مصدر شيعي: دقدوق قيادي حزب الله أشرف على خطف البريطانيين

قال لـ«الشرق الأوسط» إن جماعة «عصائب أهل الحق» هي «نسخة من تجربة التنظيم اللبناني»

أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر يحرقون علم أميركا بعد صلاة الجمعة في مدينة الصدر ببغداد أمس (أ.ب)
TT

يخلط البعض بين «طلائع حزب الله» في العراق وبين «حزب الله»، و«كتائب حزب الله»، ذلك ان «طلائع حزب الله» تنظيم كان موجودا في مناطق الاهوار بجنوب العراق بقيادة ابو حاتم المحمداوي، الذي لقب بأمير الاهوار، منذ ان كان الرئيس السابق صدام حسين في السلطة، وقد قام هذا التنظيم بالكثير من العمليات العسكرية ضد اجهزة النظام السابق، وقد اختير المحمداوي عضوا في مجلس الحكم بعد تغيير النظام، والمعروف عن هذا التنظيم انه لا يتلقى أي دعم خارجي ولا علاقة له بايران، بل هو يناهض التدخل الايراني في العراق.

بعد تغيير النظام، وظهور التيار الصدري الى واجهة الأحداث، برزت مجموعة من ضمن التيار الصدري، تابعة لايران، وتولى ترتيب وتدريب هذه المجموعة «ابو مهدي المهندس» عضو مجلس النواب العراقي، عن قائمة الائتلاف العراقي الموحد الذي يترأسه عبد العزيز الحكيم، والهارب الى ايران بسبب ملاحقته من قبل القوات الاميركية، وكان يدعمه في عمليات التدريب (ابو سجاد).

وحسب خبير شيعي متخصص في شؤون الحركات السياسية الشيعية في النجف، فإن «المهندس» كان يقوم بتدريب عناصر هذا الجناح الذي حمل تسمية «عصائب أهل الحق» في صحراء الكوفة. ويوضح الخبير الذي رفض نشر اسمه لأسباب امنية، قائلا ان «عصائب أهل الحق هي نسخة لتجربة حزب الله في لبنان، حيث كان في حزب الله تنظيم يحمل ذات الاسم او قريبا منه، وهم (حزب الله) من أهدى لعصائب الحق خطط خطف الرهائن الغربيين، تماما مثلما كان يفعل الحزب في لبنان إبان تشكيله»، مشيرا الى ان «غالبية عناصر عصائب أهل الحق تم تدريبها في لبنان».

ويؤكد الخبير الشيعي قائلا «ان حزب الله اللبناني كان يريد ان يوجد له قاعدة او ذراعا في العراق، فوجد في عناصر عصائب أهل الحق من يمثلهم، وغالبية عناصر عصائب اهل الحق كثيرة الحركة ما بين العراق ولبنان»، منوها الى ان «عناصر عصائب اهل الحق تتلقى دعما ايرانيا بواسطة حزب الله». ويستطرد قائلا ان «التيار الصدري كان قد انقسم الى اجنحة عدة وكلها تعمل باسم التيار حتى وان كانت لها تسمياتها الخاصة، فهناك عناصر من التيار الصدري ارتبطت سرا بالقوات الاميركية ابان دخول هذه القوات الى حدود مدينة النجف، وعملوا معهم حيث كشفوا لهم العديد من العناصر والخطط مقابل دعم مادي كبير، وقد كشف التيار بعض هؤلاء وابعدهم عن تنظيماته بينما لا يزال البعض مرتبطا مع القوات الاميركية، وقد اتضح ذلك عندما شنت القوات الاميركية عدة عمليات على مدينة الثورة (الصدر) في العامين الماضيين وقد استهدفت عناصر قيادية بعينها».

ويشير الخبير بالشأن السياسي الشيعي، الى ان «هناك عناصر في التيار الصدري ارادت ان تبقى في الخط الوسطي من غير ان تتطرف او تنظم اية عمليات عسكرية، وقاد هذا الجناح الشيخ عبد الهادي الدراجي الذي يعد من المعتدلين والوطنيين حيث عرف عنه أنه عروبي وضد ايران، بل انه رفض الكثير من العروض والإغراءات الايرانية، لهذا كانت له شعبية كبيرة في مدينة الثورة حتى تمت الوشاية به للقوات الاميركية بغير وجه حق وتم اعتقاله كي تخلو الساحة للجناح الموالي لايران». وينوه الى ان «هناك جناحا في التيار الصدري اراد الارتباط مباشرة بايران من غير ان يكون هناك وسيط بينه وبين ايران، بل كان الارتباط عبر الحرس الثوري الايراني، وهؤلاء تم تدريبهم من قبل اطلاعات (المخابرات الايرانية) وحرس الثورة الايراني، في معسكرات كانت مخصصة في السابق لفيلق بدر، وعناصر هذا الجناح تخصصوا بزرع العبوات الناسفة واعمال التفجير، وهؤلاء اطلقوا على انفسهم تسمية (كتائب حزب الله)».

وحول القيادي في حزب الله علي موسى دقدوق الذي اعتقل مع قيس الخزعلي قبل عامين، قال الخبير بالشأن السياسي الشيعي، إن «دقدوق هو الذي أشرف على عملية خطف الرهائن البريطانيين بمساعدة الخزعلي (قيس)»، مشيرا الى ان «الخزعلي كان اصلا مطلوبا للعدالة لتورطه في قتل السيد عبد المجيد الخوئي في النجف في أبريل (نيسان) 2003».

من جهة أخرى أكد زعيم شيعي عراقي رفض ذكر اسمه أن دقدوق «يعتبر واحدا من أكثر القياديين في حزب الله خطورة»، مشيرا الى ان «دقدوق كان قد أعد لقيادة الجناح الايراني في التيار الصدري، عصائب أهل الحق، ولتمثيل حزب الله اللبناني في الساحة العراقية، وهو كان وراء عمليات تفجير نوعية في العراق».