مصدر سوداني تجارة السلاح.. وعمليات تهريب البشر والبضائع تنشط على سواحل القرن الأفريقي

النزاعات المسلحة في المنطقة ساهمت في ازدهار عمليات التهريب

TT

تقول مصادر سودانية مطلعة لـ «الشرق الأوسط» إن عمليات التهريب على ساحل البحر الأحمر تنشط على طول سواحل جيبوتي واريتريا والسودان ومصر، في 3 مجالات هي: السلاح، والمهاجرون، والبضائع.

وتقول إن القرن الإفريقي المليء بالنزاعات ساهم بشكل كبير في ازدهار تجارة السلاح، كما ان الأوضاع المتردية امنيا واقتصاديا، ساهمت في تجارة تهريب البشر، حيث يتم تهريبهم عبر أثيوبيا واريتريا والسودان الى مصر ومنها الى أوروبا بحثا عن أوضاع أفضل لحياتهم. ولم تستبعد المصادر تهريب البشر من القرن الأفريقي من اجل تجنيدهم «كمرتزقة» لصالح الدول الغربية في مناطق النزاعات التي يتواجدون فيها.

اما عن تهريب البضائع فهي الأخرى شائعة، خاصة في مواد مثل السكر والأقمشة والبن، وغيرها من البضائع من الدول الإفريقية الى دول الخليج ومن الخليج الى الدول الإفريقية.

ويمتد الساحل السوداني على البحر الأحمر بطول 980 كيلومترا منها نحو 270 كيلومترا واقعة في مثلث «حلايب» المتنازع عليه مع مصر. ويطل على الساحل مدن «طوكر، وسواكن، وبورتسوان، واوسيف، عقيق، وقباتيت». وداخل المثلث، هناك مدن مثل «حلايب وشلاتين وابو رماد». ويعرف شرق السودان بثلاثة ولايات هي: «البحر الاحمر» على ساحل البحر الأحمر، وولاية «كسلا» جنوب البحر الأحمر ومطلة على الحدود مع اريتريا، وولاية «القضارف» وهي جنوب ولاية كسلا تشرف على الحدود مع اثيوبيا المجاورة.

ويسكن شرق السودان خاصة ولايتي البحر الأحمر وكسلا قبائل «البجة»، وهي تتكون من 5 قوميات أي نظارات وهي «الهدندوة والامرار، والبشاريين، البني عامر والحباب، والحلنقة»، وبينهم قوميات صغيرة تسمى عموديات وهي: «الإشراف وكيلاب وملحتكناب وشاياب»، وقبائل الرشايدة. وفي ولاية القضارف تجد «الحلفاويين والشكرية والضباينة واللحويين»، وتتخلل هذه القبائل قبائل أخرى من كل بقاع السودان. ويمتهن سكان شرق السودان المتاخمون على البحر الأحمر مهنة صيد الأسماك والعمل في المواني البحرية والتجارة، فيما يمتهن سكان «كسلا والقضارف» الزراعة والرعي وتجارة الحدود مع كل من اثيوبيا واريتريا. وتشق سلسلة جبال البحر الأحمر شرق السودان بمسافة اكثر من 800 كيلومترا، وهي مناطق وعرة، ولكنها تتسم بالمناخ المعتدل طول العام والأمطار الشتوية، فضلا عن وجود اودية موسمية تنحدر من الجبال.

وشهد شرق السودان تمردا مسلحا على الخرطوم منذ مطلع التسعينات من القرن الماضي بقيادة المعارضة السودانية بزعامة كل من محمد عثمان الميرغني زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي، والصادق المهدي زعيم حزب الأمة والحزب الشيوعي السوداني ومجموعات أخرى كانت تنطلق من داخل الأراضي الاريترية تتحصن في جبال وأودية شرق السودان وتدير من هناك معاركها ضد الجيش السوداني، فيما ظهرت «جبهة الشرق» المسلحة، وتنظيم «الأسود الحرة» عناصرهما من أبناء شرق السودان كقوتين مسلحتين في الشرق ضد ما يطلقان عليها التهميش في شرق السودان، ودخلتا في تحالف عسكري مع التحالف المعارض المعروف بـ «التجمع السوداني» ضد الخرطوم. وانهارت القوى المسلحة التي تتبع للتجمع لكن التنظيمين واصلا نشاطهما العسكري ضد الخرطوم من الشرق الى ان جرت بينهما وبين الحكومة مفاوضات انتهت باتفاق سلام عرف بـ«اتفاق سلام الشرق» اشترك بموجبها التنظيمان في الحكومة الحالية في الخرطوم، ويقود التنظيمان موسى محمد موسى رئيس «جبهة الشرق»، ويشغل منصب مساعد رئيس الجمهورية، ومبارك سليم مبروك رئيس «الاسود الحرة»، يشغل منصب وزير الدولة بوزارة الطرق.