مسؤول فلسطيني لـ«الشرق الأوسط»: المساعدة الإيرانية لمخيم البارد هي الأولى ومصدرها «سفينة الكرامة»

قال: نقبل المعونات من أي جهة.. شرط عدم ربطها بالسياسة

TT

كشف مسؤول في «اللجنة الشعبية لمخيمات شمال لبنان» المؤلفة من 16 فصيلا فلسطينيا لـ«الشرق الأوسط» أن المساعدات الإيرانية التي أثارت إشكالاً قبل إدخالها إلى مخيم نهر البارد يوم أمس، مصدرها «سفينة الكرامة» التي كانت إيران قد بعثت بها إلى قطاع غزة في ديسمبر(كانون الأول) الفائت لكسر الحصار. وكانت إسرائيل منعت السفينة من الوصول إلى هدفها، فعادت أدراجها لترسو على الشواطئ اللبنانية، وقيل يومها إنها تحمل على متنها نحو ألفي طن من الغذاء والدواء.

وقد اتخذ القرار الإيراني بأن تجير هذه المساعدات لصالح المخيمات الفلسطينية في شمال لبنان أي مخيمي نهر البارد والبداوي. وبالفعل فقد أرسلت السفارة الإيرانية 33 شاحنة محملة بالمواد الغذائية، وصلت إلى شمال لبنان، وتم توزيع جزء منها على سكان البداوي، فيما أرسل الجزء الثاني منها إلى مخيم نهر البارد. وبسبب الإجراءات الأمنية المشددة التي لا يزال الجيش اللبناني يفرضها على المخيم، منذ المعارك التي دارت بين الجيش وفتح الإسلام من ما يقارب العامين، فقد توقفت الشاحنات في محيط المخيم لكي تحصل على رخصة تخولها الدخول.

ويروي أبو خليل، أمين سر اللجنة الشعبية التي تشرف على توزيع المساعدات، «أن الأهالي تمكنوا من سطوح منازلهم ومن شرفاتهم رؤية شاحنات المساعدات وهي تفتش، وقالوا إن الكلاب البوليسية عبثت بمحتوياتها». ويروي أبو خليل «أن الشاحنات تركت للجيش اللبناني ليكمل إجراءاته، ولم يكن أي مسؤول فلسطيني موجودا في المكان، لكن سكان المناطق التي كانت تشرف على مكان توقف الشاحنات، هم الذين استثارهم الغضب من رؤية الكلاب البوليسية، واعتبروها إهانة بحقهم وبلغوا اللجنة الشعبية والفصائل الفلسطينية بذلك، التي سارعت بدورها إلى إصدار بيان تقول فيه إن «أبناء المخيم يرفضون أن يأكلوا ما دنسته الكلاب». ورغم أن الجيش اللبناني أصدر بياناً يرفض فيه ما ذكرته الفصائل من أن الكلاب عبثت بالطحين أو صعدت إلى الشاحنات، إلا أن رواية الأهالي انتصرت. ويروي أبو خليل «أن اجتماعات عقدت في بيروت ضمت ممثلين عن السفارة الإيرانية والدولة اللبنانية وحزب الله والفصائل الفلسطينية، حلّ على أثرها الإشكال، ورضيت الفصائل باستلام المساعدات».

وبالأمس، انهمكت اللجنة الشعبية بتوزيع محتوى أربع شاحنات دخلت مخيم نهر البارد من أصل 11 شاحنة محملة بحوالي ثلاثة آلاف حصة تموينية، فيما ستدخل بقية الشاحنات تباعاً كي يتمكن المعنيون من توزيعها تدريجياً على المخيم. ويقول أبو خليل، وهو عضو في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني إنها المرة الأولى التي تصل فيها مساعدات إيرانية إلى مخيم نهر البارد، كما يؤكد الأمر نفسه الشيخ هيثم السعيد، مدير «مؤسسة دار الأرقم» وخطيب «مسجد الصحابة» من مخيم البارد، ويضيف سعيد «أن التنسيق مع الجيش تم قبل أن تتوجه المساعدات إلى المخيم، لكنه لم يتعامل بالطريقة المأمولة، لذلك نتساءل إن كان الإجراء أمنياً بالفعل أم له علاقة بالسياسة». ويقول السعيد «إن المساعدة الكبرى الأولى التي وصلت لأهالي البارد كانت من المملكة العربية السعودية وبلغت 12 مليون دولار، تلتها مساعدة من الكويت بقيمة 5 ملايين دولار وأخرى من الإمارات بنفس الحجم، كما وصلت مساعدات من قطر، وتحديداً من مؤسسة الشيخ عيد الخيرية، هي عبارة عن أغطية شتوية بلغ عددها الستة آلاف، وكسوة لثلاثة آلاف أسرة في عيد الفطر، ومثلها في عيد الأضحى، وإفطارات لسبعة آلاف شخص في رمضان. وجاءت في النهاية المساعدة الإيرانية». ويستطرد السعيد: «نحن نعرف حساسية المساعدة الإيرانية، لكن شعبنا بحاجة إلى مساعدات ونتمنى أن تكون الدول العربية سباقة لا سيما السعودية والكويت والإمارات وقطر، وأن يفي العرب بالتزاماتهم وألا يقفوا متفرجين».

وأوضح أبو خليل «من جانبنا كلجنة شعبية تضم كل الفصائل بما فيها فتح، متفقون على تسلم أي مساعدات تصلنا، من أي جهة أتت، شرط أن تقدم هبة دون ربطها بأي شرط سياسي».