في ثالث تحدٍ لقرار «الجنائية».. البشير في ليبيا.. وإلى أديس أبابا خلال أيام

الجامعة العربية تدرس مشروع قرار عربي موحد متضامن مع الرئيس السوداني خلال قمة الدوحة

TT

في تحدٍ ثالث للمحكمة الجنائية الدولية منذ إصدارها قرارا بتوقيفه، قام الرئيس عمر البشير بزيارة لمدة ساعات إلى ليبيا، أحيطت منذ انطلاقتها من الخرطوم، بقدر كبير من السرية. وأجرى البشير خلالها مباحثات مع الزعيم الليبي معمر القذافي، فيما أعلن مسؤول سوداني ان البشير يمكن ان يزور العاصمة الإثيوبية أديس ابابا في الأيام المقبلة، لتكون الزيارة الرابعة بعد صدور المذكرة مشيرا الى انه «ليس هناك ما يمنع الرئيس من السفر الى أى دولة».

وركزت المباحثات بين البشير والقذافي على مذكرة المحكمة الجنائية الدولية، والأزمة في إقليم دارفور، وابرز بيان ختامي صدر عن المباحثات موقف ليبيا الرافض للمحكمة الجنائية الدولية. واتفق الزعيمان على ضرورة حل مشكلة دارفور ودعمهما للحوار السياسي مع الحركات الدارفورية في منبر مفاوضات العاصمة القطرية الدوحة. وكانت الزيارة الخارجية الأولى للبشير بعد مذكرة التوقيف في الرابع من مارس (آذار) الحالي إلى اريتريا الاثنين الماضي، والثانية أول من أمس إلى القاهرة.

واستقبل البشير في سرت د. البغدادي علي محمود، أمين «اللجنة الشعبية العامة بالجماهيرية»، وضم وفد البشير: الفريق الركن بكري حسن صالح وزير رئاسة الجمهورية، ودينق ألور وزير الخارجية، والدكتور جلال يوسف الدقير وزير الصناعة، والفريق صلاح عبد الله مدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني.

وقال بيان صادر عن المباحثات تلاه «دينق ألور» وزير الخارجية إن القذافي أكد في المباحثات موقفه الرافض للجنائية الدولية ومناصرة السودان في المحافل الإقليمية والدولية. واتفق الجانبان ـ حسب البيان ـ على ضرورة حل مشكلة دارفور، ودعمهما للحوار السياسي مع الحركات الدارفورية في منبر مفاوضات العاصمة القطرية الدوحة بالتركيز على الحل الاجتماعي وتفعيل مقررات ملتقى أهل السودان بما في ذلك استفتاء حر ونزيه لأهل دارفور فيما يختص بالقضايا الرئيسية.

وجدد الجانبان اهتمامهما بالوضع الإنساني في دارفور واتفقا على العمل سويا على سد أي فجوة حول تقييم البعثة المشتركة بين الحكومة والأمم المتحدة. وأكدت الحكومة السودانية، طبقا للبيان، استعدادها لاستقبال شركاء جدد وفقا للاتفاق بين السودان والأمم المتحدة. وفيما يتعلق بملف العلاقات السودانية التشادية أكد القذافي ضرورة احترام الطرفين لالتزاماتهما الواردة في اتفاقيات طرابلس وسرت، حيث جدد الرئيس البشير التزام السودان بالاتفاق، وطالب تشاد بضرورة مراعاة الالتزام بالاتفاق. فيما قال المحمودي إن الجانبين اتفقا على عقد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين بالخرطوم في الأسبوع الأول من أبريل (نيسان) المقبل، وأضاف أن اجتماعات اللجنة العليا المشتركة ستناقش عددا من الملفات المتعلقة بالتعاون بين البلدين.

من جانبه وصف الدكتور جلال يوسف الدقير وزير الصناعة السوداني عضو الوفد المرافق، مباحثات البشير والقذافي بـ«الممتازة»، وقال إن القذافي عبر بصورة صريحة وواضحة عن موقف الشعب الليبي الصلب مع السودان تجاه قرارات المحكمة الجنائية الدولية. وكشف الدقير في مؤتمر صحافي عقده في مطار الخرطوم بعد عودة البشير أن البشير سيزور العاصمة الإثيوبية أديس ابابا ، من دون أن يحدد الموعد، في رد على سؤال، وفي إجابة لسؤال آخر، نفي الدقير أن تكون الزيارة سرية، وقال إن للرئيس البشير مهام دستورية وستتواصل هذه المهام دون توقف حسب الواجبات، وأضاف أن الزيارة جاءت تلبية لدعوات الرؤساء «ولم تكن فى الحسبان». وأضاف الدقير «وجدنا ليبيا سابقانا لي قدام وان موقف الغذافى مطمئن وعدا فيه بالدفاع عن السودان إقليميا ودوليا».

إلى ذلك أعلن مسؤول في جامعة الدول العربية ان القمة العربية الحادية والعشرين التي ستنعقد في الدوحة الاثنين المقبل ستشدد في بيانها الختامي على موقف عربي موحد متضامن مع الرئيس السوداني عمر البشير. وقال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي إن «اجتماعات المندوبين تناقش جدول أعمال القمة العربية الذي سيتم رفعه اليوم (الخميس) تمهيدا لعرضه على وزراء الخارجية قبل أن يعرض على القادة لإقراره». وأضاف بن حلي للصحافيين «سيكون هناك قرار خاص في ما يتعلق بمذكرة اعتقال الرئيس السوداني عمر البشير». وأوضح أن جدول الأعمال «تتصدره القضية الفلسطينية وتطوراتها ومبادرة السلام العربية والوضع في السودان والعراق والصومال والأمن القومي العربي فضلا عن العلاقات والتعاون مع المنظمات والتكتلات الدولية مثل الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي». ونقلت وكالة الأنباء القطرية عن مساعد وزير الخارجية القطري سيف مقدم البوعينين قوله إن «هناك مشروع قرار يبحثه الاجتماع حول قرار المحكمة الجنائية الدولية في حق الرئيس البشير يؤكد الدعم العربي للسودان».

وأضاف أن القرار «سيعرب عن الأسف لعدم تمكن مجلس الأمن من استخدام المادة 16 من ميثاق محكمة الجنايات الدولية التي تسمح للمجلس بتأجيل قرارات المحكمة لمدة عام في حال الضرورة (..) مع تأكيد القرار على حصانة رؤساء الدول». وتابع البوعينين أن «مشروع القرار يطلب من مجلس الأمن تحمل مسؤولياته تجاه حفظ الأمن والسلام في السودان».

وقام رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني بزيارة إلى الخرطوم الثلاثاء، جدد خلالها الدعوة إلى البشير لحضور القمة العربية بالرغم من «الضغوط التي تمارس على قطر» لعدم استضافته. وقال الشيخ حمد إن قرار حضور البشير من عدمه قمة الدوحة أصبح «بيد الحكومة السودانية». وقد وصل الرئيس السوداني الخميس إلى سرت (600 كلم شرق طرابلس) حيث سيلتقي الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، في ثالث رحلة خارجية له هذا الأسبوع، بعد اريتريا ومصر.