حريق هائل يلتهم ثلثي أكبر مخيم للنازحين في غرب دارفور.. ونداءات لإغاثة مئات اللاجئين

قوات حفظ السلام تتهم مسلحين بإضرامه.. ووالي المنطقة يؤكد أن الأسباب ما زالت غامضة

TT

قتل شاب وامرأة، وأصيب أربعة أشخاص آخرين في حريق هائل شب في مخيم للنازحين داخل مدينة الجنينية، عاصمة ولاية غرب دارفور. وقضى الحريق تقريباً على ثلثي المخيم، الذي يعتبر واحداً من أكبر مخيمات النازحين في غرب دارفور. وتسبب الحريق، الذي يأتي بعد يومين من قيام مسلحين مجهولين بقتل موظف إغاثة سوداني بمنظمة كندية في جنوب دارفور، في خلق وضع إنساني «عاجل»، بحسب تعبير والي ولاية غرب دارفور.

وتضاربت الروايات حول أسباب الحريق في مخيم «أبا ذكرى» الذي يعرف بأنه كان مكتظاً بالنازحين. وفيما قالت قوات حفظ السلام في دارفور إن مسلحين هم الذين أشعلوا النيران في المخيم، قال والي غرب دارفور أبو القاسم إمام لـ«الشرق الأوسط» إن أسباب الحريق «غامضة». واعتبرت حركة العدل والمساواة الحريق بأنه «جزء من حملة حكومية لطرد الناس من المخيمات».

وروى أبو القاسم ملابسات الحريق وقال إنه اندلع في الساعة الحادية عشرة من ليل أول من أمس داخل المخيم الذي لا يبعد كثيراً عن عدد من المؤسسات الحكومية. وأضاف أن الحريق التهم 214 خيمة، قال إنها من الصنف المعروف محليا بـ «الرواكيب». وقال إن الحريق خلف وضعاً إنسانياً عاجلا في المخيم، وأضاف: «لم يبق لهم شيء». وأوضح أن الحريق قضى على نحو ثلثي المخيم، وقال إن هناك حاجة عاجلة إلى الغذاء والإيواء في المخيم.

وأرسل الوالي نداءً عاجلا بإغاثة سكان المخيم وعددهم يتراوح بين 600 إلى 700 أسرة. وحول ما ذا كان الحريق ناتجاً عن هجوم من قبل مسلحين على المخيم، قال الوالي: «هناك أقاويل من سكان المخيم بأنه حدث بفعل فاعل... إذا كان الأمر كذلك فإن الأمر يستوجب لجنة تحقيق، وهذا ما سنقوم به بإشراك كافة الأطراف المعنية في الولاية اعتباراً من اليوم». وكشف الوالي أنه اتخذ جملة إجراءات لتدارك الوضع الإنساني الذي خلفه الحريق في المخيم، غير أنه قال إن «الأمر يتطلب تحركا عاجلا من كل الخيرين السودانيين لتوفير الدعم للنازحين»، ونوه إمام إلى أن المخيم مكتظ بالسكان بكثافة تجعل من التعامل معه أمراً صعباً. ونسبت وكالة «رويترز» للأنباء لمسؤول في قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في دارفور، أن السكان تحدثوا عن أربعة مسلحين اقتحموا المخيم قبيل منتصف ليل الثلاثاء وأشعلوا النيران. وقال أمجد مرسي، كبير موظفي قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، في حديث هاتفي صباح أمس، إن الحريق اندلع في كل مكان وأثر على الكثير من الناس. وتابع أن أربعة أشخاص أصيبوا ولقي شخصان حتفهما منذ ذلك الوقت، مضيفاً أن الحريق دمر نحو ربع المخيم الذي يقطنه نحو ستة آلاف شخص معظمهم من قبيلة المساليت غير العربية. وقال إن الحريق أصبح الآن تحت السيطرة. وذكر حسبو محمد عبد الرحمن رئيس لجنة الإغاثة الإنسانية الحكومية للصحافيين في الخرطوم أنه ليست لديه معلومات عن الهجوم ولا يمكنه التعليق.

وزاد العنف في غرب دارفور منذ أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمر الاعتقال بحق البشير. ورد البشير بطرد 13 وكالة إغاثة أجنبية متهماً إياها بالتجسس لصالح المحكمة.

وقال أحمد هارون، وزير الدولة للشؤون الإنسانية، إن قرية دميكة بالمحلية تعرضت لحريق بسبب رياح شديدة اجتاحت المنطقة، خلفت كارثة فيها حيث جعلت 73 أسرة في العراء، بعد أن التهمت الحرائق منازلهم. وأضاف أنهم صاروا أيضاً بلا غذاء، وناشد الحكومة بإغاثة عاجلة لسكان المنطقة. وفي غضون ذلك نسب إلى مسؤول إعلامي لمنظمة أوكسفام العاملة في مجال المجاعات والصحة في السودان ماكدونالد، أن المنظمة خاطبت الحكومة رسمياً من أجل إعادة النظر في قرارها بطرد المنظمة من البلاد. وعكس المسؤول الإعلامي حرص منظمته على استئناف عملها في مجال الغوث الإنساني في شمال السودان، مشيراً إلى أن عمل المنظمة لم يتأثر في جنوب السودان.

إلى ذلك، أعلنت الحكومة ترحيبها وموافقتها على طلب منظمة المؤتمر الإسلامي بفتح مكتب دائم لها بالسودان، في لقاء بين أحمد هارون وزير الدولة للشؤون الإنسانية السوداني وحسبو محمد عبد الرحمن مفوض عام العون الإنساني السوداني ووفد منظمة المؤتمر الإسلامي. وقال الوفد إن زيارته جاءت بتوجيه من الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي في إبداء رغبة المنظمة لفتح مكتب بالسودان وإعلان مساندة المنظمة للسودان ضد قرارات ما يسمى بالمحكمة الجنائية الدولية بجانب دعم السودان في مجال العون الإنساني ومعرفة ما يمكن أن تقدمه المنظمة من احتياجات عاجلة للنازحين بولايات دارفور.