رفسنجاني يعتبر أسلوب خطاب أوباما «دعائيا».. وكلينتون تتمسك بمد اليد لإيران

أعضاء في الكونغرس يطلبون من الرئيس الأميركي ألا يكون الحوار مع طهران مفتوحا

إيرانية ترفع صورة لآية الله علي خامنئي أثناء حضورها خطبة الجمعة أمس (رويترز)
TT

انتقد الرئيس الإيراني السابق ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام، أكبر هاشمي رفسنجاني، طريقة الرئيس الأميركي باراك أوباما بالتقارب من إيران، وقال إن رسالته التي وجهها بالفيديو إلى الإيرانيين غلب عليها الطابع الدعائي. وجاء ذلك في وقت قال عدد من أعضاء الكونغرس الأميركي في رسالة وجهوها إلى أوباما، إن أي اتصال مع إيران «لا يمكن أن يكون مفتوحا» في المدى الزمني، نظرا إلى المخاوف المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني. وكتب المشرعون في رسالتهم: «نحث على بدء المحادثات بأسرع وقت ممكن، حتى يكون لدينا مؤشر بالسرعة الممكنة حول ما إذا كانت هذه المحادثات ستنجح في وقف برنامج إيران النووي».

وقالوا إن أية محادثات يجب أن تهدف إلى دفع إيران إلى تعليق عمليات تخصيب اليورانيوم، التي يمكن أن تكون مقدمة لبناء سلاح نووي، بشكل يمكن التحقق منه «خلال أشهر قليلة على الأكثر من بدء المحادثات». وأضافوا أن «المحادثات يجب أن تكون جدية وذات مصداقية، ولكن لا يمكن أن تكون مفتوحة» زمنيا. وتابعوا أن «العمل الأميركي بهذا الخصوص لا يمكن تأجيله، والانتظار إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية في يونيو (حزيران) سيعطي طهران ستة أشهر إضافية من التخصيب والتخزين دون أي عوائق».

من جهته، انتقد رفسنجاني أسلوب خطاب الرئيس الأميركي الموجه إلى إيران، وقال إن أوباما في رسالته بالفيديو أعرب عن أمله في إجراء حوار مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولكنه أعلن بعض القضايا التي يغلب عليها الطابع الدعائي. وأضاف في خطبة الجمعة بحسب ما نقلت عنه وكالة أنباء «إيرنا»: «لو كانت النية متوفرة لدى الإدارة الأميركية للحوار والتعاون مع إيران، فكان عليها أن تطرح القضايا والمشكلات في المحادثات، وليس من المنطقي طرح مثل هذه القضايا في رسالة بالفيديو بصورة ترويج إعلامي». وقال: «إن أوباما أشار إلى قضية الإرهاب والموضوع النووي الإيراني، حيث ينبغي أن تطرح هذه القضايا في أثناء المحادثات»، معتبرا أن مثل هذه المواقف ليست صحيحة، مضيفا: «إن هذه التصريحات تشير إلى ما يروم إليه أوباما».

ودعا الولايات المتحدة إلى أن تبدي «حسن النية» تجاه إيران، وقال: «منذ 60 عاما والإدارات الأميركية المتعاقبة تظلم الشعب الإيراني، سواء قبل الثورة أو بعدها أو في فترة الحرب المفروضة». وأضاف: «نحن لا عداء لنا مع الشعب الأميركي، ولو اتخذت الإدارة الأميركية نهجا عادلا ومتطابقا مع المعايير الدولية فإننا لا نعاديها أيضا».

إلا أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أكدت أن الولايات المتحدة ستواصل مد اليد لإيران رغم تحفظ الحكومة الإيرانية بعد خطاب أوباما. وقالت وكالة أنباء «فارس» إن كلينتون أعلنت ذلك في مؤتمر صحافي عقدته خلال زيارتها إلى المكسيك، وأعربت عن ارتياحها لما أسمته رد الفعل الإيجابي الذي أبداه كثير من الإيرانيين على الرسالة التي وجهها الرئيس أوباما الأسبوع الماضي. وأعربت وزيرة الخارجية أيضا عن الأمل في أن تضطلع الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدور بناء في أفغانستان، وأوضحت كلينتون في اليوم الأخير من زيارتها المكسيك: «نفعل ما قال الرئيس أوباما إننا سنفعله، أننا نمد اليد إلى السلطات الإيرانية وإلى الشعب الإيراني أيضا، وبالأهمية نفسها». وأضافت: «تتوفر لدينا رؤية حول العقبات الصعبة التي يتعين تجاوزها على المدى القصير مع الإيرانيين، لكننا سنستمر في مد اليد».