الاجتماعات التمهيدية لقمة الدوحة ترفع قضايا المصالحة العربية والفلسطينية والسودان للاجتماع الوزاري

من بينها تطوير النظام الأساسي لمجلس السلم والأمن العربي

TT

حدد كبار المسؤولين والمندوبين العرب أولى جلساتهم التمهيدية لقمة الدوحة المقررة يوم الاثنين المقبل، جدول أعمال القمة الذي سيناقشه وزراء الخارجية العرب في جلسة عمل مغلقة ظهر بعد غد واعتماده. وقالت مصادر في الدوحة إن من بين القضايا التي ستحظى باهتمام القمة، إضافة إلى القضية الفلسطينية والسودان والمصالحة العربية، وتطوير النظام الأساسي لمجلس السلم والأمن العربي، هي قضية الصومال حيث إن هناك إصرارا من الجامعة العربية على عدم تفويت الفرصة لدعم مسيرة اتفاق أبوجا للوفاق السلمي وللحكومة الانتقالية وعملية الوفاق الوطني. وحسب المصادر ستنظر القمة في كيفية تلبية الاحتياجات العاجلة لـ «الصومال الجديد». وأكدت هذه المصادر أن القادة العرب سينظرون في أمرين بالنسبة للصومال، الأول: تقديم دعم مادي عاجل، والثاني: الدعوة لعقد مؤتمر عربي للمانحين. ومن المتوقع ألا يشارك الرئيس السوداني عمر البشير في هذه القمة وسينتدب من ينوب عنه خاصة بعد تصريحات تفيد بأن قطر ستتعرض لضغوط في حال حضوره. هذا ولم يتضح بعد كامل مستوى التمثيل على مستوى القادة العرب في ظل استمرار المشاورات بين العواصم العربية. وعلمت «الشرق الأوسط» أن الزعيم الليبي معمر القذافي سيشارك في هذه القمة وسيكون أول الحضور. وكان أحمد قذاف الدم، المبعوث الشخصي للزعيم الليبي قد أنهى جولة مغاربية للتأكيد على أهمية حضور الصوت المغاربي الواحد في قمة الدوحة. وأشار إلى أنه وجد بالفعل صوتا واحدا واتفاقا كاملا على كل القضايا. كما وجد حرصا كبيرا على أمن المنطقة واستقرارها، وتطابقا في وجهات النظر حول القضايا العربية خصوصا في مثل هذه الظروف الدقيقة.

وكان قذاف الدم قد سلم رسائل من العقيد القذافي إلى كل من قادة تونس والمغرب والجزائر استعدادا لقمة الدوحة. ويلقي الأمين العام للجامعة عمرو موسى كلمة في قمة الدوحة تتضمن ما تم إنجازه في القمة السابقة، وتستعرض التحديات التي تواجه المنطقة، والتذكير بمقترحاته التي سلمها للقادة العرب خلال جولته العربية حول تصوراته للخروج من الواقع العربي وأزماته الراهنة. وكانت اجتماعات كبار المسؤولين التي عقدت صباح أمس قد أكدت أهمية قمة الدوحة وما يمكن أن تقوم به لدعم مؤتمر إعمار غزة الذي انعقد في شرم الشيخ مؤخرا، ودعم السلطة الفلسطينية استنادا إلى ما أُقرَّ منذ قمة بيروت عام 2002، وكذلك تأكيد أهمية تحديد موعد زمني لعملية السلام، وألا يظل الخيار العربي مطروحا إلى الأبد.

وبصفته رئيس الدورة السابقة للقمة انتقد مندوب سورية الدائم لدى الجامعة العربية السفير يوسف الأحمد مواقف إسرائيل من مبادرة السلام العربية وقال في بداية اجتماعات كبار المسؤولين إنه منذ عام 2002 وإسرائيل تزيد من «لاءاتها»، ومن حروبها ضد العرب، ومن «مجازرها النازية ضد أطفالهم وشيوخهم وبيوتهم». كما تحدث الأحمد عما وصفه بـ «المؤامرات التي يتعرض لها السودان أرضا وشعبا وقيادة»، وأشاد بالمصالحة العربية وبالجهود التي بذلها القادة العرب من أجل تسوية كل الخلافات والعمل معا من أجل متطلبات المستقبل. وطالب بأن يقف العرب موقفا حازما مع أميركا والغرب بما يدفعهم إلى تعديل مواقفهم واتخاذ موقف فاعل يجبر إسرائيل على الاستجابة لمتطلبات السلام. وأشار الأحمد إلى ضرورة تحقيق المصالحة الفلسطينية وأهمية التوصل إلى قواسم مشتركة تؤمن مصالح هذه الأطراف بعيدا عن «الإقصاء والاستهداف»، وذلك «عبر التمسك بالثوابت الفلسطينية في حل المشاكل القائمة وأبرزها حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال». وستفتتح القمة العربية في دورتها العادية الـ 21 في الساعة الحادية عشرة بالتوقيت المحلي لقطر يوم الاثنين بكلمة من الرئيس السوري بشار الأسد بصفته رئيس القمة السابق، تليها كلمة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر رئيس الدورة الحالية، يعقبهما عمرو موسى، وبان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، وجون بنج رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي وأكمل الدين أوغلو الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وتختتم الجلسة الأولى بكلمة لرئيس البرلمان العربي جاسم الصقر.

ويستكمل القادة في جلسة ثانية إلقاء الكلمات وفق أولوية طلب ورودها. وتبدأ بعد ذلك الجلسة الأولى المغلقة للقادة العرب لاعتماد مشروع جدول الأعمال ومناقشة البنود المدرجة عليه. وفي جلسة العمل الرابعة التي ستكون علنية سيتم اعتماد مشاريع القرارات و«إعلان الدوحة». وفي اليوم التالي تعقد الجلسة الختامية وتلقي فيها العراق كلمة بوصفها رئيس القمة المقبلة، تختتم بكلمة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. وفي هذا اليوم نفسه تعقد القمة العربية مع دول أميركا الجنوبية التي يتحدث فيها أمير دولة قطر ورئاسة اتحاد دول أميركا الجنوبية السيدة ميتشيل باتشليت، ثم كلمة لمنسق دول أميركا اللاتينية لوس إيناسيو لولا داسيلفا، وكلمة لموسى.