الكآبة.. ترتبط بترقق قشرة الدماغ

في أبحاث على أجيال من العائلات المصابة بها

TT

عثر علماء، درسوا حالات عائلات لها تاريخ في الإصابة بالكآبة، على فروق في بنية دماغ أفرادها ـ وخصوصا ترقّق، أي تدني سُمك، قشرة الدماغ اليمنى، وهي الطبقة الخارجية الأبعد للدماغ. وافترضوا أن ترقق قشرة الدماغ هذا، قد يكون إحدى الخصائص أو العلامات التي تهدد بوقوع الإنسان ضحية الكآبة.

وأضاف الباحثون أن الدراسة التي أجريت لتصوير الدماغ، وجدت تدنياً في سُمك هذه المنطقة لدى الأبناء الذين أصيب آباؤهم وأجدادهم بالكآبة، سواء كان هؤلاء الأبناء مصابين بالكآبة أم غير مصابين بها، أو تعرضوا إلى نوبة منها أو إلى اضطراب القلق، أو لم يتعرضوا إليهما.

وقال الدكتور برادلي بيترسون، البروفسور في طب الأعصاب في كلية كولومبيا للأطباء والجراحين، أحد المشاركين في الدراسة، إن «هذا (ترقق قشرة الدماغ) أمر استثنائي، فإننا نرصده لدى أفراد جيلين لاحقين، ونرصده لدى الصغار ولدى الكبار». وأضاف: «إنه موجود، حتى وإن لم يصب الأبناء حتى الآن بهذا المرض».

إلا أن الدكتور بيترسون أكد أنه ورغم تصور الناس أن هذه الخصائص العائلية هي خصائص جينية، فإن هذا لا يعتبر صحيحاً، «لأننا لا نعرف إن كان هذا الأمر ذا منشأ جيني، أم أنه جاء نتيجة للعيش مع الآباء والأجداد الذين كانوا مرضى». فقد «أظهرت الدراسات أن إصابة الآباء بالكآبة تؤدي إلى تغيير الوسط المحيط الذي ينمو فيه الأطفال».

وتعتبر الدراسة التي تنشرها مجلة «أعمال الأكاديمية الوطنية للعلوم» ثمرة لدراسة بدأتها الدكتورة ميرنا ويزمان قبل 27 عاماً لدراسة جذور الكآبة العائلية. وكانت ويزمان المشرفة على الدراسة الجديدة.

وأجرى العلماء مسحاً للدماغ على 131 شخصاً منهم أطفال وبالغون بين أعمار 6 و24 سنة، اعتبر نصفهم تقريباً مهددين بخطر أعلى للإصابة بالكآبة بسبب تاريخهم العائلي للمرض، فيما اعتبر نصفهم الآخر من المهددين بخطر أقل للإصابة به.

ووفقاً للدراسة فقد أظهرت خرائط الدماغ، ازدياد رقة السمك في كل الجانب الأيمن من قشرة المخ بشكل ملموس لدى 28 في المائة في مجموعة الخطر الأعلى، مقارنة بمجموعة الخطر الأقل.

وقشرة المخ هي منطقة الدماغ التي تشرف على عمليات التفكير والتخطيط والمزاج.

* خدمة «نيويورك تايمز»