القذافي يزور أديس أبابا كرئيس للاتحاد الأفريقي خلال القمة العربية

اشتكى من «رذيلة نكران الجميل» لدى بعض القادة الأفارقة

TT

أعلن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي مقاطعته الرسمية للقمة العربية التي ستبدأ أعمالها غدا «الاثنين» في العاصمة القطرية الدوحة، حيث بدأ أمس زيارة للعاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

ولم يصدر أي إعلان رسمي ليبي بشأن غياب القذافي، لكن وكالة الأنباء الليبية الرسمية قالت أمس إنه وصل إلى مقر الاتحاد الأفريقي بأديس أبابا لممارسة مهامه بمقر الاتحاد خلال هذه الأيام.

وعقد القذافي فور وصوله إلى مطار أديس أبابا اجتماعا بكل من رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ومفوضي السلم والأمن والشؤون الاجتماعية والتقنية والعلوم، لتحديد الموضوعات التي سيتم بحثها في الاجتماعات التي بدأت أمس برئاسة القذافي.

وتزامنت مقاطعة القذافي المفاجئة لقمة الدوحة رغم الاتصالات الهاتفية التي أجراها معه أمير قطر، على مدى الأيام الماضية وكان آخرها مساء أول من أمس، مع معاودة صحيفة ليبية رسمية المطالبة بفصل دول المغرب العربي عن الجامعة العربية وإنشاء كيان بديل، حيث قالت صحيفة «الشمس» المحسوبة على حركة اللجان الثورية المتشددة في ليبيا أمس «ما يجب عمله الآن هو إقامة جامعة مغاربية مفصولة عن الجامعة العربية الحالية، تكون (5+5) هي حلقة الوصل بين هذه الجامعة وأوروبا».

وأضافت الصحيفة «سنبقى أفارقة إلى يوم القيامة، وعضويتنا في الجامعة العربية المشرقية الحالية تتناقض مع عضويتنا في الاتحاد الأفريقي»، مطالبة قادة المغرب العربي بطرح هذا الأمر في قمة الدوحة.

من جهة أخرى، شكا الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي علانية للمرة الأولى مما وصفه بـ«رذيلة نكران الجميل» التي تواجهها بلاده من بعض الحكام الأفارقة الذين يبخسون الجهود التي يقوم بها لصالح دول وشعوب القارة الأفريقية.

وقال القذافي، الذي يترأس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي خلال لقائه مساء أول من أمس في العاصمة الليبية طرابلس مع وفد يمثل الطوارق في ليبيا، «وحتى إذا كان الحكام ناكرين للجميل، فإن الشعوب تعترف بفضل ليبيا عليهم في معركة التحرير، والآن في الاستثمارات وفي توحيد أفريقيا وفي تغيير المنظمة إلى اتحاد أفريقي».

واعتبر القذافي أن «دور ليبيا مشهود له فالعالم كله يعرف أن ليبيا هي المحرك للقارة الأفريقية الآن، وهي التي خلقت الاتحاد الأفريقي، وهي التي خلقت تجمع دول الساحل والصحراء».

وأضاف الزعيم الليبي «حتى الذين قاموا بثوراتهم ليس ضد الاستعمار، عملوا حاجة لثورات تقدمية أو شيء من هذا القبيل، هؤلاء أناس اعتمدوا علينا وساعدناهم وأطاحوا بدكتاتوريات رجعية وشيء من هذا القبيل ونحن حسبنا أنهم سيكونون ثوارا مثلنا، وضد الصهيونية وضد الإمبريالية وضد الاستعمار لكن وجدناهم غير، فنظرتهم للإسرائيليين غير نظرتنا نحن.. نظرتهم لأميركا غير نظرتنا». مشددا على ضرورة تفرغ أبناء القارة لمعركة الوحدة في اتجاه قيام الولايات المتحدة الأفريقية، «لا أن ينشغلوا عن هذه المعركة المصيرية لحاضر ومستقبل القارة بالاقتتال مع بعضهم بعضا داخل إفريقيا».

ونبه إلى خطورة التصورات الخاطئة بشأن تمرد أي قبيلة وحملها للسلاح.. محذرا من أن هذا يعرّض الوحدة الوطنية للتفتت سواء في النيجر أو مالي أو أي دولة إفريقية أخرى.

وكانت جبهة أصدقاء النيجر (f.b.n) إحدى المجموعات المسلحة في شمال النيجر، قد أعلنت مساء يوم «الخميس» الماضي بطرابلس، التزامها بنبذ العنف وتسليم أسلحتها خلال الفترة القادمة استجابة لنداء القذافي.