بريطانيا: عرض أوباما لإيران أفضل فرصة لتحسين العلاقات.. ولا نريد تغيير نظام طهران

ميليباند حذر من توسيع المستوطنات الإسرائيلية خلال إطلاق تقرير حقوق الإنسان السنوي

TT

نصح وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند إيران أمس بتحسين علاقاتها مع المجتمع الدولي، معتبرا أن عرض الرئيس الأميركي باراك أوباما بإقامة علاقات أفضل مع إيران يوفر أفضل فرصة لتحسين العلاقات بين البلدين. وجاء تصريح ميليباند أمس في مؤتمر صحافي بمناسبة إطلاق تقرير وزارة الخارجية البريطانية السنوي حول حقوق الإنسان، الذي حذر فيه من توسيع الاستيطان الإسرائيلي الذي يهدد فرص السلام في المنطقة.

وشدد ميليباند على أن «دعم حقوق الإنسان جزء مهم من تطوير سياساتنا»، وقال ميليباند أمس: «أعتقد أنه لن تكون هناك أبدا فرصة أفضل من التي يتيحها العرض الذي قدمه الرئيس أوباما مؤخرا لشعب وحكومة إيران، بالتحرك نحو وضع تستطيع فيه إيران ممارسة حقها في المجتمع الدولي، ولكن أيضا تفي بمسؤولياتها بشكل أساسي».

ودعا الوزير البريطاني طهران إلى قبول عرض دولي لها بوقف تخصيب اليورانيوم مقابل تعاون تقني وسياسي مع الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا. وأضاف: «انعدام الثقة في البرنامج النووي الإيراني نابع عن أدلة واقعية وحقائق بأن إيران (كانت تقدم) معلومات خاطئة وتتصرف بسرية». وتابع: «أعتقد أنه من المهم جدا أن نواصل القول بأننا لا نسعى لتغيير النظام في إيران، بل نسعى لتغيير في سلوك (طهران)، لأنه يؤثر على بقية العالم ويمثل خطرا على الاستقرار في المنطقة».

ومن جهة أخرى اعتبر ميليباند الحرب على غزة نهاية العام الماضي «علامة على العملية السياسية الفاشلة لعملية السلام»، مؤكدا التزام بلاده بتطبيق قرار مجلس الأمن 1860 والتوصل إلى حل الدولتين. وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول تقارير بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو متفق مع زعيم حزب «إسرائيل بيتنا» المتطرف أفيغدور ليبرمان على توسيع الاستيطان في القدس الشرقية، قال ميليباند: «رأينا واضح، نحن نطالب بتجميد الاستيطان، والدولة الفلسطينية تحتاج إلى أراضي حدود عام 1967». وأضاف أن توسيع «منطقة إي وان (E1) تشكل خطرا لدولة فلسطينية مستقبلية وتجعلها صعبة إن لم تكن مستحيلة». ومن بين الدول الـ18 التي شملها التقرير تحت عنوان «الدول التي تثير قلقا كبيرا»، تم إضافة الصومال هذا العام كـ«دولة تثير قلقا كبيرا بسبب الوضع البائس هناك»، بحسب التقرير، بينما تم حذف اسم النيبال من اللائحة. وكان التقييم البريطاني للعراق متفائلا، إذ قال التقرير بأن الشعب العراقي «يعيش متسعا من الحرية أكثر من أي وقت مضى»، على الرغم من التحذير من «تحديات مهمة في البلاد»، أبرزها الوضع الأمني.

وشملت لائحة «الدول التي تثير قلقا كبيرا» أفغانستان وبيلاروسيا وبورما والصين وكولومبيا وكوبا وجمهورية الكونغو الديمقراطي وكوريا الشمالية وإيران والعراق وإسرائيل وفلسطين وباكستان وروسيا والسعودية والصومال والسودان وسورية وتركمنستان وأزبكستان وفيتنام وزيمبابوي. واعتبر ميليباند أمس أن من بين طموحات وزارة الخارجية البريطانية «القضاء على الفقر في إفريقيا، ودعم حقوق النساء في العالم العربي، ومنح حرية التعبير في الصين». وفي ما يخص وضع حقوق الإنسان داخل بريطانيا، إذ وجّه المعتقل السابق في غوانتانامو بنيام محمد إلى الحكومة البريطانية تهمة الضلوع في عمليات تعذيب، قال ميليباند: «إننا لا نعذب ولا نؤيد التعذيب، ولا نوجه أي استثناءات لذلك»، ولكنه أضاف أنه في حال أثيرت أية اتهامات سيكون على القضاء البريطاني دراستها.