اتفاق سري بين نتنياهو وليبرمان لتكثيف الاستيطان في القدس

خبير في شؤون المدينة المقدسة لـ«الشرق الأوسط» : إنجاز خطة «E1» يسدل الستار على دولة فلسطينية متصلة جغرافياً

فلسطينيون يواصلون تحديهم للسلطات الاسرائيلية للاحتفال باعلان القدس عاصمة الثقافة العربية، امس (ا ب)
TT

في الوقت الذي ادعى رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو أنه سيكون «شريك سلام» للسلطة الفلسطينية، كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي أمس أنه وزعيم حزب «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان اتفقا سراً وشفوياً على تكثيف الأنشطة الاستيطانية في القدس ومحيطها، دون أن يتم تضمين هذا الاتفاق في الاتفاق الائتلافي، خوفاً من ردة فعل الإدارة الأميركية الجديدة. وأشارت الإذاعة إلى أن نتنياهو وليبرمان اتفقا على تكثيف العمل في ما يسمى بمشروع «E1» الذي يهدف لربط القدس الشرقية بمعاليه أدوميم، كبرى مستوطنات الضفة الغربية. ويتضمن الاتفاق بناء 3000 وحدة سكنية على أراضي عشيرة الجهالين البدوية التي طردت من المنطقة. وينص الاتفاق على بناء شقق سكنية وفنادق ومصانع ومناطق سياحية، علماً بأن الحكومات السابقة أشرفت على إقامة البنى التحتية اللازمة لهذا المشروع. وأشارت الإذاعة إلى بند آخر، علني، في الاتفاق بين الحزبين، يقضي بزيادة ميزانية ما يسمى بـ «لواء الاستيطان» في وزارة الزراعة بمائة مليون شيكل. واعتبر الدكتور خليل التفكجي، مدير مركز الخرائط في القدس، أن الخطورة في إنجاز هذا المشروع تكمن في أنه محاولة لاستباق مفاوضات الحل الدائم وإخراج القدس من دائرة التفاوض عبر تكريس الحقائق الاستيطانية والتهويدية على الأرض. وأشار التفكجي في تصريحات لـ «الشرق الأوسط» إلى أن إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش تعهدت لحكومة أرييل شارون بمراعاة الحقائق الاستيطانية على الأرض في مفاوضات الحل الدائم، مشدداً على أن حكومة نتنياهو ستسابق الزمن لبناء أكبر عدد من الوحدات الاستيطانية في القدس ومحيطها. وأكد التفكجي أن استكمال خطة «E1» يعني إسدال الستار على أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية ذات تواصل جغرافي وديموغرافي، لأن إنجاز هذه الخطة يعني، حسب قوله، فصل شمال الضفة عن جنوبها. وأشار إلى أن المشروع سيوجه ضربة اقتصادية هائلة للسلطة الفلسطينية، إذ سيحرمها من معظم عوائد قطاع السياحة، موضحاً أن مشروع «E1» يتضمن إقامة مدينة للسياحة الدينية، تضم عشر فنادق وخدمات كثيرة.

وحذر التفكجي من أن هذه المدينة ستجذب الكثير من الحجاج المسيحيين للإقامة فيها وليس في فنادق مدينة بيت لحم والقدس الشرقية. وأكد أن انضمام حزب العمل لحكومة نتنياهو ومواصلة زعيمه إيهود باراك تولي منصب وزير الدفاع سيساعد على تكثيف الأنشطة الاستيطانية، مشيرا إلى أن باراك أصدر مؤخراً تصاريح لتدشين مزيد من الأحياء في المستوطنات، وأضفى الشرعية على الكثير من هذه البؤر الاستيطانية في الضفة. وأسهم حزب العمل ـ حسب التفكجي ـ في بناء المستوطنات أكثر بكثير مما أسهم به حزب الليكود.