مئات الصوماليين يتظاهرون ضد حظر جماعة الشباب المؤمن للقات

قيادي بجماعة الشباب: سنتعامل مع السكان بقبضة من حديد

TT

أطلق مقاتلون من جماعة الشباب الإسلامية المتشددة في الصومال النار في الهواء لتفريق مئات من الأشخاص تظاهروا في بلدة بوسط الصومال للاحتجاج على حظر تعاطي القات واسع الانتشار في البلاد. وعلى صعيد منفصل قالت الجماعة إنها احتجزت خمسة كينيين بينما كانوا يعبرون الحدود بطريقة غير شرعية وتحقق معهم. وذكر شهود أن نحو 1000 من السكان الغاضبين خرجوا الى شوارع بيدوة أمس، وألقوا الحجارة على المقاتلين احتجاجا على حظر القات. وقال احد المتظاهرين ويدعى علي محمد لـ«رويترز»: «لا نريد منع القات، لا نريد إدارة الشباب». وفي وقت سابق من العام سيطرت جماعة الشباب الموالية لتنظيم القاعدة التي تقاتل الحكومة الصومالية وقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي على بلدة بيدوة ـ المقر السابق للبرلمان ـ لتحكم قبضتها على مساحات كبيرة من جنوب الصومال.

وقال سكان إن مقاتلي الجماعة أطلقوا النار في الهواء لتفريق المحتجين واحتجزوا نحو 50 متظاهرا وأزالوا أكشاكا لبيع القات. ويقول صوماليون ان قادة الشباب يحققون الامن في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، لكنهم يفرضون ممارسات متشددة تثير استياء كثيرين. قال حسن ديرو وهو قيادي محلي بجماعة الشباب لـ«رويترز» إن مسلحيه يطاردون منظمين آخرين للمظاهرة. وأضاف «سنتعامل مع السكان بقبضة من حديد».

والى الجنوب قال سكان محليون ان جماعة الشباب احتجزت خمسة كينيين يعملون لحساب وزارة التعليم على الحدود. والرهائن هم: مسؤول تعليم اقليمي من منطقة واجير، وثلاثة مفتشين مدرسيين من جاريسا ومانديرا، وسائق. وجاء احتجازهم بعد شهر من اطلاق سراح راهبتين ايطاليتين اختطفتا ايضا على الحدود. وقال محمد كولو وهو مسؤول محلي بنقابة المعلمين الوطنية الكينية «الحوار يجري في الوقت الراهن.. ونتوقع أن ينتهي الحادث كله بطريقة سلمية ونأمل في أن يتم اطلاق سراحهم غدا». وقال عبدي قاني أبو حمزة وهو متحدث محلي باسم جماعة الشباب «نحقق معهم.. لا نعرف كيف جاءوا الى هنا.. ربما كانوا مخمورين».

وحثت جماعة الشباب، في موقع تستخدمه على الانترنت، الصوماليين على مضاعفة الهجمات على قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي في مقديشو.

وقال الاتحاد الافريقي هذا الاسبوع ان أوغندا ارسلت كتيبة اخرى الى الصومال. وبهذا يرتفع حجم قوة الاتحاد الى نحو 4500 جندي. وطالبت جماعة الشباب على الموقع الذي تستخدمه «جميع الإخوة المسلمين». مواصلة القتال «ضد الكفار» الذين يتسللون الى الصومال. وتابعت «انه الوقت المناسب للمجاهدين كي يضاعفوا الهجمات على قوات الاتحاد الافريقي ما داموا يواصلون نشر قوات جديدة في الصومال». وجماعة الشباب المؤمن هي العقبة الرئيسية امام حكومة جديدة تسعى الى احلال السلام والحكم المركزي في البلد الواقع في القرن الافريقي في المحاولة الخامسة عشر من نوعها خلال 18 عاما من الحرب الاهلية. وأبلغ مبعوث الامم المتحدة الى الصومال أحمد ولد عبد الله «رويترز» في تنزانيا انه بالرغم من التهديد الذي تمثله «الشباب» فهناك تفاؤل حذر بأن تتمكن حكومة الرئيس شيخ شريف أحمد الاسلامي المعتدل من تحقيق تقدم على طريق الاستقرار بالبلاد.

وأحمد إسلامي معتدل كان يدير حركة المحاكم الاسلامية التي تعد حركة الشباب جناحها القتالي. وقال ولد عبد الله في مؤتمر بزنزيبار: «هناك قدر كبير من التفاؤل. لأن الحرب دائرة منذ أمد طويل والمعاناة طالت ايضا، لذلك فالناس يتوقون للسلام». وأضاف «على الحكومة أن تعزز قاعدتها وتصل الى كافة الصوماليين في نفس الوقت». ويقول سكان في بلدتي كيسمايو وبيدوة الخاضعتين لسيطرة الشباب ان مقاتلين أجانب من شرق افريقيا ودول عربية وآسيوية وصلوا في الاسابيع الاخيرة ويرتدون حاليا الزي الاخضر والاقنعة السوداء التي يعرف بها مقاتلو الجماعة.