موسى: التمثيل مطمئن في القمة وليس مطلوبا حضور كل القادة

قال إن ملف العلاقات مع إيران لن يحل في جلسة

TT

قلل الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى من شأن الخلاف المصري ـ القطري وانعكاساته على القمة العربية المقبلة في الدوحة، مؤكدا أن هذه القمة تكتسب أهمية كبيرة وأنها ستشهد حضورا مكثفا.

واعتبر في مؤتمر صحافي عقده مساء أول من أمس في الدوحة، أن المشكلات القائمة على الساحة العربية في طريقها للزوال، داعيا في نفس الوقت إلى مناقشة تلك المشكلات بعمق وصراحة.

وذكر الأمين العام أن العلاقات العربية ـ العربية سوف تتم مناقشتها خلال القمة وسيتم تناول العديد من الموضوعات.. داعيا إلى ضرورة أن «نتأمل خيرا ولا نتأبط شرا».

وقال إن الجامعة العربية غير مطلوب منها أن تجمل ما ليس جميلا، داعيا إلى إعادة طرح العلاقات والمشكلات القائمة بما يجعلها مقبولة وبها شيء من الجمال، وأكد أنه مطمئن على مستوى التمثيل والمشاركة في قمة الدوحة، مشيرا إلى أنه ليس من المطلوب حضور كل القادة، لافتا إلى أن جميع الدول ستشارك في القمة وعلى مستويات مختلفة.

وردا على سؤال حول احتمال عدم مشاركة الرئيس المصري وملك الأردن، قال موسى: «لا أستطيع أن أجيب عن أية دولة عضو»، مجددا التأكيد على أن «الحضور بها سيكون كبيرا».

وحول نتائج الجهود التي بذلت لتنقية الأجواء وتحقيق المصالحة العربية، قال موسى إنه «لا ينبغي الحديث عن وجود ثمرة نتجت عن هذا الموضوع، لكننا أمام أوضاع ومشاكل متشابكة، ونستطيع القول إن الجميع أصبح منشغلا بالعلاقات والأوضاع العربية الراهنة، والكل يرفض استمرار هذه العلاقات بوضعها الراهن وأن تقدم نموذجا سيئا، وإنما طيب ونافع».

وأضاف: «إننا نواجه تحديات ضخمة، سواء في المشاكل التي تتعلق بعملية السلام أو الأمن أو التنمية أو غيرها»، مشددا على ضرورة ألا تكون المصالحة على طريق «عفا الله عمال سلف»، معتبرا أن هذا لا يكفي، وأنه يتعين الغوص في مضمون المشكلات والخلافات التي كانت السبب في ما وصل إليه الوضع الراهن، وأن نتفق على بعض الموضوعات وكيفية علاجها.

ونوه إلى أن هذا الوضع تسبب في كثير من المشكلات والعقبات «وعلينا أن نسير بخطى جيدة، وأن يكون اختلافنا بالعمل على إنهاء هذه الخلافات والتعامل معها بجدية».

وردا على سؤال عن الورقة التي قدمها منذ فترة بشأن قضية المصالحة والخلافات العربية، قال الأمين العام: «نعم قدمت ورقة لكافة الحكومات العربية المسؤولة حول هذه الموضوعات، وتم البحث ومناقشة ضرورة البحث في كيفية علاجها بعيدا عن المجاملات». وأكد أنه «تمت مناقشة هذه الورقة بعمق، وتلقيت ردودا كثيرة عليها»، مجددا تأكيده على أن «الكل منشغل ورافض للحالة المتردية التي نحن عليها الآن».

وردا على سؤال حول العلاقات العربية ـ الإيرانية، وإذا كانت مطروحة على جدول أعمال القمة، قال موسى: «موضوع إيران والعلاقات معها مطروح بالطبع، وهو جزء من الواقع الموجود في المنطقة»، ومن الخلافات التي أعرب عن أمله في أن تتقلص وتختفي، ومضى قائلا إن هذا الموضوع لن ينتهي في جلسة واحدة وإنما يستغرق وقتا.

وردا على سؤال آخر حول المخاوف من أى مشاركة إيرانية قد تتسبب في خلافات، قال الأمين العام إن هذه القمة عربية. ومشاركة أى مسؤول إيراني لن تنعكس بالسلب عليها.

وردا على سؤال حول انتقاد منظمة العفو الدولية للجامعة العربية عن عدم تطبيقها المعايير التي تطالب بتطبيقها على الجرائم الإسرائيلية في غزة على الوضع في إقليم دارفور، قال موسى إن هذا الاتهام لا يقوم على أي أساس، وغير مفهوم، فماذا تقصد هذه المنظمة من ورائه، وسيكون للجامعة موقف معها.

وردا على سؤال حول إمكانية مشاركة الرئيس السوداني في القمة، قال موسى إن هذا القرار شأن الرئيس السوداني وحده، وهو صاحب الحق به، له أن يشارك بنفسه أو يكلف من يريد، وأرجو «أن يكون لدى أي من يهدد رصانة» وأضاف: «لا أعتقد أن هذا التهديد قائم، خصوصا وأنها مجرد اتهامات، ولا يوجد قرار بالتعرض للبشير، كما لا يوجد أي التزام بهذا الشأن».

وحول الضغوط التي تتعرض لها السودان، قال موسى إن كل هذه المسائل مطروحة للنقاش أمام القمة وخلال الاتصالات الجارية.. داعيا إلى استثمار هذه الجهود للتحرك نحو تحقيق العدالة، ومحذرا في الوقت نفسه من أن أي مساس بالسودان سيؤثر سلبا على وحدة أراضيه واستقراره والأوضاع في منطقة القرن الأفريقي برمته.

ونسب موسى إلى الرئيس السوداني أنه ذكر له في أكثر من مناسبة أنه لا يوجد كبير أمام القانون. وردا على سؤال حول الصومال ودعوته لقوات عربية ودعمه، قال الأمين العام: «موضوع الصومال أحد الموضوعات المطروحة للقمة»، لافتا إلى أن الرئيس الصومالي سيشارك بها، وداعيا إلى ضرورة الاهتمام بالوضع في الصومال بعد المعاناة الطويلة التي مر بها، وأن هذا سيكون من خلال مسعى عربي أفريقي مشترك. وحول المديونية العراقية وإمكانية أن تناقش القمة تخفيف تلك الديون أو إسقاطها، قال موسى إن هناك اتصالات تجرى وجرت في هذا الإطار، وأن هذه القضية ضمن التقارير المرفوعة للقمة. وشدد على ضرورة مساعدة العراق خلال هذه المرحلة حتى يعود لاستئناف دوره العربي والإقليمي والدولي بصورة كاملة بكونه جزءا مهما للغاية من جسم هذه الأمة.. مشيرا إلى أنه «لهذا الأمر فنحن نسعى إلى تحقيق المصالحة العراقية الشاملة». وحول آليات تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار في قطاع غزة بعد رصد المساعدات العربية والدولية، قال الأمين العام إن «الأموال رصدت بالفعل، واللجان المتخصصة بهذه القضية زارت قطاع غزة، لكن السؤال الذي يجب أن يوجه: هل يمكن أن تنطلق عملية إعادة إعمار غزة وهناك حصار وإغلاق للمعابر؟ المشكلة في الحصار والإغلاق».

وردا على سؤال حول أهمية القمة العربية مع دول أمريكا الجنوبية واستضافة الدوحة لها، عبر موسى عن سعادته «لنمو هذه العلاقة بصورة جيدة، ونحن مهتمون بها جيدا بالنظر إلى الكثير من المسؤولين ورجال الأعمال بهذه الدول من ذوى أصول عربية».

وأضاف أن العلاقات حققت تقدما كبيرا بحيث بلغ التعاون التجاري 21 مليار دولار بنهاية 2008 بعد أن كان لا يتجاوز 8 مليارات دولار قبل انطلاق هذا التعاون.. منوها إلى أن خط طيران عربي يعمل الآن أكثر من مرة أسبوعيا بين الجانبين، ومن المتوقع أن يصبح 3 شركات أو خطوط بنهاية العام الجاري لنقل الركاب. وأشاد في هذا الصدد بمبادرة الرئيس البرازيلي لولا ديسلفا، الذي كان وراء هذا التعاون، داعيا إلى ضرورة إعطائه أهمية كبيرة، وأن نحرص عليه والعمل على تنميته.

كان الأمين العام لجامعة الدول العربية قد استعرض نتائج اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي الذي عقد أول من أمس، وأعلن عن أنه تم تشكيل فريق عمل لمتابعة نتائج قمة الكويت، كما أعلن أنه تم إرسال 844 خطابا للجهات المسؤولة كافة بالدول العربية من منظمات وغيرها حول متابعة أعمال هذه القمة. وشدد على أهمية التعاون العربي، وما تقوم به الجامعة العربية في هذا الصدد لمكافحة الفقر والبطالة وتحسين الأحوال الصحية، بما يحقق مصالح الناس والمجتمعات والشعوب العربية.