لندن تبدأ تحقيقاً في الحرب على العراق بعد انسحاب قواتها

أهالي جنود قتلوا في البصرة يطالبون براون بتحقيق موسع

TT

أكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد مليباند أمس أن تحقيقاً كاملا في الحرب في العراق سيبدأ في أسرع وقت بعد سحب القوات البريطانية من البلد المضطرب في وقت لاحق من هذا العام.

وأكد مليباند، أمام مجلس العموم في البرلمان البريطاني، أن التحقيق سيجري بأسرع وقت تسمح به الظروف العملية. ومن المقرر أن يستكمل الجنود البريطانيون وعددهم 4100 جندي انسحابهم من العراق بنهاية يوليو (تموز) المقبل. وسيبقى في العراق 400 جندي بريطاني للقيام بمهمات غير عسكرية تركز على تدريب قوات البحرية.

وفي نقاش بشأن العراق، قال النائب إدوارد لي من المعارضة «هل هذا بمثابة التزام منه (مليباند) ببدء هذا التحقيق بالسرعة التي تسمح بها الظروف العملية بعد 31 يوليو. هل هذا مؤكد؟». ورد مليباند «نعم».

ودأبت الحكومة البريطانية على رفض الدعوات بإجراء تحقيق وقالت إنه من غير المناسب بدء التحقيق، فيما لا تزال القوات البريطانية تعمل في العراق. ومن المرجح أن يركز التحقيق على الظروف المثيرة للجدل التي أدت إلى اتخاذ بريطانيا قراراً بالمشاركة في غزو العراق في مارس (آذار) 2003 وكذلك في نتائج هذا الغزو.

ويذكر أن المسؤولين في وزارة الدفاع البريطانية أبدوا معارضتهم لفتح تحقيق ما دام هناك جنود في العراق، كي لا تؤثر على عملهم هناك. وكان وزير القوات المسلحة البريطاني بوب إينسورث قال لـ«الشرق الأوسط» الأسبوع الماضي إن التحقيق لن يبدأ إلا بعد سحب جميع القوات البريطانية من العراق، بما فيها الـ400 عنصر الذين سيبقون بعد الصيف.

وتزامن إعلان مليباند مع تسليم أهالي جنود قتلوا في العراق رسالة إلى رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون يناشدونه فتح تحقيق حول «الأحداث التي أدت إلى غزو العراق». ويذكر أن بريطانيا شاركت في الحرب على العراق التي قادتها الولايات المتحدة على أساس امتلاك العراق أسلحة دمار شامل وتمثيل تهديد للسلم الدولي. وقال ريغ كيز وروز جنتل وبيتر برايدلي في الرسالة التي استلمت «الشرق الأوسط» نسخة منها: «كما يمكنك أن تقدر، عائلات المقتولين يحتاجون معرفة كامل الظروف التي أدت إلى مقتل أولادنا من أجل المضي قدماً في عملية الحزن». وأضافوا: «بينما نتقبل أن خطر الموت والعاهات جزء من عمل الجندي، لا يمكننا قبول بأن أحبائنا ماتوا مخدوعين وبأن لا يوجد هناك محاسبة لهذا الخداع». وعبروا عن غضبهم من أن أولادهم ماتوا في العراق «مؤمنين بأكذوبة أسلحة الدمار الشامل»، متسائلين: «العراق لم يمتلك أسلحة دمار شامل وليس لديه روابط مع القاعدة ولا علاقة بـ (هجمات) 11 سبتمبر (أيلول) – إذاً لماذا العراق؟». وشددوا على أن التحقيق «سيساعد في تأمين عدم تكرار هذه الحقبة المؤلمة من تاريخ بريطانيا التي أدت إلى حملة عسكرية مبنية على قلة المعلومات».