الشرطة الإسرائيلية تشن حملة اعتقالات واسعة في أم الفحم

فلسطينيو 48 يضعون الاعتداءات العنصرية في رأس أجندتهم في ذكرى يوم الأرض

TT

داهمت قوات كبيرة من الشرطة والمخابرات الإسرائيلية، أمس، عشرات البيوت في مدينة أم الفحم لاعتقال شبان تشتبه بأنهم قذفوا قواتها بالحجارة أول من أمس خلال التصدي لمظاهرة اليمين العنصري المتطرف. وتمكنت من اعتقال 23 شخصاً من بينهم قصر، ووجهت لهم تهمة «قذف الحجارة وعرقلة عمل الشرطة، والاعتداء على أفرادها والإخلال بالنظام العام». وقال المحامي رياض أنيس، أحد أفراد طاقم المحامين المتطوعين من المدينة للترافع عن المعتقلين، إن «حملة الاعتقالات تهدف بالأساس إلى التخويف، خصوصاً أن جماهيرنا الفلسطينية تستعد لإحياء ذكرى يوم الأرض بعد أيام ـ 30 مايو (أيار) ـ فالشبهات عامة وبدون أي أسس أو أدلة واضحة تستدعي الاعتقال والمحاكمة».

وأصدرت بلدية أم الفحم، بياناً، أمس، أدانت فيه هذه الاعتقالات وطالبت بإطلاق سراح المعتقلين. وقالت «إن الأحداث في أم الفحم انتهت. فقد حضر اليمين المتطرف لاستفزاز أهلنا، وقمنا نحن بالرد عليه». وأضاف البيان أن «قرار المحكمة السماح لزمرة عناصر اليمين العنصري المتطرف بالقيام بمظاهرة استفزازية ضد جماهيرنا، هو قرار مجحف. ووقفت الجماهير الفحماوية والعربية موحدة تساندها قوى السلام والديمقراطية اليهودية، للتصدي لهذه الخطوة الاستفزازية، ونجحت موحدة في صد العنصريين الفاشيين وإعادتهم دون تحقيق أهدافهم. لقد أثبتت أحداث اليوم أن وحدتنا كفيلة بالوقوف لأية هجمة سلطوية علينا».

وحذرت البلدية من أن يكون «باروخ مارزل وزمرته، الذين نظموا هذه المظاهرة، ما هم إلا أداة بيد قوى سلطوية تهدف ـ عن طريق هذه الزمرة ـ لتحقيق أهداف خفيفة ومخططات تحاك لأم الفحم والمنطقة، خصوصاً عشية يوم الأرض». يذكر أن فلسطينيي 48، وكما في كل سنة، يستعدون هذه الأيام لإحياء ذكرى يوم الأرض، وهم يضعون قضية تفاقم الأجواء العنصرية ضدهم في المجتمع اليهودي وقيام سياسيين في اليمين بالاستفادة من التحريض على العرب لبناء مجدهم السياسي، مثل أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب «إسرائيل بيتنا»، الذي سيصبح وزيراً للخارجية بفضل هذا التحريض. ويعرب فلسطينيو 48 عن القلق من أن يؤدي فوز اليمين المتطرف بالسلطة، تحت قيادة بنيامين نتنياهو، إلى تصعيد خطير في التعامل العنصري معهم. يشار إلى أن عرب 48، يحيون في الثلاثين من مارس (آذار) من كل عام منذ 1976 ذكرى يوم الأرض، وهو اليوم الذي أعلنوا فيه الإضراب العام احتجاجاً على قرار حكومة إسحق رابين الأولى مصادرة ألوف الدونمات من أراضيهم. فاعتبرت المخابرات هذا القرار تحدياً للدولة العبرية وقررت قمعه بالقوة خوفاً من أن يؤدي إلى تمرد جماهيري كبير. وأدخلت يومها قوات من الجيش الإسرائيلي بالدبابات إلى القرى والمدن العربية وقتلت 6 فلسطينيين وجرحت المئات بالرصاص الحي واعتقلت مئات آخرين.

ومنذ ذلك اليوم، شهدت حياة فلسطينيي 48 انعطافاً كبيراً، معاكساً تماماً لرغبة السلطة، فتصاعد المد الوطني بين صفوفهم واتسع نشاطهم من أجل المساواة في الحقوق ومن أجل إزالة الاحتلال عن الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية وإقامة الدولة الفلسطينية. واعتبرت اللجنة العليا لمتابعة شؤون المواطنين العرب في إسرائيل، الممثلة بكافة التيارات الحزبية الفاعلة على الساحة السياسية، ذكرى يوم الأرض مناسبة وطنية كفاحية وحدوية، مشيرين إلى أنها «تحل هذا العام في ظروف سياسية هي الأكثر تعقيداً.