغنديين بعد قيام عناصر الحركة بتفجير عبوتين ناسفتين أول من أمس في مجموعة مشتركة من الجيش الصومالي والقوات الأوغندية. وقال الجنرال أوكيلو لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من العاصمة الصومالية مقديشو: «لا صحة لهذه المعلومات. لدينا جندي واحد فقط تعرض لإصابات ونقلناه لتلقي العلاج، وحالته ليست معروفة، ولم تكن هناك أية خسائر في صفوف المدنيين». وكانت حركة لشباب قد أبلغت «الشرق الأوسط» في بيان رسمي، أن العبوة الأولى قتلت أحد الجنود الأوغنديين لدى محاولته تعطيلها قبل أن تقتل العبوة الثانية ثلاثة جنود آخرين ضمن مجموعة هرعت لإسعافه. وأعلنت الحركة أيضا مسؤوليتها عن محاولة اغتيال أحمد داعي، مسؤول محافظة ودجر، التابع للحكومة الصومالية، عبر تفجير سيارته بالقرب من مطار العاصمة مقديشو، ما أدى إلى إصابته ومصرع سائقه وجرح أربعة من حرسه الخاص.