لندن تكشف عن استراتيجيتها لمكافحة الإرهاب وتحذر من «قنبلة قذرة»

الحكومة البريطانية تسلط الضوء على التهديدات من اليمن وباكستان والصومال

TT

كشفت الحكومة البريطانية أمس عن استراتيجيتها لمكافحة الإرهاب، مشددة على مخاطر «قنبلة قذرة» تعتمد على مواد بيولوجية أو كيماوية أو نووية تهدد بريطانيا. وعبر 176 صفحة من وثيقة حملت عنوان «استراتيجية المملكة المتحدة لمكافحة الإرهاب الدولي» أوضحت الحكومة ضرورة العمل الوطني والدولي لمواجهة الإرهاب. مشددة على التزامها «حقوق الإنسان وسيادة القانون» ضمن عملها. ورفعت السرية عن الاستراتيجية لمكافحة الإرهاب والتقييم للتهديد الذي يشكله لبريطانيا لأول مرة بهذه التفاصيل. وبحسب التقرير الذي حصلت الـ«الشرق الأوسط» على نسخة منه، تعتبر وزارة الداخلية البريطانية أن هناك أربعة مصادر رئيسية للإرهاب تهدد بريطانيا، وهي: قيادة تنظيم «القاعدة»، والمجموعات الإرهابية المرتبطة بـ«القاعدة» وشبكات إرهابية مستقلة «متمسكة بأيديولوجية القاعدة»، بالإضافة إلى مجموعات إرهابية لديها هويتها الخاصة وأجندة شبيهة بأيديولوجية «القاعدة». وتوقعت الاستراتيجية انه على الرغم من «ترجيح تفكيك» القاعدة نفسها، فإن أيديولوجيتها ستدوم مما قد يزيد من عدد الجماعات الإرهابية «التلقائية النشأة». وأفاد النص أن «الشبكات والمجموعات المرتبطة بالقاعدة ستتمتع بالمزيد من الاستقلالية»، مضيفا «مع تغيّر بنية القاعدة، قد يتجه الخطر الإرهابي في بريطانيا وضدها نحو منظمات اصغر تلقائية النشأة». وحذرت الاستراتيجية الجديدة أيضا من ان «منظمات إرهابية معاصرة تسعى إلى استخدام أسلحة كيميائية وبيولوجية ومشعّة وحتى نووية»، مع تكنولوجيات حديثة إضافة إلى تهريب تلك الأسلحة «ما يجعل تجسيد تلك المساعي إلى أفعال أكثر احتمالا مما كان عليه في الماضي».

وقال رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون في مقدمة الوثيقة إن «على الرغم من أن التهديد من الإرهاب في ايرلندا الشمالية ما زال معلناً، إلا أن التهديد الأمني الأكبر لشعب المملكة المتحدة يأتي من الإرهاب الدولي». ووصف براون هذا التهديد الإرهابي بأنه «مختلف في الحجم والطبيعة» عن تهديدات في السابق، معتبراً أن هذا النوع من الإرهاب «مُصرٌّ على وقوع عدد كبير من الضحايا، ومن دون سابق إنذار، تقوده أيديولوجية عنيفة متطرفة، ويستغل طرق السفر الحديثة والاتصالات الحديثة للانتشار من خلال شبكة مفككة خطيرة وعالمية». وكشــف مســـؤولون بريطانيون عن استراتيجية جديدة لمكافحة الإرهاب، مؤكدين أن تنظيم «القاعدة» يشهد ضعفا، لكنهم حذروا من تفاقم خطر الناشطين «التلقــائيين» والهجمات بالأســلحة الكيميــائية والبيولوجية أو حتى الذرية. وقالت وزيرة الداخلية جاكي سميث «الاحتمال موجود (بوقوع هجوم مماثل)، نظرا إلى الوضع الدولي، ونعتقد أن بعض الإرهابيين الدوليين لديهم تلك الطموحات».

وشدّد مسؤول رفيع في وزارة الداخلية على المخاطر التي تشكلها باكستان والصومال، بالإضافة إلى اليمن ودول أفريقيا جنوب الصحراء. معتبرا أنها تطرح إشكالية بسبب انعدام استقرارها نسبياً. وقال المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه، «باكستان موجودة في كافة نواحي هذه الاستراتيجية تقريبا». مشيرا إلى «ضرورة ايلاء أهمية كبرى لحجم الجهود الضخمة التي نبذلها (في باكستان)». وقال «لدينا برامج تعاون واسعة مع السلطات الباكستانية، والحكومة الجديدة... ونحن مهتمون كثيرا بالعمل معها».

وتعرّضت باكستان لموجة واسعة من التطرف في الأشهر المنصرمة، بما فيها عملية انتحارية أمام مركز للشرطة في إسلام آباد أول من أمس أدت إلى مقتل شرطي وجرح ثلاثة أشخاص.

وردا على سؤال حول أي دول أخرى نالت المزيد من الاهتمام من منظار مكافحة الإرهاب منذ نشر الاستراتيجية الأخيرة عام 2006، أورد المسؤول كلا من الصومال واليمن ومالي والنيجر. وأضاف: «لا اعتقد أننا انتهينا من القلق بشأن العراق، وما زلنا بالتأكيد نخشى بشأن أفغانستان».

وزادت بريطانيا الحليفة الرئيسية في الحرب الأميركية على الإرهاب من مستوى الإنذار على أراضيها منذ اعتداءات لندن الانتحارية في يوليو (تموز) 2005 التي أودت بحياة 52 شخصاً، إضافة إلى المهاجمين. كما تم تكثيف الإجراءات الأمنية بعد فشل هجمات بالسيارات المفخخة في لندن وغلاسكو بعد أيام على تولي براون رئاسة الوزراء عام 2007.